الخرطوم تنظر فى دهشه من خلف ذقنها الكثيف إلى وفد الجنوب الذي يتحدث عن إيقاف العمل العسكري ولا وزير دفاع فيه ويتحدث عن الأمن ولا مسؤول أمن فيهوعن التجارة ولا مسؤول تجارة فيه
والوفد فيه ألور وباقان و... هى نفس الوجوه التي تقود خلفها تاريخاً طويلاً من الخيانة
لكن ما لا يعلمه المثقفون وباقان هو أن الخرطوم كانت تحسب - (وتستدرج) الجنوب كله إلى شرك منصوب ومباراة الخداع كانت بسيطة
والخرطوم تعلم أن مجموعة كاودا تبحث عن نصر وباقان يقود مشروعها وباقان بأسلوبه القديم سوف يذهب لجذب الأنظار بعيداً عن الميدان العسكري بطبولٍ يدقها وباقان يطلق بالفعل مشروع الحريات الأربع
والخرطوم تنصب شراكها..
والضجيج حول الحريات الأربع وإصرار الخرطوم عليها كان غباراً يجعل باقان يصدّق أنها ابتلعت الصنارة
ولما كان باقان يرقص فى الخرطوم كانت الخرطوم تجعل من رقصته شاهداً أمام العالم الذي يضغط على الخرطوم أن الرجل سوف يطلق عمله العسكري بعد ساعات وأن الرقص لم يكن إلا خداعاً..
وصنارة الخرطوم تخرج باقان من تحت المياه وهو يرقص رقصة السمكة في الصنارة
فالخرطوم كانت تعلم أن اللقاء السري جداً للحركة - لما كان باقان في الخرطوم - كان يقرر:
ضرب هجليج حتى نساوم بها على أبيي
والصراع العسكري ينتهي في الخامسة مساء أمس.. وجيش باقان نصفه تقوم قواتنا بدفنه في مقابر جماعية.. والنصف الآخر ما يزال يجري وهو ينظر إلى السماء يبحث عن طائراتنا خلف كل غبار
والخرطوم تنظر إلى هجليج وتقول: انتهى الدرس يا غبي!
والذين يتهمون الخرطوم بالغباء وبأنها تشنق عنقها بحبل مخطط باقان الاقتصادي يجدون أن جوبا تنظر إلى الخرطوم وتقول:
لم ينته الدرس يا غبي!
الخامسة من مساء أمس كان الغبار الكثيف عند الحدود يغطي إحدى وثمانين عربة عسكرية من جيش باقان تطاردها تسع عربات من قوات المجاهدين والقوات المسلحة
ولو أن المواطنين في جوبا والخرطوم أنصتوا لسمعوا صراخ قوات باقان الهاربة.