FALCON
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : العمر : 41 المهنة : انسان المزاج : ببساطه مزاج انسان؟؟ التسجيل : 15/02/2012 عدد المساهمات : 6243 معدل النشاط : 5539 التقييم : 515 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: سفن ومعارك - (السفينه اتش اس ام فكتوريا) *ذئاب البحر* السبت 10 مارس 2012 - 18:45 | | | السلام عليكم اخوانى اعضاء المنتدى اتشرف ان اقدم لكم ومضات من التاريخ البحرى فى موضوع متجدد باذن الله والحلقه الاولى ستكون عن الوحش الخشبى السفينه الحربيه البريطانيه: فكتوريا ولنبداء فى رحله الغواص فى التاريخ القديم: [img] [/img] ف ي مطلع القرن التاسع عشر سيطرت جيوش نابوليون على أوروبا سيطرة كاملة، وحدها بريطانيا حالت دون تحقيق حلمه بالسيطرة المطلقة.
لكن نابوليون علم أنه قبل أن يجتاح بريطانيا عليه أن يهزم البحرية الملكية أولاً.في الملكية البحرية كانت هناك سفن مصنوعة من السنديان المتين، إن الفيكتوري كانت سفينة نموذجية للسفن الكبيرة في حقبة "نيلسون".
إنها مثال جيّد لحرب السفن الخشبية، وآخر نتاج في تاريخ الإبحار الشراعي.معركة أصبحت من أشهر المعارك في التاريخ البحري.إنها معركة ""الطّرف الأغرّ.
صنعت سفينة فيكتوري" في العام ألف وسبعمائة وتسعة وخمسين وما زالت في خدمة البحرية الملكية إلى اليوم ونأمل أن تبقى في المستقبل.
إنها نموذج رائع لسفينة حربية من الدرجة الأولى.ثلاث طبقات ومائة مدفع، السفينة الأكثر فعالية في البحرية الملكية، وبواسطة التعاون مع نيلسون بقيت في حالة جيّدة وهي السفينة الوحيدة، وما زالت راسية في وسط المرسى التاريخي في "بورت سميث".
إنّ قرار الحكومة في تلك الفترة ببناء الفيكتوري يشبه قرار الحكومة اليوم ببناء حاملة طائرات.
إن سفناً كهذه كانت ملاذ بريطانيا في الأوقات الحالكة.في حمّى بناء السفن تمّ بناء ثمانين سفينة كهذه في فترة لم تتجاوز اثني عشر شهراً، من عام ألف وثمانمائة وثلاثة حتى عام ألف وثمانمائة وخمسة.
إن الفيكتوري هي واحدة من السفن ذات المائة مدفع والثلاث طبقات دعيت كذلك بسبب وجود المدافع في الثلاث طبقات.إنّ المدافع الكبيرة عيار اثنين وثلاثين باوند كانت تعمل في الطبقة السفلى.أما المدافع الأخفّ عياراً: أربعة وعشرين- وستة عشر باونداً كانت تطلق نيرانها من الطبقة الوسطى والطبقة العليا.
إنّ الفيكتوري هي سفينة مميّزة.معظم السفن الحربية البريطانية كانت مزوّدة بطبقتين وأربعة وسبعين مدفعاً، كانت مصنوعة من خضب السنديان لكن طولها لا يتجاوز أربعين متراً، كانت تحمل 74 مدفعاً على متنها وطاقماً مؤلّفاً من 600 شخص.
لم تكن أكبر وأقوى سفينة في العالم.كانت هناك سفينة أسبانية مزودة بـ 120 مدفعاً، أما في الفيكتوري كانت 104 مدافع.وكانت تعتبر سفينة من الفئة الأولى وقد بنينا منها ستّ سفن فقط بسبب الكلفة الباهظة.
كانت الفيكتوري أول سفينة عرفت بسرعتها في الماء.كانت قادرة على مجاراة سفن الأسطول الأخرى، ولهذا السبب استخدمها عدد من قادة الأساطيل في مناسبات مختلفة كسفينة القيادة.
تصوّر هذه المدافع، خمسون مدفعاً من كل جهة، تقصف دفعة واحدة، كرات من الحديد الصلب.إنها قوة قادرة على تدمير أي شيء يقف في طريقها.
إن سفن الفترة النابوليونية لم تكن أكثر من أشياء عائمة محمّلة بالمدافع، الرجال والبارود، وطبعاً كان التكتيك من سفينة إلى سفينة عائد إلى تصميم السفن.
وكانت المدافع موضوعة على جانبي السفينة كانت تشكّل خطراً كبيراً، لكنها لم تكن قادرة على القصف أثناء تقدمها نحو العدو.
إن السفينة الشراعية لم تكن تملك قدرة على إطلاق النار بشكل دائري وذلك بسبب وجود المدافع على جانبيها.
إن معظم المدافع كانت موضوعة في الجانبين الأماميين من السفينة، أثناء خوض السفينة معركة ما يمكن وضع مدافع في المؤخرة أيضاً، وتكون المقدمة المنطقة الأكثر ضعفاً.
كانت أهم وظيفة للبحارة على متن السفن الحربية البريطانية هي تشغيل المدفع المعتمد لدى البحرية.
إن مدفع من عيار 32 باونداً ويطلق كرة فولاذية تزن 32 باونداً، كانت المدافع موضوعة على عربات بأربع عجلات وموثقة بحبال سميكة، لمنع العربات من التحرّك كثيراً.لما كانت تستخدم الحبال لإعادة عربة المدفع إلى مكانها بعد كل طلقة.
كان هناك سبعة أشخاص لكل مدفع وقد تغيرت عملية حشو وإطلاق المدافع على مدى مائتي عام، توضع عبوة البارود داخل المدفع، تتبعها سدادة من القماش ثم توضع كرة المدفع أو القذيفة.وتوضع فوقها سدادة أخرى وتكون عبوة البارود مثقوبة عدة ثقوب صغيرة كي تصل إليها الشرارة التي تحدثها كمية صغيرة من البارود الإضافي.وأخيراً يقوم ضابط المدفع برفع زناد المدفع.ويقف استعداداً لجذب حبل إطلاق المدفع الذي يشعل شرارة تطلق قذيفة المدفع نحو الهدف.
كانت هناك عدة أنواع من الطلقات المدمّرة والقاتلة لدى طاقم المدفع، كل منها مخصّص لوظيفة مختلفة.
إذا أردت تحطيم السفينة المعادية تستخدم قذيفة ثقيلة، يمكنها أن تخترق خشب السفينة وتتسبب بأضرار كبيرة لها وتبعثر الشظايا، وتؤذي أيضا أو تقتل طاقمها.
إذا أردت أن تقتل الطاقم مباشرة تضع عبوة ضد الأشخاص، وهي عبارة عن عبوة مؤلفة من بقايا الرصاص الصغيرة التي تستخدمها البنادق وتنطلق القذيفة كرشاش آلي.
ثمّ هناك الطلقات المستطيلة وهي عبارة عن كرات مدفع متصلّب بواسطة عصا فولاذية تنطلق هذه الطلقة وتدور على نفسها أثناء اتجاهها إلى السفينة المعادية وهي مخصّصة لتدمير الصواريخ.ثمّ هناك طلقة السلاسل وهي عبارة عن قذيفة مدفع مقسومة إلى قسمين وتنقل بسلسلة.
الشيء الوحيد الذي لم يكن بحوزتهم في البحر في تلك الأيام هي القذائف المتفجرة.وهذه لا تنطلق من مدافع عادية بأي حال، كانوا يملكون مدافع خاصة بالسفن.تطلق قنابل كروية كالقذائف، لكنها كانت مخصصة لأوضاع استثنائية.
من الأسلحة الفعالة والقادرة على تدمير سفن العدو مدفع كاريناد عيار 64 باوند إنه مدفع مخصص لتدمير سطح السفينة عندما تكون قريبة جدا.
كان الكاريناد أضخم مدفع على متن سفننا وأطلق عليه هذا الاسم لأنه مصنوع في مصنع "كاران" بالقرب من "نيو كاسل" وهو يطلق قذيفة تزن 64 باونداًر إنه سلاح قوي لكنه للمدى القصير.
كولن وايت:
كان يعرف لدي البحرية الملكية باسم "الساحِق" وأطلق عليه الفرنسيون اسم مدفع الشيطان بسبب الأضرار القادر على التسبب بها.وقد كان يطلق عندما تكون سفن العدو قريبة جداً.
إن المسافات التي كانت تخاض منها المعركة كانت قريبة لدرجة قاتلة.والأمر لا يحتاج إلى كثير من التركيز عند التصويب.عدد كبير من الطلقات لم تكن تذهب سوى عندما يكون البحر هائجاً على المطلق أن يعرف متى يطلق مدفعه.
كانت المدافع البريطانية أفضل من المدافع العدوّة خصوصاً في معركة "الطرف الأغرّ" لأنها كانت تعتمد على أكبر عدد من الطلقات.
كان الفرنسيون والإسبان يستخدمون بارودا بطيء الاحتراق، بمعنى أن عليهم أن يدرسوا إطلاق النار ثلاث ثوان قبل إشعال فتيل المدفع.
إن العدد الكبير للمدافع من سفينة كالفيكتوري يحتاج إلى كميات هائلة من البارود الموضوع في المخزن في مكان آمن في أسفل السفينة، وعندما تكون كمية البارود كبيرة، تتّخذ الاحتياطات لمنع حصول أي انفجار.
سبق الإبحار الشراعي قبل اختراع الضوء الكهربائي، ولا بد من استخدام النار من أجل الضوء.وبالتالي فقد كان المخزن محميّاً جداً من أيه شرارة قد تصيبه.
كان يضاء بمصابيح خافتة موضوعة في آنية زجاجية.إن الطاقم المسؤول عن مخزن البارود كان ينتعل أحذية من اللباد، فقد كانوا دائماً مدركين النتائج الكارثية إذا حصل حريق ما.
:
كانت تحضّر عبوات البارود، وكانت تنقل عبوتين في كل مرة وكان يجمع البارود من مخازن الأسلحة الموجودة تحت خط الماء.بعيداً عن خطر نيران العدو.وحول المخازن يكون أسطح السفينة مغطاة بإنشٍ من الماء لمنع حصول أي احتكاك يؤدّي إلى انفجار البارود.
عندما تصف الظروف الصعبة، تكون الأضواء خافتة، والدخان يعمي الأبصار، وأصوات المعركة التي تصمّ الآذان.
القبطان روكلاي من البحرية الملكية التي خاض معركة "الطرف الأغرّ" يعطينا فكرة هي ليست استثناء على الإطلاق.
إن من شهد معركة على متن سفينة ذات طبقات ثلاث وخصوصاً عندما يكون في الطبقة الوسطى يمكنه أن يرى ويسمع كل شيء.هناك نار تطلق من فوق ونار تطلق من تحت ترجع المدافع إلى الخلف مصدرة أصواتاً كالرعد.
إن الضجيج الذي تصدره مدافع السفينة لا يمكن وصفه على الإطلاق.وهو عالٍ جداً، مع تكرّر أصوات الانفجاريات لدرجة يفقد عنده المرء سمعه إما مؤقتاً أو بشكل دائم نتيجة كل هذا الضجيج.
وقد اعتاد البحارة أن يقاتلوا عراة حتى الخصر كانوا يضعون حول عنقهم مناديلاً يعصبون بها رؤوسهم في محاولة منهم لحماية آذانهم.
نوفوزيلسكي:
كانت العصابة حول الآذان تخفّف من حدة الضجيج قليلاً.لكني أعتقد أن معظم الرجال انتهى بهم الأمر إلى فقدان حاسة السمع.وعندما تفكّر أنك تتحرّك وسط مدافع تزن ثلاثة أرباع الطنّ، وتقصف بها فإن ذلك عمل جسدي مرهق أيضاً. ما إن تصبح السفينة قريبة لدرجة تستطيع معها القتال، كانت تعتمد عدة طرقاً لذلك، وأهمها التسبب بأكبر قدر من الأضرار في سفينة العدو.ورشق سفينة العدو كانت الطريقة الأكثر فعالية، ولتحقيق ذلك، كانت السفينة الحربية تقترب من مؤخرة السفينة المعادية، وتطلق مدفعها حيث تخترق القذيفة مؤخّرة السفينة من الخلف متجهة إلى الأمام.
استخدمت الفيكتوري هذا التكتيك في معركة "الطرف الأغرّ".وأول إطلاق نار من مدافعها مجتمعة كان باتجاه مؤخرة سفينة "بوسانتور" الفرنسية التي كان على متنها الأميرال "فيلنوف" وكان قصفاً مدمّراً.
إن وابل القذائف الكروية من مدافع الفيكتوري اخترق "بوسانتور" من أولها إلى آخرها، مدمراً المدافع متسبباً بأضرار فادحة في السفينة.
إن المناورة المعقدة الضرورية لتحقيق الوضعية الملائمة لرشق العدو لم تكن دائماً ممكنة بالنسبة إلى سفينة شراعية لذا وفي معظم الحالات كانت السفن تتبادل القصف وهي واقفة جنباً إلى جنب على مسافة تكون في مرمى المدافع إلى أن ينتصر فريق على الآخر.
إن اللورد نيلسون قائد وأميرال الأسطول البريطاني في "الطرف الأغرّ"، فهم حكمة القتال جنباً إلى جنب، عندما كتب مذكرته الشخصية في التاسع من تشرين الأول أكتوبر عام 1805 قائلاً: "إن أي قبطان لا يخطئ عندما يضع سفينة جنباً إلى جنب مع سفينة العدو"".
عندما تقف سفينتان جنباَ إلى جنب في قصف متبادل فإن الأمر يتعلّق بالسرعة في حشو المدافع.إن الدقة لا تهم في هذه المرحلة لأن المسافة قريبة، ما يحصل عادة هو قصف كثيف والمدافع من حولك وهي عيار 24 باوند كلها تقصف معا والدخان يحيط بها، تحتك توجد مدافع عيار 32 باوند وكلها تزأر وتقصف، الرجال يصرخون ألواح الخشب تتحطّم وكل شيء أبيض من حولك.
أخطار عديدة كان يواجهها البحارة الذين سيشتركون في معركة بحرية.فإذا لم يقتلوا نتيجة الصواريخ المتساقطة عليهم أو يقتلوا بقذيفة داخل السفينة فقد يصابوا بعاهات جسدية نتيجة شظايا الخشب المتطاير حيث كل شظية تكون قاتلة.كما أن هناك خطرا في أن يقعوا ضحايا القناصين المتواجدين على حبال وسواري السفن المعادية.هناك احتمال أن يقتلوا نتيجة العراك بالأيدي مع بحارة العدو المسلحين بمجموعة من الأسلحة اليدوية كالفؤوس المسننة والخناجر.
وكان الإنكليز خصوما مرعبين في ظروف كهذه، وفي إحدى الحالات نجح طاقم سفينة "سبيدي" المؤلف من 50 شخصاً في السيطرة على سفينة تضمّ 300 بحار فرنسي، وفي أغلب الأحيان كانت السفينة تنكّس علمها وتستسلم قبل حصول قتال بالسلاح الأبيض.
العراك اليدوي الذي يحصل بعد عملية النزول على سفينة معادية كان عنيفاً، وقتال رجل لرجل حيث يستخدم كل ما كان من شأنه أن يسبب الأذى للخصم.إن كان سيفاً، مسدساً، فأساً، خنجراً، مسامير، هراوة، قطعاً خشبية أي شيء من شأنه قتل أو جرح الخصم.
ليست المسدسات لأن المسدسات في تلك الحقبة كانت بحاجة إلى إعادة حشوها وذلك يتطلّب وقتاً ولا وقت لذلك فيطلق المرء النار من مسدسه، ثمّ يستخدم عقب المسدس كهراوة.
إذاً كان قتالاً يدوياَ دمويا يحتاج إلى أن يكون المرء فيه قوياً ومدرباً على أسلحته، تدريباً جيداً.
حتى في أيام السلم، فإن الظروف على متن السفن الحربية كانت بدائية وصعبة جداً وخوفاً من خطر اندلاع حريق في السفينة لم يكن هناك من تدفئة.وكان الرجال يعملون وينامون في ثياب مبللة لأيام وأيام.فلا عجب إذن من أن ينتشر مرض السل والأمراض الصدرية الأخرى.
كانت الحياة على متن السفينة صعبة جداً، إن ثمانمائة رجل على متن الفيكتوري كانوا ينامون في أسرّة معلقة بطريقة محشورة جداً.وكان هناك متّسع كي ينام نصف هؤلاء، أم النصف الآخر فكان يلازم سطح السفينة، بحيث لم يكن هناك مكان آخر.وخلال المراقبة كان الرجال يقومون بمختلف المهام الروتينية.
كانت الحياة دائماً قاسية في البحر وهي صعبة اليوم مقارنة بالحياة على اليابسة، ولم تكن الظروف الحياتية أفضل في بحرية القرن الثامن عشر كانت الرياح والعواصف تشكّل خطراً كبيراً ثمّ هناك خطر العدو.ولكنها كما يقال كانت حياة منظّمة لم يعرفها الكثير من الرجال في بيوتهم.
فقد كانوا يحصلون بانتظام على ثلاث وجبات وهذا ربما لا يحصلوا عليه في ديارهم.وكانت هناك العناية الطبية، التي ربما لا يحصلوا عليها في ديارهم أيضا.
إضافة إلى حصولهم على جوائز مالية من خلال القبض على سفن العدو هذا المال يكون كافياً مدى الحياة، والمال الذي نعتبره مبلغاً زهيداً اليوم كان كافياً كي يشتري لهم نزلاً، أو مزرعة صغيرة.
ولكن يُنظر إلى الأمر على أنه طريق شقها شخص فقير نحو القمّة.والضباط الذين لا ينتمون إلى طبقة النبلاء وجدوا في البحرية الملكية فرصة كي يتقدموا على الصعيدين المادي والاجتماعي.
كان النظام صارماً على متن هذه السفن التي تضيق بركابها.وكان العقاب قاسياً على المخالفين وغالباً ما يطبّق فوراً.كان القبطان هو الذي يحدّد العقاب، الذي كان يختلف من سفينة إلى أخرى.
كان العقاب يتعلق بنوع المخالفة ويكون بضرب المخالف ضرباً مبرحاً بعصا حديدية مسنّنة قد تؤدّي إلى موته أحياناً، كان الضرب بالسياط حول الأسطول من أشد العقوبات حيث يتلقى المخالف 25 جلدة وهو واقف قبالة كل سفينة من سفن الأسطول.كان السوط يسبّب آلاماً مبرحة.
إن العقاب في تلك الفترة رغم أنه كان قاسياً لم يكن يطبّق دائماً كما يظنّ الناس، لأن البحرية الملكية كانت خدمة نظامية، والناس يعرفون أن هناك حدوداً.وإذا ما تخطّيت هذه الحدود فسوف تتوقّع عقاباً على ذلك.ومجدّداً أقول بالنسبة إلى ذلك العصر وتلك الأيام إن العقاب يبدو قاسياً جداً لكن إذا ما قارنّاه بالفترة التي كانوا يعيشون فيها نجده أمراً عادياً، وليس متطرّفاً.
البحارة يوافقون على هذا النظام الصارم فحين حصل التمرّد على سفينة "سبيت هاد" و"نور" في القرن الثامن عشر، لم تكن العقوبات قد طبّقت بعد.لذا كانت العقوبات قاسية لاحقاً لكنها مقبولة.
على الرغم من قساوة القانون.فإن البحارة الذين يحرزون النصر يعتبرون من أفضل الرجال لديهم وتكون سمعتهم كقوة منظمة ضاربة، كانت البحرية الملكية العنصر الأكبر في تحقيق سلسلة من النجاحات التي شملت كوبنهاجن، سان فانسان، والنيل.
إنّ المثير في الأمر المتعلق بالمعارك خلال حقبة السفن الشراعية هو أنه لم تكن هناك فروق كثيرة، بين السفن من عدة نواحي.بالطبع كان منظرها الخارجي يختلف قليلا في التجهيزات.شعر الإنجليز دائماً بان الفرنسيين يبنون سفناً أقل وأن سفنهم كانت أسرع لكن دراسة حديثة أظهرت أن هذا الأمر ليس صحيحاً، وفي القرن الثامن عشر، كان قد مضى 300 عام على اختراع السفن الشراعية بالشكل الذي كانت عليه.إذاً بالنسبة إلى بحّار من بحرية درايك يعود إلى منتصف القرن السادس عشر إذا استطاع الصعود إلى متن سفينة الفيكتوري التي صنعت في القرن الثامن عشر.يمكن القول إنه بعد عدة ساعات سيشعر بالارتياح.
على الرغم من سمعتها الجيدة فقد تلكأ الكثيرون في الانخراط بالبحرية، وللحصول على الرجال الذين يحتاج إليهم المرء لتشكيل طواقم السفن كان المرء يلجأ للإعلانات في الصحف وهو أمر يزعج البحرية.
كانت الأخطاء تحصل أحياناً.لكن معظم المنخرطين في البحرية الملكية كانوا يأتون من البحرية التجارية.
إن الخصوم الفرنسيين الذين واجهوا " الفيكتوري" لم تنقصهم الشجاعة بل إن مهارتهم كانت من دون شك أدنى مستوى، وكانت معنوياتهم منهارة بسبب التكتيك المريب الذي اعتمده ضباطهم.
حلفاؤهم الأسبان لم يكن بالإمكان الاعتماد عليهم لأنهم كانوا يكرهون نابوليون.ولا يرغبون في القتال من أجله وبعد سلسلة من الانتصارات البريطانية كان تصرف الإسبان والفرنسيين دفاعياً، وكان الفرنسيون يأملون بالحد من خسائرهم قدر الإمكان وزيادة فرص الهرب.
وهذا يشجع على التكتيك المريب بحيث أمر الضباط الطاقم بإطلاق النار على سفن العدو والهدف الأول هو الحبال والسواري، آملين أن يستطيع بذلك تأخير عدوهم ومن سخرية الأمر أن هذا الأمر يسمح للفرنسيين، بالهرب إذا لم يكن القتال لمصلحتهم وليس من العجيب إذاً من ألا يكون الفرنسيون ناجحين في القصف المدفعي.
فيما يتعلق بالدقة في إيقاع الإصابات فإن الانجليز كانوا بارعين في ذلك وكانوا يكثفون إما لفك الطاقم أو لإلحاق الأذى.
إن التكتيك خلال المعركة كان متشابهاً من الجانبين.يجب أن نتذكر أن السفن الشراعية قد صنعت منذ فترة طويلة وقد اعتاد الجميع خوض المعارك بهذه السفن، إن الفارق بين الانجليز والفرنسيين خلال حقبة نيلسون هو أن الانجليز كانوا أكثر ثقة وأكثر عدائية، والسبب عائد ربما لأنهم يملكون عدداً أكبر من الضباط ذوي الخبرة.فيما فقد الفرنسييون معظم ضباطهم خلال الثورة الفرنسية.إذاً مع رجال مثل نيلسون وأسلوبهم المبتكر والعدائي كان من السهل حصار هذا الخصم الجريء الذي لا يملك مهارةً كافية.
إن خطط الانجليز للمعركة والتي تقودها سفينة فيكتوري لم تكن معقدة وهي القتال بفرقتين.
الأولى بإمرة نيلسون على متن الفيكتوري وتهدف إلى قطع الخط الفرنسي وتدمير المقدمة والوسط.
والفرقة الثانية بقيادة كولن وود وتقوم بمهاجمة العدو من الخلف.
اعتقد نيلسون أن الأساطيل ستكون أكبر مما كانت عليه في" الطرف الأغر، وكانت النتيجة أن الإسبان والفرنسيين كانوا يملكون مجتمعين 35 سفينة رئيسية وكان مع نيلسون 27 سفينة.ويجب أن نتذكر أن من الصعب القيام بأي تكتيك، ما إن تبدأ المعركة.
كان من المهم أن يعرف كل ربابنة سفينة ما المطلوب منهم قبل البدء بالمعركة قام بدعوة ضباطه إلى العشاء حيث ناقش معهم المناورات التي يجب اعتمادها، حالما بدأت المعركة اصطفوا بخط نيلسون الشهير حيث قسم أسطوله إلى خطين.
الخط الأول بإمرته والخط الثاني بإمرة الأميرال كولن وود، كانت مهمة كولن تقضي بالالتفاف والانقضاض ويقوم نيلسون بالهجوم المباشر في وسط الفرنسيين والإسبان ويعزلهم عن بقية السفن كي لا يعود في استطاعتهم مساعدة رفاقهم.
كان خط المعركة مؤلفا من تشكيلة دفاعية من السفن المقاتلة القريبة بعضها من بعض للتخفيف من احتمال كسر الخط من قبل العدو.
إن كسر الخط هو عملية خطرة تشمل المرور عبر خط من السفن وتسمح للمهاجم برشق هذه السفن باستخدام المدافع الموجودة على جانبي مقدمة السفينة، وقد تطلب الأمر أميرالا ماهرا استطاع إتمام هذه المناورة وتسبب للعدو بأضرار بالغة.
إن كسر الخط هو تكتيك ثوري، لأن السفن تقف عادة جنبا إلى جنب وتتبادل القصف، على كل حال فمن خلال كسر الخط كما فعل بنجاح نيلسون في الطرف الأغر أثبت أن بإمكانه أن يخفف من الأخطار خصوصا عندما تكون سفن العدو أكثر عددا.
في الساعة السادسة صباحا في الواحد والعشرين من تشرين الأول أكتوبر في عام 1805 شكل الأسطول الإنجليزي صفين من السفن ولكن حصل تأخير قبل بدء المعركة، رغم قوة دفعها الهائلة فإن الفيكتوري كانت تحت تأثير الرياح إذا كانت الريح بطيئة تتقدم هي وكل السفن الأخرى ببطء شديد ومن أجل شق طريق بعكس الريح الآتية من الاتجاه المعاكس كان على السفن القيام بسلسلة من الحركات المتعرجة لمجاراة الريح والتقدم إلى الأمام.
المشكلة الكبرى كانت الهدوء الكبير عندما تختفي الريح تاركة السفن الكبيرة عاجزة في بحر هادئ تنتظر هبوب الرياح من جديد.
إن الرياح عنصر مهم بالنسبة إلى السفن الشراعية لأنها من دونها تكون عاجزة عن الذهاب إلى أي مكان.
تحاول السفن دائما أن تضع نفسها في وضعية تكون الريح فيها خلفها عند الاشتباك مع سفن العدو كي تستطيع المناورة بشكل أفضل.
إن اتجاه الريح هو الذي يحدد إذا كنت قادرا على التفوق على عدوك لذا من المهم جدا الحصول على ما يسمى بزخم الريح، بعبارة أخرى أن تكون الريح خلفك وتدفعك باتجاه عدوك لأنها الطريق الوحيدة التي عليك فيها أن تحسم المعركة.
إذا كان المعركة الأحوال الجوية سيّئة جدّاً, فهي تسبّب مشكلة تمنعك من فتح كوات المدافع في الطبقة السفلى بسبب احتمال تسرّب المياه وبهذا تكون قد خسرت أسلحتك الرئيسية وهذا سبب آخر يتعلّق بالأحوال الجويّة التي تعيق الفوز في المعركة.
يوم المعركة كانت الريح ضعيفة جدّاً وتقدّم الأسطول البريطاني ببطء شديد باتجاه الحلفاء، أعطى نيلسون إشارة الاستعداد للمعركة, واستعدّ الرجال للقتال, أبعد النساء ورميت كل الأغراض غير الضرورية من السفينة وملأت بالأسلحة الخفيفة، أطفئ فرن المطبخ تجنّباً لحريق محتمل, وامتلأ السطح بأكياس الرمل للحماية ولامتصاص الدماء التي سوف تسيل قريباً.
كان نيلسون ضابطاً محنّكاً,خدم في البحرية دون توقّف منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره, وكان في ال47 عندما توفي، كان قبطاناً ناجحاً في قيادة السفينة الحربية، وكان يعرف كل المهارات المطلوبة, وكذلك كان ملاّحاً واثقاً بنفسه كثيراً ويملك خبرة في الملاحة النهرية أيضاً، كانت مهاراته وقدراته القتالية هي التي جعلت منه أميرالاً بارعا.
كان نيلسون يملك رؤية واضحة حول ما أراد تحقيقه، في الحادية عشرة والنصف أعطى نيلسون الإشارة.بريطانيا تتوقّع من كل رجل أن يقوم بمهمّته, وهذا انعكس ترحيباً عظيماً من قبل السفن البريطانية.
أمل نيلسون بكسر الخط الفرنسي بواسطة "الفيكتوري".تقدّم قبطان سفينة "رودوتابل الفرنسية الذي أقفل الهوّة بمهارة بينه وبين سفينة "بوسانتور" ومن خلال قيامه بذلك أصبحت الفيكتوري عاجزة عن اختراق الخط ورشق هدفها بالنيران المدفعية وأصبحت الفيكتوري نفسها هدفاً من قبل "رودوتابل "وسانتيسيما" "ترينيداد".
وبما أنها لم تصل بعد إلى الخط الفرنسي فهي غير قادرة على استعمال مدافعها, وأصبحت عاجزة عن القيام بأي شيء.
أ خذ نيلسون عدداً من العوامل بعين الاعتبار عندما استخدم هذا التكتيك.إن سرعة الإسبان والفرنسيين في إطلاق النار من 3 إلى 5 دقائق وسرعة إعادة حشو المدفع وإطلاق النار هي من 3 إلى 5 دقائق وكان الإنكليز قادرين على القيام بذلك في 90 ثانية. وهذا أحد الأسباب التي دفعته للهجوم جانباً دون أن يتعرّض لضرر كبير.السبب الآخر هو أن الفرنسيين والإسبان قد قتلوا عدداً كبيراً من بحّارتهم الأكفّاء وبالتالي فإنّ من يقوم بالقصف المدفعي هم جنود عاديّون وليسوا بحّارة أكفاء أبدا اعتادوا على إطلاق النار من مدافع محمولة.
فيما كانت الفيكتوري تنساب ببطء شديد كان الطاقم يحاول توجيه المدافع باتجاه العدو.كانت تتعرّض لقصف شديد ومركّز من قبل "بوسانتور" و"رودوتابل أثناء مواصلتها تقدّمها باتجاه السفن الفرنسية، كانت تنساب ببطء والريح معدومة وما زالت غير قادرة على الرد على النيران بالمثل، ولا بدّ من أن التوتّر الذي شعر به الرجال على متنها كان أمراً لا يطاق.
كانت "الفيكتوري" سفينة القيادة وقرّر نيلسون أن سفينته ستتقدم الخط ومن المؤكد أنها ستكون في وضع حرج جدّاً وتتعرّض لأضرار أثناء تقدّمها، عند اقترابهم سأل القبطان "هاردي" قائد الفيكتوري:
الأميرال ولسون من أين تريدني أن أبدء؟
فأجابه ولسون: لا أبالي, فقط صوّب على أقرب سفينة.
أخيراً وفي الساعة الواحدة بعد الظهر أي بعد خمس ساعات من بدء تقدّمها نحو أسطول العدو كسرت الفيكتوري الخط الفرنسي وأصبحت في وضع استطاعت فيه رشق سفينة "بوسانتور" الفرنسية، وتحت أنظار نيلسون الثاقبة, كانت النتائج مدمّرة.وتضرّرت "بوسانتور" بشكل مريع وتصاعد الدخان الأسود منها، كما استطاعت الفيكتوري أن تقصف سفينة "رودوتابل" من الجانب الآخر.
كسر نيلسون الخط من مكانين, وقسم الخط الفرنسي والإسباني إلى ثلاثة أقسام وحاصر كلياً الوسط والمؤخرة, قبض ودمّر معظم تلك السفن فيما أبقى الأخرى خارج المعركة.
عند الساعة الواحدة وعشر دقائق, التقت الفيكتوري و "رودوتابل" والتحمتا بشكل لا يمكن تجنّبه وتبادلت السفينتان القصف الغزير.حتى في تلك الوضعية, استطاعت بعض المدافع الفرنسية أن تصيب سواري الفيكتوري,لكن السفينة البريطانية صبّت نيرانها على قلب السفينة ووسطها مسببة أضراراً أكبر.
أعتقد أن ولسون كان واثقاً من أن أسطوله سيفوز بالمعركة، وكما أعتقد أيضا وهذا رأيي الشخصي أنه سلّم بالأمر الواقع وباحتمال أنه قد يقتل خلال هذه المعركة.
ما إن اشتدّت المعركة حتى بدا واضحاً أن الفيكتوري سوف تصبح سفينة تقاتل وحدها, وهذا ما حصل، لقد شقّت طريقها عبر الخط الفرنسي والإسباني واستطاع نيلسون أن يحدث فسحة قام من خلالها بقصف سفينة القيادة الفرنسية "بوسانتور" ثم تبادل القصف مع "رودوتابل" بقيادة الكابتن "لوكا" وانخرط معها في قتال دموي.
كانت الساعة الواحدة والنصف ذروة المأساة, اللّورد نيلسون يتمشّى على سطح السفينة فيكتوري برفقة الكابتن "جون هاردي", ويسقط فجأةً بعد إصابته بطلقات نارية أطلقت من أعلى سفينة "رودوتابل"
بعكس ما تمنّى عليه مستشاره, فقد أصرّ على ارتداء بذّة الأدميرال الرسمية الكاملة مع كل الأوسمة والنياشين، إن قراره هذا جعله هدفاً لقنص العدو.اخترقت رصاصة البندقيّة كتفه اليسرى ومزّقت رئته وكسرت عاموده الفقري.
أسرع هاردي لمساعدة الأميرال ونظر نيلسون إليه ونطق بهذه الكلمات: لقد أصابوني هاردي لقد أصبت في عمودي الفقري.
حمل نيلسون المصاب إصابة قاتلة إلى حجرة قيادة الفيكتوري التي كانت مليئة بالبحارة القتلى والجرحى، إن قسيس السفينة "ألكسندر سكوت" تذكّر الغرفة وكأنها تشبه مسلخاً.
بين هذا الكابوس من الأطراف المقطوعة, الحروق المؤلمة وصراخ الرجال حزناً على قائدهم كان نيلسون يحتضر، وخلال النهار على طول الأسطول صعوداً ونزولاً كانت تجري المعارك ضارية ومتفرّقة.
لكن على متن الفيكتوري" فارق الأميرال نيلسون الحياة، استمرّ إطلاق النار المتفرّق حتى الرابعة والنصف,وذكر تقرير الفيكتوري أن نيلسون قائد الأسطول توفي متأثراً بجراحه، وبعد ثلاث ساعات مات الأميرال لكن نصره الأكبر قد تحقّق.
كان نيلسون فريداً, لم يكن أحد مثله.لكنه لم يكن عبقريّاً معزولاً، فقد كان في الواقع فرداً من جيل أعطي موهبة كبيرة، وكذلك من أعظم الأجيال في ضبّاط البحرية التي عرفتها بريطانيا.
كانت هناك عدّة أمور مجتمعة من مواهب واحتراف في نهاية القرن الثامن عشر والتي أعطت البحرية الملكية هذا التفوّق على كل خصومها.
لكن نيلسون كان مختلفاً, كان أصغر سنّاً من معظم الأميرالات.كان في السابعة والأربعين حين توفي وقد وصل إلى ما هو عليه بسبب التأثير الذي كان يملكه عمّه عندما كان ضابطاً شابّاً في منتصف القرن الثامن عشر, ولكن أيضاً بسبب مهارته المميّزة.
لم يحقّق أي قائد آخر ما عدا نابوليون هذا العدد من الانتصارات على ضفّتي الأطلسي، كان قد فقد زراعاً وفقد عينا" وأصيب إصابة خطرة في الرأس.كان رجلاً قاد بنفسه كل المعارك إضافة إلى شخصيّته المتعاطفة.
إن حقيقة موت نيلسون أخفيت عن السفن الأخرى في البداية ولكن عندما لم يرَ الأسطول الضوء في حجرة الأميرال في المساء بعد المعركة أدرك الجميع أن نيلسون قد قتل.
أعتقد أن البحارة كانوا يقدّرونه كثيراً وشعروا بنوع من الندم على مقتل الأميرال في معركة.
بعدما انتشر خبر موته بين الأسطول حزن البحارة وبكوه حزناً والشعور نفسه ساد بريطانيا عندما وصلت الأخبار إلى هناك، فعوضاً عن شعور البهجة بالانتصار فإن معظم الناس انتابهم الحزن وشعروا أن موتا نيلسون كان ثمناً باهظاً حتى من أجل نصر كبيرا كهذا.
استقبل موت نيلسون بارتياح في كل من فرنسا وإسبانيا, ففي الفترة التي مات فيها بعد معركة الطرف الأعزّ انتهى التهديد المشترك من قبل الأسطول الفرنسي والإسباني للبحريّة الملكية وفجأةّ زال خطر اجتياح بريطانيا رغم أن موت نيلسون كان كارثة على بريطانيا فقد كان يقوم بواجبه على أكمل وجه، ورغم زوال الخطر عن بريطانيا فإن موته لم يكن إشارة جيّدة للمستقبل.
إن نهاية ساحة معركة الطرف الأعزّ أتت في الساعة السادسة إلاّ ربعاً عندما اختفت السفينة الفرنسية المزوّدة ب 74 مدفعاً بعد انفجار مخزن البارود فيها وقتل 500 شخص في هذا الانفجار.
كان الحادث الدموي الأخير ليوم مروّع وبدأت عملية العناية بالمصابين وتقويم الأضرار، بعض هؤلاء الرجال سيتعافون إذا تلقّوا العناية الطبية الّلازمة.
لكن القاعدة الصارمة تقضي بالاعتناء بكل رجل عندما يحين دوره، رغم المآسي الشخصيّة, فإن معركة "الطرف الأغر" تعتبر من أشهر المعارك في التاريخ العسكري.
لكن الأرقام هي شاهد مأساوي على الأهوال التي سبّبتها المعارك البحريّة في عصر السفن الشراعية، فقد الإسبان والفرنسييون 4400 رجل قتلوا في ذلك اليوم وجرح 2500 آخرون, وكانت خسائر البريطانيين أقل من ذلك.
فقد مات 448 بحّاراً بريطانياَ في "الطرف الأغر" إضافة إلى الأميرال نيلسون وجرح 1200 آخرون, وقد دمّر البريطانيّون 18 سفينة إضافة إلى سفينة القيادة الفرنسية.
لا يمكن لطرف أن يربح الحرب في البحر بل إن المعارك البريّة هي التي تحسم هذا الأمر, لكن ما أنجزته معركة الطرف الأغر هو أنها خلقت ظروفاً هزمت فيها فرنسا وخرجت منها بريطانيا كقوّة بحريّة، ويمكن لفرنسا أن تحتوي هذا الأمر مراراً وتكراراً لكن بعد هذه المعركة لن يكون بإمكانها أن تهدّد مجدّداً باجتياح بريطانيا. عندما حلّ السلام بعد معركة الطرف الأغر لمدّة فاقت مائة عام.كانت أول معركة بحرية تالية حصلت هي معركة "جاتلاند"، في الحرب العالمية الأولى، من المؤكّد أن مناوشات حصلت لكن لم تحصل معارك بحرية كبيرة مجدّداً. بعد معركة الطرف الأغرّ, تضرّرت سفينة فيكتوري" بأضرار بالغة لكن أعيد ترميمها وعادت إلى الخدمة في البحرية الملكية وقامت بمهمّات عملية حتى عام 1842 في بحر البلطيق، ثمّ عادت إلى "بورت سماوث" حيث رست لكونها سفينة القيادة حتى عام 1921 ثمّ أحضرت إلى "دراي روك" حيث تقف حالياً, في كل الأحوال ما زالت سفينة فيكتوري تمارس مهامّها في البحريّة الملكية.وهي حاليّاً أقدم سفينة فى العالم انتظرو الوحش البحرى القادم
[/center]
عدل سابقا من قبل nm1b1 في الأحد 11 مارس 2012 - 19:20 عدل 2 مرات |
|
abojo
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : العمر : 44 المزاج : أخيرا متفائل بالمستقبل !! التسجيل : 31/03/2011 عدد المساهمات : 7146 معدل النشاط : 6446 التقييم : 969 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سفن ومعارك - (السفينه اتش اس ام فكتوريا) *ذئاب البحر* الأربعاء 28 مارس 2012 - 18:19 | | | موضوع مميز أخي العزيز وفكرة كتابة سليلة عن أهم القطع البحرية في التاريخ تستحق التقييم وفي إنتظار القادم
|
|
FALCON
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : العمر : 41 المهنة : انسان المزاج : ببساطه مزاج انسان؟؟ التسجيل : 15/02/2012 عدد المساهمات : 6243 معدل النشاط : 5539 التقييم : 515 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سفن ومعارك - (السفينه اتش اس ام فكتوريا) *ذئاب البحر* الأربعاء 28 مارس 2012 - 19:33 | | | - abojo كتب:
موضوع مميز أخي العزيز وفكرة كتابة سليلة عن أهم القطع البحرية في التاريخ تستحق التقييم وفي إنتظار القادم
اشكرك اخى ابوجا
وان شاء الله السلسله مستمره وسوف تجدون كل جديد |
|
Eyadia
رقـــيب أول
الـبلد : العمر : 42 المزاج : ماشي الحال التسجيل : 14/02/2010 عدد المساهمات : 314 معدل النشاط : 331 التقييم : 19 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: شكرا الخميس 29 مارس 2012 - 0:40 | | | جهد رائع يستحق الشكر و كان يجب الاشارة الى السبب وراء تفوق البحرية البريطانية حتى قبل الثورة الفرنسية و العائد الى كون انكاترة جزيرة و ان البحرية هي خط دفاعها الأول فكان لزاما على الانكليز ان يكونو متفوقين على أي بحرية أخرى و شكرا على جهودك |
|
spider man
لـــواء
الـبلد : المهنة : حرامي غسيل في وزارة الدفاع المزاج : سنريهم اياتنا في الافاق (مسلم) التسجيل : 20/12/2011 عدد المساهمات : 5125 معدل النشاط : 5155 التقييم : 525 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سفن ومعارك - (السفينه اتش اس ام فكتوريا) *ذئاب البحر* الخميس 29 مارس 2012 - 0:47 | | | |
|
FALCON
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : العمر : 41 المهنة : انسان المزاج : ببساطه مزاج انسان؟؟ التسجيل : 15/02/2012 عدد المساهمات : 6243 معدل النشاط : 5539 التقييم : 515 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سفن ومعارك - (السفينه اتش اس ام فكتوريا) *ذئاب البحر* الخميس 29 مارس 2012 - 12:13 | | | |
|
FALCON
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : العمر : 41 المهنة : انسان المزاج : ببساطه مزاج انسان؟؟ التسجيل : 15/02/2012 عدد المساهمات : 6243 معدل النشاط : 5539 التقييم : 515 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سفن ومعارك - (السفينه اتش اس ام فكتوريا) *ذئاب البحر* الخميس 29 مارس 2012 - 12:17 | | | - Eyadia كتب:
- جهد رائع يستحق الشكر
و كان يجب الاشارة الى السبب وراء تفوق البحرية البريطانية حتى قبل الثورة الفرنسية و العائد الى كون انكاترة جزيرة و ان البحرية هي خط دفاعها الأول فكان لزاما على الانكليز ان يكونو متفوقين على أي بحرية أخرى و شكرا على جهودك شكراء على مرورك اخى الكريم
لكن يجب ان تذكر سبب تفوق الانجليز هو سياسه الملكه اليزبيث الاولى عن طريق منح القراصنه الانجليز الحق فى مهاجمه السفن الاسبانيه والفرنسيه فى المحيط منما ساعد على ضعف البحريه الاخرى وزياده الخبره للبحريه الانجليزيه |
|
spider man
لـــواء
الـبلد : المهنة : حرامي غسيل في وزارة الدفاع المزاج : سنريهم اياتنا في الافاق (مسلم) التسجيل : 20/12/2011 عدد المساهمات : 5125 معدل النشاط : 5155 التقييم : 525 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سفن ومعارك - (السفينه اتش اس ام فكتوريا) *ذئاب البحر* الخميس 29 مارس 2012 - 15:46 | | | - nm1b1 كتب:
- spider man كتب:
- فين المصدر يا حجيج
قناه المجد الوثائيقيه يا حجيج
فاهمنى بتحرجني بزوق يا حجيج والله تقيييم 100% وتشكيلة تقييمات ليك يا حج ومتنساش تبقي تقعد بالليل عشان عاوزك |
|
الجندي مصري
عريـــف أول
الـبلد : التسجيل : 08/01/2012 عدد المساهمات : 131 معدل النشاط : 104 التقييم : 4 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سفن ومعارك - (السفينه اتش اس ام فكتوريا) *ذئاب البحر* الجمعة 30 مارس 2012 - 1:35 | | | الإنجليز كانت لهم أيام في البحر بس حاليا الوضع تغير الف شكر يا باشا |
|
FALCON
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : العمر : 41 المهنة : انسان المزاج : ببساطه مزاج انسان؟؟ التسجيل : 15/02/2012 عدد المساهمات : 6243 معدل النشاط : 5539 التقييم : 515 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سفن ومعارك - (السفينه اتش اس ام فكتوريا) *ذئاب البحر* الجمعة 30 مارس 2012 - 11:12 | | | - الجندي مصري كتب:
- الإنجليز كانت لهم أيام في البحر بس حاليا الوضع تغير الف شكر يا باشا
فعلان اخى الكريم ظلت السياده البحريه لبريطانيا مده 250 عام ولم تضعف الى فى بدايه الحرب العالميه وظهور مارد جديد اسمه الولايات المتحده الامريكيه |
|
فدائي الصاعقة
لـــواء
الـبلد : المهنة : مواطن مصري المزاج : الحمد لله ماشية التسجيل : 30/08/2012 عدد المساهمات : 4356 معدل النشاط : 4346 التقييم : 263 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سفن ومعارك - (السفينه اتش اس ام فكتوريا) *ذئاب البحر* الأربعاء 5 سبتمبر 2012 - 14:12 | | | موضوع رائع و سفينة جبارة بمقايس عصرها |
|