فيما تنخفض ميزانية وزارة الدفاع الأميركية عبر السنوات العشر القادمة، يعمل البنتاغون على حماية استثماراته في مجال أنظمة المركبات الجوية غير المأهولة UAS، لإنجاز مهام مكافحة الإرهاب وغيرها من المهام المتعلقة بمجالات الحرب البرية والبحرية.
ويُلاحظ حاليا أن القوات العسكرية الأميركية باتت تحصل على أنظمة مركبات جوية غير مأهولة إضافية، تتمتع بقدرة أكبر من ذي قبل، لدعم المهام البرية.
ويُمكن معرفة التزام الجيش الميركي بشراء UAS ذات أحجام وقدرات مختلفة للقيام بالمهام الأرضية، من خلال برنامج سجلات الجيش الذي سينشر في المحصلة حوالي 2300 من أنظمة شركة أيروفيرونمانت AeroVironment الصغيرة العاملة دون طيار "رايفن آر كيو-11 بي" Raven RQ-11B.
وتوفّر شركة أيروفيرونمانت المنصات الجوية الاستشعارية التي تزن حوالي 1,9 كلغ والقابلة للحمل في حقيبة على الظهر والإطلاق يدوياً، للعديد من القوات العسكرية المختلفة في الولايات المتحدة وأكثر من 12 دولة أخرى حول العالم.
في مقابل ذلك، تواصل الطائرة دون طيار التابعة لسلاح الجو الأميركي أم كيو-1 بي بريداتور MQ-1B Predator، من شركة جنرال أتوميكس General Atomics، والتي تزن حوالي 539.77 كلغ فارغة؛ تقديم قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المسلحة للمقاتلين على الأرض، في العمليات التي تجري في مناطق ما وراء البحار.
وفيما تستمر الوحدات العسكرية الأميركية بنشر مجموعات مختلفة من الأنظمة الجوية العاملة دون طيار، تتطور الأنظمة المتواجدة على متن الطائرات دون طيار، بشكل سريع ومثير، من أجل دعم العمليات الأرضية
.
وتقدّم الشركات حاليا أنظمة توفر مستوى أرفع من الدقة البصرية ومراقبة متواصلة للهدف المطلوب، بغض النظر عن وجهة المركبة الجوية.
فقد أدخلت شركة آييروفايونمنت، في وقت سابق من الشهر الحالي (نيسان/ أبريل)، نظام استشعار صغريا مدمجا ومتمحورا على طائرة RQ-11B Raven الصغيرة دون طيار.
ويتضمن هذا النظام المعياري مستشعر فيديو حراري عالي الاستبانة يعمل بنمطي الألوان والأشعة دون الحمراء، بالإضافة إلى نظام إضاءة ليزري مدمج داخل جسم كروي محوري قادر على القيام بعمليات مراقبة مستمرة.
وقال الناطق باسم شركة آييروفايونمنت، ستيف غيتلين، إن عملية التحديث الأخيرة لمنصة "رايفن" تسمح لهذا النظام الجوي أن يوجه الكاميرا نحو الهدف، بالرغم من أن المنصة تتجه باتجاه مختلف.
وأوضح غيتلين أن ذلك "يعزز الدقة البصرية، ما يوفر صورا ومعلومات أفضل عن الهدف. فمع الحمولة النافعة المتمحورة الجديدة، دُمجت قدرات التصوير بالأشعة دون الحمراء والقدرات كهروبصرية في وحدة تضمينية واحدة، بعد أن كانت في السابق متواجدة ضمن وحدتين منفصلتين."
في شهر شباط/ فبراير الماضي، أعلنت شركة إنسيتو Insitu، وهي فرع لشركة بوينغ Boeing، أنها سلّمت وأجرت تجارب طيران على نظامين من أنظمة طائرات إنتغرايتور Integrator العاملة دون طيار، توفر لسلاح البحرية الأميركية قدرات عملانية مبكرة للاستفادة من برنامج أنظمة الطائرات التكتيكية الصغيرة دون طيار STUAS.
و
أُعدّ إصدار طائرة إنتغرايتور، المُسمّى RQ-21A من قبل فيلق المارينز الأميركي، للتسليم في العام 2013 وفقا للناطقة باسم شركة إنسيتو، كريستين تيكينور.
وفيما تستطيع طائرة RQ-12A دعم مهام الطائرات دون طيار براً وبحرا، فإنها تتمتع بحمولة نافعة قادرة على دعم مهام استخباراتية متعددة خلال طلعة واحدة.
إذ يحتوي برج إنتغرايتور المتعدد الوظائف على نظام كهروبصري، ونظام تصوير بالأشعة دون الحمراء المتوسطة الموجات، بالإضافة إلى نظام ليزري شعاعي لتحديد الهدف، ونظام ليزري لتحديد المدى؛ وهو يسمح بتوجيه وترتيب وتقاطع البيانات بين كاميرات التقاط الصور وأشعة تحديد الهدف دون الحمراء وأشعة تحديد المدى الليزرية.
وتلفت الناطقة باسم الشركة إلى أن الفتحات الخاصة بالقبس والتشغيل تسمح بالدمج السريع للحمولات النافعة المخصصة، ما يوسّع قدرات الطائرة على القيام بالمهام المتعددة.
من ناحية أخرى، يبحث البنتاغون عن ذخائر أكثر دقة لأنظمة المركبات الجوية العاملة دون طيار، من أجل استهداف القناصين والمجموعات التي تزرع العبوات الناسفة، وغيرها من التهديدات الثابتة والمتحركة على الأرض؛ وتحدّ في الوقت نفسه من الأضرار الجانبية.
وقد منح سلاح الجو الأميركي، في شهر شباط/ فبراير الماضي، شركة آييروفايونمنت وشركة ATK، عقدا لشراء أنظمة "الذخيرة الطوّافة سويتشبلايد"Switchblade ، (طائرة دون طيار)، بالإضافة إلى خدماتها.
ويتم إطلاق هذه الطائرة بواسطة أنبوب إطلاق صغير يمكن حمله في حقيبة ظهر، وتستطيع سويتشبلايد بثّ شريط فيديو في الوقت الفعلي بالألوان وبالأشعة ما دون الحمراء لاسلكيا، لعرضه بشكل فوري على شاشات وحدة التحكم الأرضية القياسية الخاصة بأنظمة آييروفايونمنت الجوية الصغيرة العاملة دون طيار.
وفور التثبت من تواجد الهدف باعتماد بث الفيديو الحي، يرسل مُشغل النظام على الأرض الأوامر إلى المركبة الج
وية لتجهيز سلاحها وتصويب مساره وإطلاقه نحو الهدف.
وقال الناطق باسم آييروفايونمنت: "لدينا إثباتات أن هذا النظام ينتقل من مرحلة التطوير والبرهنة إلى مرحلة تبني مبكرة"، مشيرا إلى أن النظام مصمم لتحقيق إصابة ذات دقة فائقة للأهداف غير المدرعة، بأقل قدر من الأضرار الجانبية."
من ناحيتها، أعلنت شركة MBDA عن نجاح قذيفتها طراز ڤايپر سترايك Viper Strike في المعارك؛ وهي قذيفة موجهة تطلق من الجو قادرة على دقة إصابة الهدف عن بعد.
علما أنه قيد التصنيع حاليا، يُعتبر برنامج GBU-44/E Viper Strike من البرامج الناضجة المنخفضة الأخطار، ويمكن استعماله على الطائرات الثابتة الجناح، والمروحيات والمنصات الجوية العاملة دون طيار على حد سواء.
وتُصنّع قذائف Viper Strike حالياً بموجب عقد من سلاح البحرية الأميركية لاستخدامها على متن طائرات كي سي- 130 جاي هارفست هوك(Harvest Hawk KC-130J) ، ولصالح العديد من زبائن الحكومة الأميركية، كجزء من مجموعة الذخائر الفائقة الدقة البعيدة المدى.
وقال نائب الرئيس لتطوير الأعمال والعلاقات الحكومية والاتصالات في شركة MBDA، دوغ ديناني، لموقع الدفاع والأمن العربي SDArabia.com، إنه "تم دمج قذائف فايبر سترايك ونشرها قتالياً على الطائرات دون طيار MQ-5B/C Hunter من قِبل الجيش الأميركي."
وقد زادت المهام القتالية الأميركية الأخيرة من الطلب على القذائف المُطلقة من الطائرات دون طيار، من أجل تحقيق إصابة عالية الدقة للأهداف بالحد الأدنى من الأضرار الجانبية.
وتحقيقاً لهذه الغاية، أعلنت شركة MBDA أن ڤايپر سترايك تخضع لعملية تحسين مستمرة، كالتجارب الأخيرة التي برهنت عن قدرتها على إصابة الأهداف المتحركة بدقة فائقة، وعن قابلية نشرها انطلاقاً من الطائرات وأنظمة الإطلاق المختلفة.
المصدر : http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=25851&cat=2