اكتشف باحثون علميون في جبل "القهر" الذي يقع على بعد 130 كلم شمال شرق
منطقة جازان (جنوب السعودية) هياكل عظمية وجثامين ملفوفة بجلود طبيعية كانت
قد حفظت في داخل غرف في صخور يزيد عمرها على أكثر من 3 آلاف عام، وآثار
أقدام رجح الباحثون أن تكون آثار لديناصورات بالإضافة إلى رسومات ونقوش في
غاية البراعة.
وتحكي تلك الشواهد عن جبل "القهر" احتفاظه بأساطير غريبة رواها عدد من
زواره عن "الجن" في موج فريد يجذب السياح والباحثين العلميين ومستقصي
الغرائب في آن معاً.
وأطلق عليه مسمى من قبل هو جبل "زهوان" ثم أطلق عليه لاحقا جبل "القهر" لأنه يقهر كل من يريد الصعود عبره لشدة وصعوبة تضاريسه.
آثار النبي صالح وشجعت روح المغامرة لدى الشباب
قيامهم برحلات إلى قمة الجبل وأوديته السحيقة، حيث قام الشاب السعودي حمد
العسكر برحلة بحثية إلى الجبل وحمل عدسته ليلتقط صورا في غاية الروعة وقام
ايضا الشاب محمد الشاوي بحمل معدات تصويره ليلتقط صورا رائعة تحكى عن
حكايات اساطير الجبل واتفقا في حديثهما لـ "العربية .نت" أنهما نجحا في كسب
التحدى للوصول إلى قمته برغم المخاطر التي واجهتهما".
وقد قدم الباحث السعودي هادي ابو عامرية بحثا حول آثار "جبل القهر" والذي
أعده قيمة علمية ثمينة وجاء في بحثه أنه أكتشف أن هناك نقوش تاريخية في
الجبل ومواقع خاصة في وادي "اتران" أسفل الجبل.
وبدأ الباحث أبو عامرية رحلته الاستكشافية فوق جبل القهر وركز على أشجار
البراري، واكتشف من خلال زيارته أن معظم أجزاء جبل القهر منحوتة بشكل هندسي
وهي نحوتات ليست بعوامل التعرية وغلب على ظنه ان ذلك من فعل قوم ثمود
وأنهم سكنوا هذا الجبل .
وكشف أبو عامرية من خلال بحثه عن أول اثر زاره وهو "الأكمة" التي خرجت منه ناقة النبي صالح عليه السلام كأثر باق في موقع من الجبل.
وقبل هذه "الأكمة" عثر على صخرة مطبوع عليها تسعة أكُف، وتحتها قبران
فيهما 9 رمم بشرية واحدة منها لغلام، والأكف منها كف لغلام، والمؤرخون
يذكرون أن هذا الغلام هو "أحيمر" ثمود عاقر الناقة.
فريق بحثي علمي وقام فريق جيولوجي منتدب من الهيئة
العليا للسياحة لاستكشاف جوانبا من جبال القهر واعد قبل أشهر تقريرا مفصلا
عن نتائج الزيارة التي قام بها لهذا الجبل المهم تاريخيا .
وقال لـ "العربية . نت" الباحث منصور بن عالي العتيبي أنه اكتشف المزيد من
الآثار في الجبل بعد أن مكث 3 أشهر مستخدما الدواب للوصول إلى اعلى الجبل
نظرا لصعوبة الوصول اليه بالسيارة وخاطب أمارة منطقة جازان وبدورها خاطبت
الإمارة الهيئة العليا للسياحة والآثار .
وتابع العتيبي أن رئيس هيئة السياحة الأمير سلطان بن سلمان وجه بتشكيل
فريق من كلية السياحة والآثار وكلية العلوم ووكالة المتاحف والآثار لإعداد
تقرير ميداني يتضمن كافة الجوانب التاريخية والعلمية والأثرية والسياحية
جبل القهر.
وزاد الباحث العتيبي أنه تم إكتشاف أسرّة خشبية وجدت معلقة بين الصخور
لإبعاد خطر السباع والثعابين عن أصحابها ، وعثر على رسوم لرقصات شعبية
وحيوانات غريبة على جدران الكهوف والمغارات بين الفوالق الصخرية .
وجاء تقرير الفريق العلمي أن وجود تلك الأسرة لمن كان يستخدمها من الأقوام
التي سكنت الجبل لأنها كانت أكثر أمنا وبعيده عن الحيوانات المفترسة
ومنها السباع والضباع والثعابين .
وقال د. عبد الناص الزهراني باحث وعضو الفريق العلمي أن رسوبيات في
الجبل تكونت منذ ملايين السنين قبل وجود البشر لكن وعورة الطرق كانت عائقا
دون وصول الفريق إلى زوايا أخرى من الجبل .
وكان الفريق العلمي قد عثر على مقابر جماعية داخل أبنية حجرية ، وترتفع هذه
الأبنية بنحو عشرين مترا عن مستوى سطح الأرض ، وخصصت للأطفال مقابر صغيرة
مشابهة في طريقة البناء والحفظ.
وتوقع الفريق العلمي أن تاريخ هذه الجثث يعود لثلاثة آلاف عام بسبب طريقة
حفظها في جلود طبيعية داخل تلك الأبنية الحجرية مرتفعة عن الأرض كانت تحول
دون تعرضها لمياه الأمطار والحرارة والرطوبة.
ورصد الفريق العلمي أن طريقة الدفن وتوجه العظام لاتجاهات تخالف القبلة تشيران إلى ان هذه الجثث تعود لعصور ما قبل الاسلام.
وعثر فوق هذه الأبنية على رسوم لأياد ملونة بمواد نباتية صبغية حمراء بعدد
الجثث المحفوظة وبجانبها رسم رجح انه يرمز لإله كان يعبد من قبلهم حسب
معتقدات من عاشوا في تلك العصور.
ويعد "جبل القهر" من أهم المواقع السياحية بمنطقة جازان ،وتم إفتتاح أول
مركز للإمارة فيه عام 1375هـ ،ويمتاز الجبل بشلالاته وغاباته الخضراء إلا
أن سكاناً يسكنون بقرى مجاوره له لازالوا يعانون من رداءة الطرق الموصولة
له خاصة مع هطول الأمطار وطالبوا وزارة النقل لإيجاد الحلول اللازمة.
http://www.alarabiya.net/articles/2012/04/18/208527.html