264 جزيرة وقرية أثرية وشواطئ ساحرة تدهش الزائرينجزيرة فرسان التي تتبع منطقة جازان، وتبعد عنها قرابة 42 كيلومتراً تصل
مساحتها إلى نحو 109 كيلومترات مربعة تسكن البحر، وتترك لزوارها من
الذكريات أجملها.
وتحيط بجزيرة فرسان الأم مجموعة كبيرة من الجزر، ويصل عددها إلى 264 جزيرة تقريباً، ويصل طول شواطئها حوالي 216 كيلومتراً.
وتعد فرسان (فرسان الكبرى) أكبرها من حيث المساحة والتواجد السكاني، حيث إن مساحتها تصل إلى حوالي 369 كيلومتراً مربعاً تقريباً.
وتتشكل جزر فرسان من مسطحات من الأحجار الجيرية، وتعرضت هذه الجزر لعدة
انكسارات وتصدعات نتيجة لتوسع البحر الأحمر في زمن "البلايستوسين"، والذي
أدى بدوره إلى عملية رفع مستمرة لهذه الجزر.
وأهم التكوينات الجيولوجية في هذه الجزر، الحجر الجيري الشعابي الذي يغطي
كافة الجزر على شكل قشرة من الحجر الجيري الصلب، الذي يحتوي على عدد كبير
من الحفريات، وفي شمال جزيرة فرسان توجد سلاسل من تكوينات الطين والجبس
والأنهايدرايت مختلفة السُّمك، والتي تعرف عند سكان الجزيرة بمنطقة الجص.
وذكر لـ"العربية.نت" د.عبدالله الدباغ أستاذ الجيولوجيا في جامعة الملك فهد
للبترول والمعادن بالظهران: أن العمر الجيولوجي لجزر فرسان عمر حديث،
يتراوح بين ثلاثة ملايين وثلاثة ملايين وخمسمئة ألف سنة تقريباً, بينما يصل
عمر منطقة جازان وسلسلة الجبال الموجودة بها إلى ثلاثة ملايين سنة فقط،
ويضيف أن ثلاثة ملايين أو ثلاثة ملايين ونصف يعتبر عمراً حديثاً جيولوجياً.
آثار تعلن شموخها وسط البحر الغزلان في جزر فرسان تعيش في محمية
وكتب الباحث والشاعر السعودي المعروف
إبراهيم عبدالله مفتاح كثيراً عن جزيرة فرسان، وعبر عن عشقه لها شعراً،
فامتزجت إبداعاته بطبيعة الأرض، وما زال الشاعر الكبير علامة مضيئة في كتاب
هذه الجزر الحالمة.
وذكر لـ"العربية.نت" غازي عبدالله حسن عقيلي، مدير المدرسة المتوسطة
والثانوية ورئيس نادي الصواري، الذي أعدّ بحثاً عن فرسان إبان دراسته
الجامعية، أن تلك الجزر تأثرت بالحضارات التي أقيمت في بلاد اليمن، وكشف
النقاب عن بعضها، وقيل إنها ترجع إلى عهد مملكة حمير التي أقيمت في اليمن.
وتابع أن تلك الجزر كانت محطة التقاء واستراحة للرحلات التجارية، التي كانت
في أغلب الأحيان موسمية، (أي أنها معتمدة على هبوب الرياح)، الأمر الذي
أدى بهم إلى أن يستقروا في جزيرة فرسان، ويقيموا حضاراتهم ويؤثرون في هذه
الجزيرة.
ومن أهم الآثار في فرسان قلعة "العرضي" وتقع في جنوب فرسان خلف مبنى إمارة
محافظة فرسان، وهي عبارة عن مبانٍ دائرية أو مستطيلة الشكل مبنية على شكل
حلقة دائرية على مساحة لا بأس بها, وتعتبر هذه الثكنات العسكرية أحد
الدلائل على وجود العثمانيين بالجزيرة إبان العهد العثماني.
وقلعة "لقمان" التي تقع على يسار الطريق المتجه إلى قرية المحرق وهي عبارة
عن مرتفع مكون مجموعة من الصخور مربعة الشكل تقريباً، وتدل على أنها أنقاض
لقلعة قديمة.
منظر الغروب على شاطئها سحر آخر
أما "الكدمي" فتقع هذه المنطقة الأثرية
في قرية القصار، وهي عبارة عن أبنية متهدمة ذات أحجار كبيرة يغلب عليها
الطابع الهندسي، ويتمثل في مربعات ومستطيلات بقايا أحجار تشبه إلى حد كبير
الأعمدة الرومانية, وبعض هذه الحجارة قد لا تخلو من كتابات قديمة بالخط
المسند.
ومن أشهر الآثار في فرسان منزل الرفاعي يعود إلى تاجر اللؤلؤ أحمد منور
رفاعي يرحمه الله، والذي يعد تحفة حقيقية في مجال الفن المعماري القديم،
حيث يعكس الثراء والترف بفرسان أيام ازدهار تجارة اللؤلؤ.
وكذلك وادي مطر ويقع في جنوب فرسان، وعلى بعد 9 كيلومترات تقريباً، وتوجد
فيه بعض الأطلال ذات الصخور الكبيرة، والتي كُتب على بعضها كتابات حميرية
فسرت من قِبل بعض الخبراء التابعين لقسم الآثار بوزارة التربية والتعليم
بأنها كتابات حميرية تعود إلى عصور ما قبل الإسلام.
ومنطقة غُرين يبلغ فيها حجم الحجر الواحد حوالي 2.5 × 1.5 متر أو أكثر، وفي
موضع آخر يدعى (بالقريا) توجد آثار مشابهة أبرز ما فيها الأسرة المصنوعة
من الحجارة وبقايا غرف لا يزيد الضلع الواحد من أضلاعها عن حجرين منحوتين
بشكل هندسي.
جزر تتلألأ أمام زوارها غابات عائمة تشكل لوحة رائعة في فرسان
ويذكر الإعلامي محمد مجيري
لـ"العربية.نت" أن جزر فرسان تتميز سواحلها بنظافة رمالها الخالية من
الملوثات والشوائب، إضافة إلى اكتسابها اللون الأبيض نتيجة تكونها من حطام
الأصداف الكلسية.
ويغلب على أرضها الشعاب المرجانية، والقواقع والكائنات البحرية المتحجرة، وتحيط بها جبال زفاف، وساسوه، والدسان، وأبوحمد، وشكة.
وتابع بقوله هناك عدد من الجزر الممتدة والمتكاثرة، ومن أهم القرى فيها
قرية المسيلة، وتوجد فيها بعض المنازل القديمة المبنية من سعف النخيل،
وقرية حلة النغيلي وقرية الحسين, ويشتهر أهلها قديماً بتجارة اللؤلؤ
وحديثاً بصيد الأسماك.
ومن أشهر جزر فرسان جزيرة "السجيد" ويفصلها عن فرسان الجزيرة ممر مائي يسمى
المعادي، وأرض هذه الجزيرة منبسطة وسواحلها جميلة تزينها أشجار النخيل،
وتضم أيضا عدداً من القرى بداخلها وهي الحصود والخدود وخشب خولة وأبو
الطوق، وجزيرة قمام، وهي محطة تتجمع فيها سفن الصيد، ويعد موقعها
استراتيجياً مهماً فهي تشرف على الممر الدولي للبحر الأحمر.
وجزيرة أبكر وجزيرة زفاف، بهما أعداد هائلة من الغزلان تعيش في محمية
برعاية الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وأقامت الهيئة
محمية أطلق عليها محمية "الغزلان". أما جزيرة دمسك، فبها أكواخ أقامها
صيادو السمك لغرض الإقامة بها أثناء رحلات الصيد، التي تستغرق شهوراً في
بعض الأحيان.
إحدى الآثار بفرسان
وقالت الكاتبة السعودية حليمة مظفر التي
زارت تلك الجزر إن السائح في جزر فرسان لا يتوقف عند معالمها التاريخية
وتضاريسها الجغرافية المتنوعة ولا في محمياتها الفطرية فحسب، بل روح
المغامرة من أبرز معالم السياحة التي يمكن أن تكتنف شعور زائرها.
وشرحت أن من أشهر هذه المناطق الوعرة هي منطقة (القندل)، التي تعد من أجمل
مناطق الجزيرة، وتحتوي على غابات الشورى وأشجار القندل، التي تتخللها ممرات
مائية.
ونبهت إلى أن ساحل الفقوة الذي يقع شمال قرية الحسيّن من المناطق الخلابة والغنية بالسمك، ويتلون ساحلها بألوان ساحرة.
ويضاف إلى هذه المناطق شاطئ جنابة، الذي يعد صالحا للتخييم، كونه من أجمل
الشواطئ التي تشهد إقبالا من الزوار للجزيرة لنعومة رماله ونقائها وسهولة
مشاهدة ظل جزيرة قماح التي ينتقل إليها البعض من خلال ساحل جنابة، عبر قارب
يسمى بالفلوكة، إلى جانب كثرة طيور العجام أو النورس.
ومن أشهر جزرها القماري، التي يكثر فيها طيور القماري، وكذلك جزيرة قماح
والسقيد وهندية وآمنة وبناتها وسمر وغيرها من هذه الجزر التي تتناثر حول
الجزيرة الأم، التي تقع فيها محافظة فرسان لتكون عاصمة للقرى والجزر حولها.
الحكومة هيأت عبارات لنقل السياح بالمجان زاوية من جزيرة فرسان
ويمكن الوصول إلى جزر فرسان عبر عبارات
بحرية كبيرة تنقل زوارها مجاناً مع سياراتهم من جازان العاصمة الإدارية،
إلى تلك الجزر في رحلة ممتعة لا تقل عن 3 ساعات تعبر عباب البحر.
وتشتهر جزر فرسان بمهرجان الحريد، الذي افتتحه أمير المنطقة الأمير محمد بن
ناصر مؤخرا، ليشكل صورة أخرى من صور الجمال في تلك الجزر .
http://www.alarabiya.net/articles/2012/04/20/208991.html