ينتظر أن يصل جثمان الشهيد مصطفى قزيبر إلى المغرب في غضون 3 أيام، حسب ما أكده نائب السفير المغربي المعتمد ببيروت لحسن الجيت، في اتصال له مع «المساء». ويتوقع أن تكون مصالح سفارة المملكة بلبنان قد تسلمت يومه الاثنين رفات الشهيد من طرف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بعد إتمام جميع الإجراءات الإدارية الخاصة بالتنسيق مع هيئة الأمم المتحدة التي أشرفت على عملية التبادل بين الإسرائيليين وحزب الله.
وبالمقابل نفى لحسن الجيت أن تكون السفارة المغربية على علم بأي معطيات تهم رفات شهداء مغاربة آخرين سقطوا أثناء المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي طوال السنوات السابقة وشملتهم عملية التبادل، وأوضح قائلا إن حزب الله الذي اتصل بمصالح سفارته لم يخبرهم بوجود سوى رفات مغربي واحد ورد اسمه ضمن اللائحة التي سلمتها السلطات الإسرائيلية إلى الوسطاء الأمميين الذين سلموها بدورهم إلى حزب الله. كما أكد الدبلوماسي المغربي أن شقيق الشهيد عبد الرحمن أمزغار قد اتصل بالسفارة المغربية ببيروت لمعرفة آخر المعطيات التي تهم وجود جثمان الشهيد ضمن الرفات المسلم من طرف الإسرائيليين، لكنها أوضحت له أنها لا تتوفر على أي معطيات بشأنه. في حين رجح عبد الإله المنصوري – عضو وفد مجموعة العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين الذي توجه إلى لبنان بهدف تسلم رفات الشهداء المغاربة – أن يكون جثمان الشهيد أمزغار موجودا ضمن 30 جثمانا مجهولة الهوية التي سلمها الإسرائيليون لحزب الله، والموجودة حاليا بمستشفى «الرسول الأعظم».
وأوضح المنصوري، المتواجد حاليا ببيروت، في اتصال له مع «المساء» أنه اعتمد في ترجيحه على أساس أن الإسرائيليين قد أدلوا باسم الشهيد الشخصي «عبد الرحمن» إلى جانب إضافتهم للتعليق «مجهول الهوية».
وينتظر أن تجرى فحوصات «الأديين» على هذه الجثامين لتحديد هوياتها في الأيام القليلة المقبلة بعد توصل حزب الله بجميع المعطيات التي تهم الشهداء الذين ترجح تنظيماتهم أو عائلاتهم أن يكونوا ضمن قائمة عملية التبادل. وبهذا الخصوص كشف المنصوري أن هيئته قد سلمت لحزب الله جميع المعلومات المتوفرة لديها بخصوص الشهيد أمزغار وتاريخ استشهاده واسم العملية التي شارك فيها.
وبعد اللقاءات التي عقدها الوفد مع قيادة حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجبهة التحرير العربية تبين أن جميع هذه التنظيمات قد أبدت موافقتها على نقل جميع جثامين الشهداء المغاربة الذين كانوا يقاتلون في صفوفها إلى المغرب بعد التأكد من هويتهم. وتجدر الإشارة إلى أن الشهيد قزيبر الذي سلمه حزب الله إلى الجبهة الشعبية كان مناضلا في صفوف هذه الأخيرة في حين كان الشهيد أمزغار منتميا إلى جبهة التحرير العربية .
وبخصوص عملية نقل جثمان الشهيد قزيبر إلى المملكة، فقد أوضح نائب السفير المغربي بلبنان أن سلطات الرباط قد طلبت من مصالح السفارة إخبارها بتاريخ الرحلة الجوية التي سيصل عبرها الرفات من أجل إشعار عائلته لتكون حاضرة في مراسيم استقباله .
وبهذا الخصوص أوضح المنصوري أن «مجموعة العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين» ستنسق مع عائلات الشهيد أو الشهداء والقوى السياسية والمدنية من أجل تنظيم حفل شعبي لتشييع جنازة الشهداء.