يحقق برنامج الدفاع الصاروخي الأميركي خطوات ثابتة إلى الأمام مع تسجيل
المزيد من الإنجازات العلمية التي يتم ترجمتها في الواقع العملياتي. فقد
أكملت شركة رايثيون (Raytheon) المراجعة الأولية لتصميم نظام TADCS للتحكم
بارتفاع وتحوُّل وجهة الصاروخ SM-3 Block IIA بواسطة الدسر القابل للتعديل.
وهو بالأساس محرك صاروخي مزود بأربع فوهات رئيسية لتحويل الوجهة وست فوهات
للتحكم بالارتفاع، وستتيح دقة التوجيه التي يوفرها نظام TDACS للصاروخ
باعتراض الصواريخ البالستية المقبلة بدقة فائقة.
في هذا السياق يعتبر وِسّ كريمير، نائب رئيس
شركة رايثيون قسم النظم الصاروخية والدفاع الجوي والصاروخي أن "نظام TDACS
للتحكم بارتفاع والوجهة بالدسر القابل للتعديل هو من مكونات صاروخ SM-3
Block IIA الأكثر تعقيداً. وقد برهنت تفاصيل التصميم والبيانات التي تم
تقديمها في المراجعة الأولية التصميم أن نظام TDACS قد أصبح جاهزاً
للانتقال إلى المرحلة التالية من التطوير."
تجدر الإشارة إلى أن صاروخ SM-3 Block IIA
يمثل مجهوداً تطويرياً مشتركاً بين الولايات المتحدة واليابان، ويعتبر حجر
الزاوية بالنسبة للمرحلة الثالثة من برنامج الدفاع الصاروخي التكيفي على
مراحل. فإن محرك الصاروخ الأكبر حجماً والرأس الحربية المتقدمة العاملة
بالإصابة بالطاقة الحركية سيتيحان الدفاع عن مساحة أكبر، بما يتيح توفير
الحماية من خطر الصواريخ البالستية. وهذا البرنامج معد للتسليم في العام
2018.
وكانت رايثيون في تشرين الثاني/ نوفمبر
2011، قد قامت باختيار شركة أيروجت Aerojet لتطوير نظام جديد أكثر تقدماً
للتحكم بوجهة وارتفاع صاروخ SM-3 Block IIA وارتفاعه. وتم اختيار شركة
Aerojet بعد نجاحها بمجموعة كبيرة من التجارب الهندسية التي برهنت جدوى
التصميم الخاص بهذا النظام.
وسيكون صاروخ SM-3 Block IIA أسرع من مرة
ونصف من النموذج Block I (4.5 كلم في الثانية مقابل 3 كلم في الثانية)،
وقطره 21 بوصة على كل طوله، مما يتيح استخدام المزيد من الوقود ومن ثم محرك
أقوى. ويتيح ذلك للنظام قدرة معززة على مواجهة الصواريخ البالستية في
المدى المتوسط، وكذلك قدرة محدودة لمواجهة الصواريخ البالستية العابرة
للقارات.
ومن المزمع البدء باختبار النظام في العام
2014. مع العلم أنه سيزود بباحث ونظم بصرية محسنة. ومن شأن هذه النظم
الاعتراضية زيادة التغطية لقارة أوروبا بمجملها لدى نشرها عملياتياً.
يُذكر أن كافة الإصدارات المختلفة لصاروخ
SM-3 ( أي إصدارات IA وIB وIIA) يتم تطويرها من قبل شركة رايثيون، كجزء من
نظام إيجيس للدفاع ضد الصواريخ البالستية انطلاقاً من المنصات البحرية،
والعائد لوكالة الدفاع الصاروخي الأميركية.
ويتم نشر النماذج الحالية على طرادات
ومدمرات إيجيس، لتوفير الحماية من تهديد الصواريخ القصيرة و المتوسطة المدى
في منتصف مسارها الجوي. وقد قامت شركة رايثيون بتسليم أكثر من 130 صاروخ
SM-3 إلى سلاحي البحرية الأميركي والياباني قبل الموعد المحدد للتسليم
وبكلفة أدنى.
http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=25721&cat=5