أبرمت الشركة السعودية المتقدّمة المتخصصة في مجال البتروكيماويات مؤخرًا
عقدًا مع شركة بايقان التركية لإنشاء مصنع لـ»البولي بروبيلين» في مدينة
أضنة بتكلفة 3.75 مليار ريال «مليار دولار».
وتمّ الإعلان في مدينة استانبول عن عقد الشراكة لبناء المصنع
بحصة تبلغ 70 بالمائة للجانب السعودي بينما يدخل الشريك التركي بـ 30
بالمائة.
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة المتقدّمة خليفة الملحم إن لدى
شركة المتقدّمة قائمة بمشاريع تخطط لتنفيذها داخل السعودية، معتبرًا أن
التوسّع الخارجي للشركة لا يعكس أية صعوبات تواجهها في الحصول على اللقيم،
وأضاف: «سرعة الحصول على التسهيلات المقدّمة من الحكومة التركية للمشروع
أسهمت بشكل كبير في أن يأخذ المشروع الأولوية لدى الشركة بإنجازه».
وأكد
الملحم أن الأعمال الإنشائية للمصنع المرتقب ستبدأ في الربع الأول أو
الثاني من العام المقبل، في حين يبدأ المشروع الذي يقام في المنطقة الحرة
مرحلة الإنتاج في العام 2015.
وفسّر الملحم دخول الشريك السعودي بنسبة
تبلغ 70 بالمائة من المشروع بأن شركة المتقدّمة تريد إنشاء مصنع قريب من
عملائها خصوصًا، مشيرًا الى أن نحو 30 بالمائة من انتاجها من مصنع الجبيل
يذهب إلى السوق التركية.
وقال إن النسبة التي أعطيت للشريك التركي كانت
بهدف الحصول على التسهيلات التي تقدّمها الحكومة التركية للمستثمرين
الأجانب لإنشاء مشاريع للبتروكيماويات في تركيا، إضافة إلى فتح أسواق جديدة
للشركة خاصة في القارة الأوروبية.
وأكد الملحم أن الشركة ستعمل على
تكامل مصنعها في الجبيل مع مصنع أضنة لخدمة عملائها، كما ستستفيد من
المصنعين في خفض نسبي في فاتورة الصيانة وقطع الغيار، موضحًا أن المصنع
المزمع إنشاؤه في تركيا سيسهم في سرعة خدمة العملاء وسيخفض تكلفة شحن
المنتجات بشكل كبير.
وأشار إلى أن إنشاء مشاريع للبتروكيماويات في
السعودية ينطوي على ميزة تنافسية من ناحية القرب من مصدر اللقيم، بينما في
تركيا ميزة تسويقية كبيرة لأن تركيا من أكبر الأسواق الواعدة على المستوى
العالمي.
واعتبر الملحم أن المشروع واعد حيث يتوقع أن يحقق عوائد سنوية
لا تقل عن 10 بالمائة سنويًا عند دخوله مرحلة الانتاج، وأضاف إن الشريكين
السعودي والتركي سيحصلان على قروض بنكية قد تصل إلى نحو 40 بالمائة من قيمة
المشروع.
وجرى توقيع الاتفاق المبدئي بين الشركتين السعودية والتركية
بحضور وزير الاقتصاد التركي زافير كاقاليان، والقنصل السعودي في استانبول
عبدالوهاب شيخ.
وأكد الوزير التركي أن بلاده تخطط لرفع التبادل التجاري
مع السعودية خلال الـ 10 سنوات المقبلة ليصل إلى 26 مليار دولار، فيما يبلغ
حجم التبادل التجاري في الفترة الراهنة 6.2 مليار دولار.
وبهذا المشروع
ترفع الشركة السعودية المتقدّمة انتاجها من مادة الـ» بولي بروبيلين» بنحو
110 في المائة، حيث ينتج مصنع الشركة في الجبيل نحو 450 ألف طن متري في
العام، بينما تخطط الشركة في مشروعها بتركيا لإنتاج نحو 500 ألف طن متري
سنويًا من «البولي بروبيلين».
من جهته، قال كبير مستشاري رئيس الوزراء
التركي الدكتور مصطفى كوكوز للمستثمرين السعوديين إن أنقره تعدّ لقانون
جديد سيصدر خلال الشهرين المقبلين يمكّن المستثمرين السعوديين والخليجيين
من تملك الأراضي والسكن.
وبيّن كوكوز أن واردات تركيا السنوية من
البتروكيماويات تلامس سقف الـ 10 مليارات دولار، وأضاف إن أنقرة تعدّ
الاستثمارات في البتروكيماويات استراتيجية لذلك يعامل المستثمر الأجنبي في
هذا القطاع كنظيره التركي، ويحصل على مميّزات تصل إلى إجراءات توازي 50
بالمائة من قيمة رأس المال المستثمر، تأتي في صورة إعفاءات ضريبية وخدمات
تأمين للعمال تصل إلى 10 سنوات.
وتنشط الاستثمارات السعودية في تركيا، بحسب كوكوز، في قطاعات الكابلات والسياحة والأغذية والمواشي.
http://www.alyaum.com/News/art/49299.html