لم تفلح أي شركة في إطلاق محرك بحث عربي ناجح حتى الآن
رغم أن الاستثمار في هذا المجال يعد مجزيا وبالغ الأهمية، إلا أنه استثمار
طويل الأجل ويستدعي نفسا طويلا في التمويل والتطوير والاستثمار ببنية تحتية
قوية، وهو ما تفتقر إليه الاستثمارات العربية ورجال الأعمال العرب
القائمون عليها ومعظمهم يسعى وراء أرباح سريعة ومضمونة في مشاريع قريبة
الأجل.
ويتطلب تطوير محرك بحث عربي عوامل عديدة مثل جهود تطوير
خوارزميات البحث وتأمين أجهزة الخادم والاتصالات السريعة بالإنترنت، إلى
جانب العناصر الأخرى من التسويق وتأمين التمويل المطلوب.
وستبقى
شركات التقنية الغربية مثل غوغل وبينغ وغيرها مهيمنة على سوق البحث على
الإنترنت العربية بلا منازع رغم خدماتها الرديئة باللغة العربية، فحتى غوغل
-على سبيل المثال- لا يقدم دقة في البحث عن عبارة تتجاوز ثلاث كلمات
عربية في حين يتيح بحثا دقيقا عن عبارة استفسار من 16 كلمة إنجليزية.
وبذلك تضيع فرصة كبيرة أمام مستخدمي تقنية الإنترنت العرب في
الحصول على خدمات عربية أصيلة في تأمين المحتوى اللائق باللغة العربية، في
وقت تنال اللغات الأخرى مثل الصينية والروسية وغيرهما محركات بحث بلغة
أصيلة من تطوير محلي هناك.
" يمكن للشركات العربية المهتمة استغلال عيوب غوغل -الذي يتربع على عرش محركات البحث- باعتبار تلك العيوب فرصة كبيرة للمنافسة " |
عيوب غوغلويمكن
للشركات العربية المهتمة استغلال عيوب غوغل -الذي يتربع على عرش محركات
البحث- باعتبار تلك العيوب فرصة كبيرة للمنافسة، فهو يستخدم مصاف (فلاتر)
تجمع معلومات عن المستخدمين وقد يلغي كل النتائج والأخبار الهامة الأخرى أو
قد يقوم برقابة يحجب فيها نتائج محددة بحسب مصالح الشركة، كما يمكن
التلاعب بنتائجه وترتيبها لأغراض سياسية.
كل تلك الأمور تدفع عددا
لا بأس به من المستخدمين إلى التحول نحو محركات بحث أخرى صغيرة تحافظ على
خصوصيتهم وتقدم لهم نتائج بحث بشكل مبسط.
ويشير خبير التسويق
والإعلانات على الإنترنت مارك بالارد إلى أن محركات البحث التي تبدأ من
قاعدة مستخدمين صغيرة يمكنها تحقيق نمو كبير بسرعة، كما تثبت هذه المحركات
أنه يمكن جذب مستخدمي خدمة غوغل من خلال تقديم خدمة مناسبة لهم، بعد تخلي
غوغل عن البساطة والشفافية وحماية الخصوصية، حسب رأيه.
كما أن
الإعلانات التي تباع لعرضها مع نتائج بحث معينة هي إعلانات مجزية حتى إن
جزءا صغيرا من سوق البحث على الإنترنت يمثل مئات الملايين من الدولارات،
وإذا تمكنت شركات محركات البحث الصغيرة من تخفيض نفقاتها مع تقديم نتائج
ذات جودة عالية وعرض النتائج بسرعة فيمكنها عندئذ تحقيق النجاح.
لذلك أصبح من الضروري تطوير محرك بحث عربي يعتمد منهجية ثابتة
في عمليات تطوير الخوارزميات المتطورة التي تشهدها محركات البحث الأخرى
على الإنترنت، والأمل معقود بأن يتغير الحال وتعود الروح لجهود تطوير محرك
بحث بالعربية على مستوى إستراتيجي، فهل يلتفت المستثمرون العرب لهذه الفجوة
الهائلة في السوق؟
http://www.aljazeera.net/news/pages/2786ddc3-1e1c-40d7-8b73-080ac4593331?GoogleStatID=9