اكتشف الدكتور عالم الكيمياء، عدنان الخالدي، رئيس جامعة الأزهر سابقا أن الطحالب مصدر مثالي للوقود الحيوي، نظرا الى أنها تنتج عشرة أضعاف ما ينتجه القمح أو بذور اللفت، كما أنه سهل الزراعة، ولايستخدم كمصدر لغذاء البشر بالإضافة إلى قدرته على انتاج ثاني أكسيد الكربون المحايد، فالطحالب هي أكثر النباتات انتشاراً على وجه الأرض كما أن كتلة المواد العضوية في الارض تتشكل معظمها من الطحالب ، وإذا أصبح الوقود الحيوي ينتج بشكل حصري من الطحالب التي تتم زراعتها خصيصا لهذا الغرض فان انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ستنخفض بشكل كبير.
وأوضح برفوسيور الخالدي ذلك بقوله "تحتاج الطحالب الى ثاني أكسيد الكربون لكي تنمو يمكنك تسمية هذا الغاز "طعام الطحالب " لذلك فان المشاتل الكبيرة لزراعة الطحالب ستحتاج الى كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي سنضطر الى اضافة ثاني أكسيد الكربون باستمرار ، وهو من السهولة بمكان ، اذا لا نحتاج الا الى توصيل مشتل الطحالب بمولد للطاقة الكهربائية ، تخيل أن ركام الدخان المنبعث من مولد الطاقة ينفث غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يمكن تجمعيه وحقنه في حاويات كبيرة مع وجود مزارع الطحالب بالقرب من المولد بعد ذلك يمكن للطحالب التي تنمو بمعدلات سريعة و أن تزود المولد بالوقود الذي يحتاجه ،وبالتالي نكون قد حصلنا على دائرة مغلقة لا تنفث لنا ثاني أكسيد الكربون بالمرة "
ويصف البريفسور الخالدي صورة مزرعة الطحالب على النحو التالي الخيار الأول هو تصميم حاويات ضخمة وشفافة لتسمح بمرور ضوء الشمس، ويمكن أن تكون الحاويات عمودية ارتفاعها عدة أمتار وتتم تهويتها بالهواء المشبع بثاني أكسيد الكربون، والخيار الآخر أن يكون هناك خليط من الطحالب والمياه الجارية عبر سلسلة من الأنابيب الأفقية، في البداية ستكون المياه خالية من الشوائب ، مع اضافة بعض المواد الغذائية لكنها ستنتهي الى أن تكون مثل أحد أنواع حساء البازلاء الذي يمكن ضخه مباشرة الى المصنع ويمكن تصفية الطحالب لتتم معالجتها وتحويلها الى وقود.
وأوضح الخالدي أن البحث الجدي في بدائل طبيعية للوقود تتعلق بالاعتبارات الاقتصادية البحته، فعندما يكون سعر البترول الخام لا يتعدى 20 دولار للبرميل الواحد فإن البحث الجدي في أن تكون الطحالب مصدراً محتملاً لإنتاج الوقود الحيوي سيكون أقل الجاذبية لكن مع ارتفاع سعر برميل البترول الى حوالي 100 دولار فإن إنتاج الوقود من الطحالب يكون ذا تكلفة مجدية .
من الجدير بالذكر أن جامعة ألباما الأمريكية تقوم حاليا مع بعض المعاهد المتخصصة بدعم المشروع المقدم من البروفيسور الخالدي الذي يأمل أن تكون هناك سيارات تعمل على بترول الطحالب خلال السنوات القليلة القادمة .