القدس/ المنــار/ في الخامس من حزيران الجاري، ذكرى حرب حزيران عام 1967 شهدت العاصمة القطرية لقاء سريا خطيرا امتد ليومين كاملين في أحد قصور أمير قطر، ضم وفدا استخباريا اسرائيليا رفيع المستوى ووفدين استخباريين سعودي وقطري، هذا اللقاء جاء بدعوة قطرية حددت تل أبيب موعده في الخامس من حزيران لدراسة امكانية تمرير حل تصفوي للقضية الفلسطينية، والسعي لاشغال القيادة الفلسطينية الشرعية بممارسة ضغوط اقتصادية، وتشغيل أدوات اسرائيلية للتشويش على هذه القيادة، واتضح من خلال عقد هذا اللقاء أن هناك اتفاقا سعوديا قطريا بشأن هذه المسألة، التي ترى فيها الدوحة والرياض عائقا أمام تمرير ترتيبات جديدة صهيونية امريكية في المنطقة، والبدء بالتحضير لحرب امريكية ضد الاسلام وتقودها السعودية وقطر، بعد اخراج الجيش السوري من دائرة التأثير كما اخرج الجيشان المصري والعراقي.
ويأتي هذا اللقاء السري الخطير مترافقا مع تحرك اسرائيلي على أعلى المستويات في صفوف وكلائها وعملائها في الساحة الفلسطينية الذين عرضوا أنفسهم كقيادة بديلة جاهزة لقبول أية حلول تطرحها اسرائيل.
دوائر ومصادر سياسية خاصة ذكرت لـ (المنــار) أن الاجهزة الاستخبارية في اسرائيل ومعها المستوى السياسي تنظر الى الاوضاع في العالم العربي بشكل شمولي ، وهي ترى أن الدول العربية المحيطة باسرائيل مستمرة بالانشغال في اوضاعها الداخلية لفترة طويلة قادمة، وان الاستقرار الداخلي لن يتحقق سريعا، وهذا الانشغال يخدم اسرائيل ومصالحها على مختلف الاصعدة، وتحديدا على صعيد تسويق وتمرير الرؤية الاسرائيلية لحل القضية الفلسطينية، حيث ترى تل أبيب أن الوضع بات ملائما ومناسبا لتمرير حل اسرائيلي مريح وآمن لاسرائيل.
وتؤكد هذه المصادر نقلا عن مقربين من المستوى السياسي والأمني في تل أبيب أن ما تخشاه اسرائيل في هذه المرحلة ما أسموه بـ "الصخرة الاردنية" التي تهدد بعرقلة تمرير أي حل تصفوي، وتضيف المصادر أن النظام الاردني يعي تماما خطورة ما تشهده المنطقة، وما تخطط له اسرائيل، وهو يتخذ موقفا يهدد المخططات الاسرائيلية، ويفشل المؤامرة الخليجية التي ترى في الاردن ساحة للوطن البديل، والمدخل لتمرير الحل التصفوي للقضية الفلسطينية الذي يجري بحثه وبلورته اسرائيليا وخليجيا بمباركة امريكية، كما أن العلاقة القوية بين القيادتين الاردنية والفلسطينية من بين عوامل القوة في وجه مخططات اسرائيل التي ترى في النظام الاردني والقيادة الفلسطينية عائقا قويا قادرا على اجهاض التحركات المشبوهة التي تجري منذ فترة.
وتعترف المصادر بقدرة ووعي أبناء الاردن على افشال المشروع التصفوي، ومحاصرة أية توجهات داخل الساحة الاردنية ترمي الى ضرب الاستقرار من خلال اثارة الفوضى وتلقي تمويل مالي خبيث من دول الخليج وقطر تحديدا.
وأشارت المصادر الى أن اسرائيل تراهن على حدوث تصعيد في الحركات الاجتماعية التي تقودها فئات معنية في الاردن لها ارتباطاتها بشقيقاتها في دول عربية، وهي لا تنطلق في مواقفها من الحرص على الشعب الاردني ودوره في مواجهة المخططات الاسرائيلية التي تستهدف القضية الفلسطينية، وهذه المجموعات فخورة بما أسمته المصادر بانتصارات "الاخوان" في مصر وتونس.
وكشفت المصادر لـ (المنــار) عن أن شخصيات "اخوانية" اردنية كانت قد شاركت وبشكل سري في لقاء تشاوري حول مستقبل الوضع في المنطقة وفي الساحة الاردنية، عقد في قطر بداية شهر حزيران الجاري، وان ثلاث شخصيات من الجناح الاخواني شاركت في هذا اللقاء الذي ضم دبلوماسيين غربيين من جنسيات مختلفة.
وذكرت المصادر أن احدى هذه الشخصيات انجرفت كثيرا في تفاؤلها خلال المداخلة التي قدمها في هذا اللقاء التشاوري عندما تحدث عما أسماه بـ "صيف ساخن" ينتظر الاردن، وبأن جماعته بانتظار مواقف جادة ودعم اعلامي ومالي من بعض دول الخليج وامريكا والدول الاوروبية لدعم ما أسماه بالتوجه نحو "الديمقراطية!!".