وضعت المجموعة الاسبانية ''ربسول'' التي تعتبر من بين أهم وأكبر الشركات
النفطية والطاقوية في أوروبا، الجزائر ضمن قائمة الدول ذات الأولوية في
مخططها الاستراتيجي الجديد بعد إخفاقها في تجربتها الأرجنتينية.

وسطرت الشركة الاسبانية مخططا أوليا رصدت له ميزانية تقدّر بـ1 ,19
مليار أورو كمحافظ استثمار، مع تحديد قائمة الدول التي ستركّز عليها.
وأدرجت ربسول الجزائر ضمن البلدان ذات الأولوية.

وقامت ربسول خلال سنوات 2000 بتطوير شراكة واسعة مع سوناطراك، أهمها في
2004 حينما افتكت مع غاز ناتورال المشروع الضخم ''قاسي طويل'' الذي عرف
تعثرا بلغ حد الأزمة واللجوء الى التحكيم الدولي، على خلفية إخلال الشركات
الاسبانية بالتزاماتها التعاقدية والتأخر في تسليم المشروع. ورغم هذه
الحادثة، فإن حصيلة نشاطات ربسول في الجزائر كانت إيجابية، مع تسجيل حوالي
عشر اكتشافات بالشراكة مع سوناطراك خاصة الغاز الطبيعي. ويرتقب أن تخصص
الشركة الاسبانية في سياق مخططها الاستراتيجي الجديد قيمة مالية أولية
للسوق الجزائري وتقدّر بـ400 مليون أورو، خاصة مشروع ''رفان'' الذي تمتلك
فيه ربسول حصة تصل الى 25, 29 بالمائة مقابل 40 بالمائة لسوناطراك. ويعتبر
المبلغ الاستثماري مماثل لذلك الذي ستقوم الشركة الاسبانية باستثماره في
روسيا وهو رابع أهم قيمة استثمارية بعد الولايات المتحدة 3 ,2 مليار أورو
والبرازيل ملياري أورو، وفنزويلا 2, 1 مليار أورو، حيث تنوي الشركة
الاسبانية الارتكاز على عشرة مشاريع مفتاحية واستراتيجية لتحقيق نسبة نمو
لإنتاجها تصل 7 بالمائة لبلوغ 500 ألف برميل مقابل النفط في غضون 2016
ونسبة تعويض للاحتياطات تصل 120 بالمائة. ويأتي التوجه الذي اعتمدته الشركة
الاسبانية في سياق تسوية المشكل الذي برز على خلفية أزمة مركب قاسي طويل
الغازي'' وقرار الجزائر فسخ العقد مع ربسول وغاز ناتورال والذي سمح بتدعيم
الشراكة بين الشركة الاسبانية وسوناطراك. فقد وقّعت ربسول مع سوناطراك عدة
اتفاقيات شراكة أهمها مشروع لتطوير ستة كتل في منطقة رقان الغنية بالغاز
أساسا بقيمة استثمارية تقدّر بـ3 ملايير دولار. وتحاول ربسول التخفيف من
وطأة إخفاقها في الأرجنتين بعد قرار الحكومة الأرجنتينية تأميم شركة ''يو
بي أف'' التي كانت تمتلك فيها ربسول الأغلبية 4 ,57 بالمائة ولجأت الشركة
الاسبانية إلى التحكيم الدولي الذي ينظر حاليا في القضية.


http://www.elkhabar.com/ar/economie/291208.html