الرئيس السادات مع نسور الجو المصريين القوات الجويه
الفدائي حسني سلامه – بطل معركه رأس العش
.
.
بعد احداث المعركه الداميه التى مرت على الرقيب اول حسنى سلامه ورجاله ,
وفى حالة السكون التى عمت الموقع بالكامل بعد كل هذا الجحيم الذى كان على
الموقع , فوجئ حسنى بالجنُدى محمد ابراهيم ابو زيد ينُادى عليه , فقد ظن ان
ابوزيد قد عبر القناه بعد ان امره حسنى بذلك نتيجة اصابته البالغه التى
مُنى بها , ولكن ابوزيد رفض ان يترك الموقع وقائده حسنى و يعبر وحده , فظل
على الشاطئ الشرقى للقناه بجانبهم مستتراً به , وعندما وشعر ان المعركه قد
انتهت اراد ان يطمئن على حسنى . . . فنادى عليه !!
ولكى يتدخل القدر
بالنهايه . . . كان ابوزيد وهو لا يعلم بمكان جانب القوه الاسرائيليه التى
عبرت خلف فصيلة الصاعقه وانهال عليها حسنى سلامه بمدفع الجرينوف حتى
ابادها .
ولكن يبدو ان احد الاسرائيليين كان مازال حياً , وعندما فوجئ
بصوت ابوزيد بجانبه وهو يطل برأسه من على الشاطئ والمسافه بينهم امتار
معدوده . . . اطلق عليه النار فوراً فأرداه قتيلاً بأحدى الطلقات فى رأسه ,
فأنزل حسنى فى سرعه غريبه سلاحه الشخصى من على كتفه وافرغ كل طلقاته
الثلاثين فى الجندى الاسرائيلى.
شاهد حسنى الرائد سيد الشرقاوى قائد
الكتيبه على الضفه الغربيه للقناه يُنادى عليه , فعبر القناه سباحة الى ان
وصل اليه وكانت فرحة الجميع بما حدث كبير جداا , فلم يتخيل احد ان تستطيع
تلك القوه ان توقف هذا القول المدرع وتمنعه من دخول بورفؤاد . . .
وبعد
ان عاد حسنى الى الكتيبه مره اخرى بدأ البعض يروى له باقى ما حدث فى
المعركه , فقد اعتلت فصيله الجهه الاخرى المقابله فى الضفه الغريبه لضرب
القوه الاسرائيليه من الجانب حين تتقدم , وهذه الفصيله هى التى كانت تشتبك
اثناء تقدم الاسرئيليين ورأى حسنى ذلك ولكنه لم يكن يعلم من هم , وادى ذلك
الى استشهاد واصابة العديد منهم , وعند زيارة حسنى للمستشفى للأطمئنان على
صحة زملائه وجد بينهم الملازم فتحى عبدالله الذى اختفى وسط نيران مدفع
الجرينوف !!!
فقد تركت المعركه اثرا بالغ على جميع افرع القوات
المسلحه بكل مستوياتها , فقد ارتفعت الروح المعنويه بشكل بالغ رغم مرارة
الهزيمه . . . وعلم الجنود ان العدو ليس اسطوره كما يدعى وانه يقتل ويهزم
مثلنا . .
وعلى مستوى القاده تمت الاستفاده التكتيكيه بشكل كبير , اذ
يمكن لقوه صغيره الحجم جيدة التسليح تستغل الارض بشكل ممتاز , تستطيع ان
تكبد قوات العدو الثقيله اكبر الخسائر .
انتقال الكتيبه للجنوب :
لم يمر على معركة راس العش الكثير حتى تم نقل الكتيبه 43 صاعقه الى موقعها
الجديد بجانب ميناء الادبيه جنوب السويس لفتره معينه , ثم الى منطقة بير
عديب حيث اصبح هذا هو تمركزها الرئيسى .
بدأت الكتيبه فى التدريبات
التخصصيه للصاعقه , من رفع للياقه البدنيه وعمل الكمائن ….الخ وكان حسنى
لديه موهبة الرسم , وفى احد الايام كان جالساً يرسم صورة شخصيه لنفسه , و
قد صادف مرور ضابط مخابرات يسمى يحيى شبايك كان مسئولاً عن العمليات
الخاصه بالعمق فى ذلك القطاع .
فأعجب بتلك الموهبه واقترح على حسنى ان
يُنتدب الى مكتب المخابرات لفتره لكى يُستفاد من تلك الموهبه , بالفعل انضم
حسنى الى المكتب لفتره قاربت الثلاث شهور يقوم بعمل مجسمات طبيعيه لجميع
الاسلحه الاسرائيليه , وعمل مجسم طبيعى لأدق تفاصيل سيناء لكى تستعمل
لمساعدة افراد المخابرات المنتشرين فى سيناء . . .
وشارك ايضاً برسم صورة تكاد تكون حقيقه لضابط مخابرات اسرائيلى اسمه الحركى ( ابو احمد ) من خلال بعض عناصر المخابرات فى سيناء .
. . . . . . . . . .
عملية لسان بورتوفيق :
كان موقع لسان بورتوفيق يشكل ازعاج لمدينة السويس وميناء الادبيه , حيث
كان به مدافع ثقيله تقوم بأصطياد السفن التى تدخل الميناء , مما كان له
ابلغ الاثر المعنوى والاقتصادى على اهالى السويس .
وكانت هناك اغاره
قامت بها قوه خاصه للعدو على موقع لحرس الحدود الذى كان جنوب الكتيبه بقليل
وكان به فنار اناره للسفن التى تدخل الى قناة السويس , وقد ذهب حسنى الى
الى ذلك الموقع . . .
وشاهد اثار الغاره التى تركت غضب داخل كل افراد
الصاعقه , فقد رأى فرد الحراسه جالساً كما هو ونصفه السفلى يكاد يكون قد
تبخر , فقد القت القوه المهاجمه قنبله ثِرميت حراريه على بين قدمى فرد
الحراسه هذا , ويبدوا انه قد غافله النوم مما ادى الى عدم اكتشافه للهجوم ,
وباقى الافراد نائمين فى الهنجر وقد ابيدوا جميعاً , ووجد هناك بلطه قد
سقطت من القوه الاسرائيليه , واثار الدماء على جدران الغرف . . . مما اثار
شعور الغيظ والغضب , والطلب بألحاح على الرد على العدو .
وبالفعل صدرت
الاوامر الى الكتيبه 43 صاعقه بتنفيذ اغاره على موقع لسان بورتوفيق ,
فأنتقلت الكتيبه الى منطقة تدريب خلفيه بالقرب من القاهره لكى تكون بعيده
عن اعين العدو .
وبدأ تخطيط مهام الى كل السرايا لكى تقوم
بالتدريب عليها , ثم بعد ذلك يتم اختيار اى السرايا هى من ستقوم بتلك
العمليه , ونتيجة لأن احد الضباط كان بالقاهره لكى يحصل على احدى الفرق
التخصصيه , فقد أوكل الى حسنى سلامه تدريب فصيلته .
وفى تنفيذ الاختبار
حصلت تلك الفصيله على المركز الاول , وبعد عودة الضابط شكر حسنى على عمله
ونتيجة بعض الظروف وضعت تلك الفصيله تحت قياده حسنى سلامه بشكل نهائى ,
ودخلت الاختبار وحصلت للمره الثانيه على المركز الاول , وبعد ان اطمئن قائد
الكتيبه الرائد احمد شوقى الحفنى و المجموعه127 صاعقه بقياده المقدم صالح
فضل على مستوى الكتيبه عادت مره اخرى الى بير عديب لكى يتم الاستعداد
النهائى للعمليه , التى ستكون صاخبه نهاراً على عكس العمليات التى كان
مفاجأه ليلاً , فكانت خطه جرئية جداً حيث كان الموقع محطن جيداً وبه ما
يقرب من خمس دبابات ومدافع متوسطه , وحقول اسلاك شائكه والغام .
بدء التحرك للتنفيذ :
بدأت الخمس مجموعات التى تم اختيارها للعمليه بالتحرك الى مدينه بورتوفيق
قبل الغروب بشكل متقطع , حيث قامت ك79 مظلات التى كانت تحتل ذلك القطاع
بالمدينه بتجهيز بعض الادوار الارضيه بالمنازل المهجوره لكى تقيم وحدات
الصاعقه بها هذه الليله , ومنُع اى فرد من الصاعقه من الخروج قبل العمليه
للحفاظ على السريه التامه
وتم تسليح المجموعات بما تحتاجه من
المعدات اللازمه , حيث تم الحاق سرية قواذف لهب من قيادة الجيش , و كان ضمن
تسليح المجموعات عبوات لاسقه يتم بها نسف ابواب الدشم عن طريق رفع درجة
حرارة حديد باب الدشمه الى ما يقرب من 2000 درجه مئويه , وبالطبع كانت
طوربيد البنجالور ضمن كل المجموعات يتم به نسف الاسلاك الشائكه .
وقبل
التحرك للعمليه التقى حسنى بأحد السائقين المجندين وكان يسمى طلعت , حيث
وجده يطلب ان يقوم بالعبور معهم , وبمرور النقيب احمد شوقى وجده يبكى ,
وطلب من حسنى ان يأخذه معه , بالفعل عبر معهم القناه وكان بالقارب بجانب
الجندى مُشغل الموتور .
وفى سكون ودون ان يعلم احد , اصطحب حسنى سلامه
مجموعته التى سيعبر بها الى شاطئ القناه فى الحد الامامى لكتيبة المظلات
لكى يستطلع بهم بشكل حى المناطق التى سينفذون بها العمليه حيث كُلف بعملية
القطع من اقصى الجهه اليمنى للموقع , ومنع اى امداد قد يأتى من الخليج
بالقوارب اذا اقدم العدو على ذلك وذلك الموقع كان به مدفع متوسط فى مكان
مسيطر بالموقع .
وبعد تمهيد مدفعى الذى كان منذ اسبوع لكى
يعتاد العدو على ذلك , عبرت المجموعات فى القوارب بأتجاه الموقع حتى وصل
الجميع الى الشاطئ الشرقى للقناه وقاموا بتثبيت طوربيدات البنجالور
وبأنفجارها ثم فتح الثغرات فى حقول الالغام والاسلاك الشائكه للموقع ,
وفوجئ حسنى بالسائق طلعت يدخل معهم فى عملية الاقتحام ولكنه امره بالعوده
الى القارب وبعد اصرار طلعت انتظر على الساتر الترابى للموقع .
فى هذه
اللحظه الجميع يعرف مهامه جيداً , فقد كان هناك تدريب شاق للجميع , وحان
وقت التنفيذ , بعد عبور مجموعة حسنى الاسلاك الشائكه قام احد افراده من
حاملى الار بى جى-7 بضرب موقع المدفع المتوسط الذى كان يشكل خطرا على
الجميع .
بدأت الدبابه التى كانت بمواجهة حسنى تظهر من مربطها , فدمرها
احد جنود الجماعه بالار بى جى -7 , ولكن حسنى لم يكتفى بذلك , فأطلق
العنان للجندى قاذف اللهب بأطلاق حممه الجهنميه على الدبابه , لكن احد
افرادها نجا من خلال فتحة الهروب السفليه للدبابه وهرول فزعاً الى احد
المواسير التى كانت موجوده مختبأً بها . . .
فتعقبه حسنى من احد فتحتى
الماسوره وجندى قاذف اللهب من الجهه الاخرى . . . وأفرْغ حسنى غيظه فى ذلك
الاسرائيلى , حيث القى قنبله ثرمايت حراريه من جهته , وجندى اللهب قام
بأدخال قاذف اللهب من الجهه الاخرى . . . واحترق الاسرائيلى بجبنه وفزعه فى
منتصف الماسوره .
بعد الانتهاء مِن المتواجدين خارج الموقع , بدأ حسنى
بالتوجه الى احد الخنادق المتواجد بها باقى افراد الموقع , فتم تثبيت
القنابل اللاسقه على باب الدشمه . . وتم التفجير . . .
وجاء دور جندى
قاذف اللهب حيث بدأ يقذف الدشمه بنيرانه ومعه حسنى سلامه الذى افرغ خزنتى
ذخيره بالدشمه حتى ذاب السقف الحديدى للدشمه من الداخل ويتساقط ما يغطى
الدشمه من رمال …حتى تأكد حسنى ان من بالداخل قد قتلوا جميعاً .
وبعد ذلك بدأ حسنى بتنفيذ المهمه الثانيه لمجموعته وهى تأمين الجانب اﻻيمن للقوه المهاجمه منجهة الخليج ,
ثم بعد ذلك قام بأنزال العلم اﻻسرائيلى من على السارى ووضع بدﻻً منه العلم
المصرى …وبما انه كان يحمل علمين وليس علمً واحداً فقد انتقى اعلى نقطه
بالموقع تكون سهلة الرؤيه ليس للجانب اﻻسرائيلى فقط , ولكن لكى يراها
جنودنا على الضفه الغربيه للقناه ايضاَ ..
وكانت هذه النقطه فى قمة احد
الدشم المعاديه ووضعه حسنى فى سارى يوجد على خزان مياه … ولمدة 3 ايام لم
تترك الكتيبه 79مظﻻت احداً يقترب من تلك اﻻعﻻم , حتى قام العدو بقصفها لكى
يحافظوا على الروح المعنويه لقواتها التى شعرت بمراره شديده نتيجة لتلك
العمليه .
بدأ الموقع بالهدوء بعد ذلك نتيجة لأتمام كل المجموعات
مهامها , حتى ان بعضها بدا باﻻنسحاب عائداً بقواربه المطاطيه , فبدأ حسنى
يستدعى كل رجاله لكى يتمم على الجميع ويبدأ اﻻنسحاب , واذ به يلمح شخصا
يهرول بين الخنادق وحسنى لم يستطع تتميزه نتيجة لبدء الغروب . . .
اتضح
بعد ذلك انه احد الجنود اﻻسرائيليين قد نجا من كل هذا الجحيم ويحاول
الهروب أى مكان , تم اسر هذا الجندى , وقام الجندى السائق الذى طلب ان يعبر
ضمن رجال الصاعقه بحمل هذا اﻻسير والقاه من اعلى الساتر الترابى فى القارب
المخصص لمجموعة حسنى فسط اﻻسير ميتاً نتيجة للارتفاع الكبير للساتر !!!
انسحبت جميع المجموعات بعد ان ظلت بالموقع ما يقارب الساعه كامله عقب
انتهاء العمليه حتى بدأ الظﻻم يغطى المكان فقد بدأت العمليه قبل الغروب
بساعه , وهذا ما كان له التأثير فى تقليل خسائر قواتنا فى تلك العمليه هى
اربع شهداء وجريحين فقط .
احد الشهداء كان يسمى عبدالحليم , فقد كان
فﻻح من احد قرى المحله وكان يستقل احد القوارب التى اصيبت قبل ان تصل
للموقع , فأصيب فى احد الشرايين مما تسب فى نذي شديد , ولكنه اكمل فى
التجديف بالقارب حتى وصلوا الى الموقع ونفذوا العملية وعاد مره اخرى
بالقارب تجديفاً….الى ان صعد الجميع الى جانب قواتنا فسقط على اﻻرض شهيداً
وقد فقد دمه بالكامل طوال ساعه العمليه .
وبعد تلك العمليه كان وصف جولدا مائير ” المصريين قد قطعوا لسانى ” .!!
يدأت الوضع يهدأ بعد ذلك بالنسبه للعمليات حيث قلت العمليات الهجوميه بعض
الشئ , لكن لم تنقطع دوريات اﻻستطﻻع خلف خطوط العدو وعمليات اﻻستطﻻع .
الى ان تم نقل قائد الكتيبه احمد شوقى الى قيادة الصاعقه بأنشاص ,
وبداحسنى غير مستقر بالكتيبه , فقد وصل بعض القاده غير المتقبلين للنقاش او
لسماع . . .الراى اﻻخر اذا كان اقل منهم فالرتبه
فقد تم نقل حسنى
الى قيادة الصاعقه ايضأ وتولى جناح اﻻمن والسيطره , وهو السئول عن الملفات
الخاصه والسريه للغايه الخاصه بعمليات الصاعقه .
ظل المساعد اول حسنى سلامه فى قيادة الصاعقه بأنشاص الى ان ترك الخدمه العسكريه بعد اتفاقية السلام عام 1979 .