لا تعليق
ولد
الفريق محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله في قرية سبرباي إحدى ضواحي
مدينة طنطا محافظة الغربية في 22 أكتوبر 1919، ونزحت أسرته إلى الفيوم،
وكان جده عبد الله طه على الرزيقي من أعيان الفيوم، وكان والده القائم مقام
(رتبة عقيد حاليًا) محمد رياض عبد الله قائد بلوكات الطلبة بالكلية
الحربية والتي تخرجت على يديه الكثيرين من قادة المؤسسة العسكرية.
* في عام 1941 عين بعد تخرجه في سلاح المدفعية ،وألحق بإحدى البطاريات
المضادة للطائرات في المنطقة الغربية ،حيث اشترك في الحرب العالمية
الثانية ضد ألمانيا وإيطاليا.
* وخلال عامي 1947 – 1948 عمل
في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين
قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي
ظهرت آنذاك.
* في عام 1951 تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وكان وقتها برتبة مقدم.
* في عام 1953 عين قائدا للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية.
* من يوليو 1954 وحتى أبريل 1958 تولى قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية.
* في 9 أبريل 1958 سافر في بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتي لإتمام
دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا، وأتمها في عام 1959
بتقدير امتياز وقد لقب هناك بالجنرال الذهبي.
* عام 1960 بعد عودته شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية.
* عام 1961 نائب رئيس شعبة العمليات برئاسة أركان حرب القوات المسلحة
وأسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشؤون الدفاع الجوي.
* في عامى 1962 و1963 اشترك وهو برتبة لواء في دورة خاصة بالصواريخ
بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات حصل في نهايتها على تقدير الامتياز.
* وفى عام 1964 عين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة.
* ورقي في عام 1966 إلى رتبة فريق، وأتم في السنة نفسها دراسته
بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا.
* حصل على العديد من الأنواط والأوسمة ومنها ميدالية الخدمة الطويلة
والقدوة الحسنة ووسام الجدارة الذهبي ووسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير
من لبنان ووسام الكوكب الأردني طبقة أولى ووسام نجمة الشرف.
*
في مايو 1967 وبعد سفر الملك حسين للقاهرة للتوقيع على اتفاقية الدفاع
المشترك عين الفريق عبد المنعم رياض قائدا لمركز القيادة المتقدم في عمان،
فوصل إليها في الأول من يونيو 1967 مع هيئة أركان صغيرة من الضباط العرب
لتأسيس مركز القيادة.
* وحينما اندلعت حرب 1967 عين الفريق عبد المنعم رياض قائدا عاما للجبهة الأردنية.
* وفي 11 يونيو 1967 اختير رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية
فبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد
فوزي إعادة بنائها وتنظيمها.
* وفي عام 1968 عين أمينا عاما مساعدا لجامعة الدول العربية.
* حقق عبد المنعم رياض انتصارات عسكرية في المعارك التي خاضتها القوات
المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف مثل معركة رأس العش التي منعت فيها
قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بورفؤاد المصرية
الواقعة على قناة السويس وذلك في آخر يونيو 1967، وتدمير المدمرة
الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967 وإسقاط بعض الطائرات الحربية
الإسرائيلية خلال عامي 1967 و 1968.
دوره في بناء القوات المسلحة المصرية بعد النكسة
بعد النكسة استدعى الرئيس جمال عبد الناصر البطل عبد المنعم رياض وعينه
رئيساً للأركان. و كان من أقوال البطل الشهيد "إذا وفرنا للمعركة القدرات
القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي للإعداد والتجهيز وهيأنا لها
الظروف المواتية فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله إياه". "لن نستطيع
ان نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة.. عندما أقول شرف البلد، فلا اعني
التجريد وإنما أعني شرف كل فرد.. شرف كل رجل وكل امرأة" و بدأ الأعداد ومعه
حرب الأستنزاف والعديد من العمليات العسكرية التي أسفرت عن تدمير 60% من
تحصينات خط برليف الذي تحول من خط دفاعي إلى مجرد إنذار مبكر، وتدمير
المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967 وإسقاط بعض الطائرات الحربية
الإسرائيلية خلال عامي 1967 و 1968.
و نجح الأسطورة في كسر أسطورة
عسكرية فقد كان العسكريين في وقتها يؤمنون بأنه لا يمكن مواجهة دبابة إلا
بدبابة، فقد كان صاحب إضافة جديدة في حرب المدرعات منذ عام 1968 حيث كان
يتم تدريب المشاه عليها في سرية شديدة ليصبح الجندي المصري في حرب أكتوبر
مدمراً للدبابة ولعل من هنا خرج لمصر أبطال أخرون مثل: محمد المصري الذي
دمر 27 دبابة وعبد العاطي عبد الله الذي دمر 26 دبابة خلال حرب أكتوبر وقد
كسروا بذلك رقم أحد الجنود الروس الذي دمر 7 دبابات في الحرب العالمية. أما
أكبر انجازاته على الإطلاق فهو تصميمه للخطة (200) الحربية التي كانت
الأصل في الخطة (جرانيت) التي طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات في حرب
أكتوبر تحت مسمى (بدر).
صدق مع الله فصدق الله معه "أنا لست أقل
من أي جندي يدافع عن الجبهة ولابد أن أكون بينهم في كل لحظة من لحظات
البطولة" "اذا حاربنا حرب القادة في المكاتب بالقاهرة فالهزيمة تصبح لنا
محققة.. إن مكان القادة الصحيح هو وسط جنودهم وفي مقدمة الصفوف الأمامية".
لم تكن هذه مجرد كلمات يلقيها القائد على جنوده ليحمسهم ولكنها كانت ايمان
داخلي وشعور يملك وجدان وفكر الشهيد. فقد أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط
بارليف، خلال حرب الاستنزاف، ورأى أن يشرف على تنفيذها بنفسه وتحدد يوم
السبت 8 مارس 1969 م موعداً لبدء تنفيذ الخطة، وفي التوقيت المحدد انطلقت
نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر
في ساعات قليلة وتدمير جزء من مواقع خط بارليف واسكات بعض مواقع مدفعيته في
أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973. وفي صبيحة اليوم التالي قرر عبد
المنعم رياض أن يتوجه نفسه إلى الجبهة ليرى عن كثب نتائج المعركة ويشارك
جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن
تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، ووقع اختياره على الموقع
رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم
السابق. ويشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق عبد المنعم رياض،
حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده
واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق عبد المنعم بنفسه حوالي ساعة ونصف
الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود
المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبد المنعم رياض
بعد 32 عاما قضاها عاملا في الجيش متأثرا بجراحه.