21 أكتوبر 67 هو يوم خالد فى تاريخ البحرية المصرية بل فى تاريخ مصر بأسرها ... انه يوم اغراق المدمرة الاسرائيلية ايلات ...
إشتركت "إيلات" فى حرب العدوان الثلاثى على مصر عام 1956..وكذلك فى حرب
يونيو 1967 ، وسرعان ما تقدمت إسرائيل تحت نشوة الإنتصار فى حرب 1967 وغرور
القوة الجيش الذى لا يقهر بدفع بعض قطعها لإختراق المياه الإقليمية
المصرية فى منطقة بورسعيد فى محاولة لإظهار سيادتها البحرية.. و استمرت إس
رائيل فى إختراقها للمياه الإقليمية المصرية حتى جاء 5 يونيو 67 وتفجرت الأزمة على نحو مأساوى مثير ..
ففى الساعة الحادية عشرة من صباح ذلك اليوم صدرت الأوامر بخروج زورقين من
زوارق الطوربيد المصرية فى مهمة استطلاعية أمام شاطىء بورسعيد .. وكان
الأول بقيادة النقيب عونى أمير عازر والثانى بقيادة النقيب ممدوح شمس وفى
أثناء مهمتهما أبلغا بوجود وحدات بحرية اسرائيلية تتكون من المدمرة "إيلات"
وثلاثة لنشات طوربيد فى المياه المصرية وكانت الأوامر للقطع المصرية تنص
على عدم الإشتباك والإستطلاع فقط.
الا أن العدو الإسرائيلى اكتشف وجود
الزورقين المصريين فأطلق عليهما النار فى الحال فدمر زورق النقيب ممدوح شمس
ولم يتمكن من تدمير زورق النقيب عونى عازر الذى كان فى امكانه الإنسحاب
بزورقه .. إلا أنه أراد الثأر للنقيب ممدوح شمس فأمر بتجهيز الصواريخ
إستعدادا للاشتباك ، غير أن العدو سارع بإطلاق النيران على الزورق فاستشهد
عامل أنابيب اطلاق الصواريخ.
وعلى الفور قرر النقيب عونى القيام بعمل
انتحارى فوجه زورقه فى إتجاه المدمرة ليصطدم بها ويحدث بها أكبر خسارة
ممكنة ، وتم له ما أراد واستشهد النقيب عونى ورفاقه فى مشهد تاريخى بطولى
مؤثر زاد حماس ومعنويات رجال البحرية المصرية عندما علموا به.
ونتج عن
هذه المعركة اصابة المدمرة "إيلات" باصابات كبيرة ولكن أمكن سحبها الى
ميناء أسدود حيث تم اصلاحها..وبعد اصلاح المدمرة "إيلات" عادت مرة أخرى
وبعنجهية وغرور تستعرض أمام شواطىء بورسعيد قرب المياه الإقليمية وتحت
أبصار رجال البحرية المتربصين للثأر منها.
و فى الحادية عشرة
والنصف من صباح 21 أكتوبر 67 قامت المدمرة "إيلات" بإختراق المياه
الإقليمية المصرية حتى وصلت الى مسافة خمسة أميال فقط من الشاطىء المصرى
فبلغت بذلك قمة الإستفزاز على أن طلعات الإستطلاع الجوى والبحرى المصرية
التى انطلقت على الفور جعلتها تنسحب على الفور خوفا من التدمير.
ثم
عادت المدمرة مرة أخرى فى الخامسة مساء قادمة من نفس الإتجاه الشمالى
الشرقى لبورسعيد لتقترب من المياه الإقليمية المصرية ثم اخترقتها مرة أخرى
وفى هذه الأثناء كانت الأوامر التى أصدرها قائد البحرية لقائد قاعدة
بورسعيد هى تدمير المدمرة "إيلات" فور إختراقها وعدم اعطائها فرصة للهروب.
وروى النقيب أحمد شاكر عبدالواحد الذى أطلق الصواريخ على المدمرة أنه بعد
رصد الهدف أصدر أوامره باتخاذ تشكيل الهجوم و"يبدو أن العدو كان قد تنبه
لوجودنا وبدأ فى توجيه المدفعية نحونا ..فأصدرت أوامرى باطلاق الصاروخ رقم
واحد فأصاب المدمرة فى وسطها وبعد دقيقتين أصدرت الأمر بإطلاق الصاروخ
الثانى ليصيب الهدف إصابة مباشرة ليحوله إلى كتلة من النيران المشتعلة وبدأ
يغوص بسرعة .. ثم أبلغنى الرادار باصابة الهدف وتدميره واختفائه من على
شاشة الرادارالرئيسية وبقية الأجهزة".
وكان ذلك هو البلاغ النهائى بغرق
المدمرة "إيلات" لذلك أصدر النقيب أحمد شاكر عبدالواحد قائد السرب الأمر
بالغاء هجوم الزورق الثانى قيادة النقيب بحرى لطفى جاد الله ثم تحرك السرب
متخذا تشكيل العودة.
ونظرا للموقف المثير والسرعة وجو المعركة فإن
النقيب أحمد شاكر اعتقد أن المدمرة "إيلات" قد غرقت تماما .. إلا أن
الحقيقة تثبت أن المدمرة قد أصيبت بالفعل ولكنها كانت لاتزال واقفة فى
مكانها تنتظر مصيرها المحتوم وهو الغرق الذى أخذ وقتا طويلا مما جعل قائد
قاعدة بورسعيد يصدر أوامره مرة أخرى الى زورق النقيب لطفى جاد الله
باستكمال إغراق "إيلات" وهو ماتم بعد حوالى ساعتين من الضربة التى وجهها
اليها زورق النقيب أحمد شاكر عبدالواحد.
وقد صدر قرار جمهورى بمنح جميع
الضباط والجنود الذين اشتركوا فى تدمير المدمرة الإسرائيلية الأوسمة
والأنواط تقديرا لما قاموا به من أعمال مجيدة .. وتم إتخاذ هذا اليوم ليكون
عيدا للقوات البحرية المصرية.
ابطال عملية ميناء ايلات و التدمير البحرى فى العمق الاسرائيلى