أدانت منظمة التعاون الإسلامي الاثنين "الاعتداءات الممنهجة والمنظمة"
ضد سكان الروهنغيا المسلمين في ولاية راخين (آراكان سابقا) والمقاطعات
الأخرى في
ميانمار.
وقال
الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو إن المنظمة -التي تتخذ من
جدة مقرا لها- تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير الواردة عن استخدام العنف ضد
أبناء الروهنغيا الذين قالت إنهم مسالمين وإنهم يعانون جراء هذه الانتهاكات
منذ فترة طويلة.
ويأتي موقف إحسان أوغلو في ظل تقارير وردت قبل أيام أشارت إلى تكرار
الاعتداءات على أقلية الروهنغيا وأماكن عبادتهم وأملاكهم فضلا عن أماكن
إقامتهم بميانمار.
ودعت المنظمة الدول الأعضاء فيها والمجتمع الدولي إلى التدخل السريع لدى
حكومة ميانمار من أجل العمل على منع "عمليات العنف والقتل التي يتعرض لها
أبناء الجالية، وتقديم المسؤولين عن هذه الأعمال إلى العدالة".
وطالبت المنظمة السلطات في ميانمار الارتقاء إلى مستوى
العملية الديمقراطية التي تشهدها البلاد وتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن،
وأخذ كل الإجراءات اللازمة من أجل وقف العنف في راخين والحفاظ على المعايير
الدولية إزاء حصول أبناء أقلية الروهنغيا على كامل حقوقهم.
وكان عشرة مسلمين قد قتلوا من طرف حشد غاضب انهال عليهم بالضرب في جنوب
ولاية راخين، قالت وسائل إعلام محلية إن سببها تعرض امرأة بوذية لاغتصاب
جماعي وقتلها في جريمة أنحي باللائمة فيها على مسلمين.
وأدت موجة العنف التي اندلعت إلى تدمير طال نحو خمسمائة منزل، فضلا عن فرار مئات المسلمين نحو بنغلاديش.
|
الآلاف من مسلمي ميانمار يعيشون ظروفا صعبة على الحدود مع بنغلاديش (الجزيرة-أرشيف) |
ظروف صعبةوقال
قائد من حرس الحدود في بنغلاديش إن نحو مائة من أفراد أقلية الروهنغيا
حاولوا الفرار من العنف بالقوارب إلى بنغلاديش، لكن السلطات أجبرتهم على
العودة صباح الاثنين. وأضاف أنهم عززوا المراقبة وسيوقفون أي أحد يحاول
عبور حدود ميانمار.
ومن جهته، أوضح أنور حسين، وهو مسؤول في حرس الحدود في بنغلاديش، أن
محاولة الفرار جاءت في أعقاب إعادة خمسة قوارب محملة بنحو مائتي فرد من
الروهنغيا أمس الأحد.
ويعيش الآلاف من مسلمي أقلية الروهنغيا بلا جنسية على امتداد حدود
ميانمار مع بنغلاديش وفي ظروف صعبة ويلقون معاملة سيئة من الأغلبية البوذية
في راخين. وتعتبرهم الأمم المتحدة إحدى الأقليات الأكثر تعرضا للاضطهاد
بالعالم.
ويطالب نشطاء الروهنغيا منذ فترة طويلة بالاعتراف بهم في ميانمار كجماعة
عرقية من السكان الأصليين لها حقوق المواطنة الكاملة، ويقولون إن أصولهم
ترجع لقرون مضت في راخين لكن الحكومة تعتبرهم مهاجرين غير شرعيين من
بنغلاديش ولا تمنحهم الجنسية. وبدورها، ترفض بنغلاديش منح أفراد الروهنغيا
وضع اللاجئين منذ عام 1992.
http://www.aljazeera.net/news/pages/469a2264-05e3-4ee2-a763-22ee893ced69?GoogleStatID=9