تحافظ
تركيا على ريادتها في استقطاب السياح الجزائريين الذين يقصدونها بأعداد
كبيرة تفوق 40 ألف سائح خلال كل موسم اصطياف، في ظل تراجع التهافت على تونس
ومصر، واكتشاف وجهات جديدة صوب ماليزيا واندونيسيا وتايلاندا والهند
وجزيرة قبرص، في وقت تبقى السياحة الداخلية أصعب وجهة لدى
الجزائريين بالنظر إلى قلة المرافق المخصصة لاستقبال
المصطافين.وتعد تركيا الأفضل لدى الجزائريين الذين
يقتطعون جزءا من الميزانية السنوية الخاصة بهم لقضاء أيام للراحة في بلد
يعد الأجمل على الإطلاق في نظر الكثير منهم، وقد ساهم في رسم هذه الصورة
الإيجابية المسلسلات التركية التي أبرزت جمال الطبيعة وعادات سكان هذا
البلد الذي يجمعه تاريخ مشترك بالجزائر يعود امتداده إلى التواجد العثماني،
ويؤكد ذلك نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية المكلف بالإعلام
إلياس سنوسي الذي تحدث عن تراجع كبير للسياحة باتجاه تونس، بسبب الظروف
التي مر بها هذا البلد الشقيق خلال الثورة وعدم الاستقرار الذي
أعقبها، موضحا أن بعض المواطنين الذين حجزوا لقضاء بعض
الأيام في تونس، تراجعوا عقب أحداث منطقة جندوبة.
ويرى
نائب رئيس النقابة شريف مناصر الذي يمثل المنطقة الشرقية بأن الإقبال على
تونس قائم بالنظر إلى انخفاض تكاليف السفر والإقامة، فأغلب الأسر القاطنة
بالولايات الشرقية تفضل قطع المسافة الرابطة ما بين الجزائر وتونس برا دون
الحاجة إلى الطائرة.
ويبقى مشكل غلاء التذكرة العائق الكبير بالنسبة لمن
يرغبون في السفر باتجاه تركيا، إذ بلغ سعر التذكرة 8 ملايين سنتيم مقابل 5
ملايين سنتيم خلال الفترة الشتوية، وتكلف الإقامة لمدة أسبوع واحد في فندق
ثلاثة نجوم زائد برنامج رحلات 30 ألف دج، وتعد اسطنبول ومنطقة البوسفور
وأنطاليا من أهم مراكز الاستجمام التي يفضلها الجزائريون،
ومع ذلك لا توفر شركة الخطوط الجوية الجزائرية سوى
ثلاث رحلات أسبوعيا مقابل رحلة واحدة فقط يوميا بالنسبة
للخطوط الجوية التركية.
وتعمل الوكالات السياحية على الترويج
لوجهات جديدة كأندونيسيا وماليزيا وتايلاندا والهند وجزيرة قبرص، بالنظر
إلى ما تعرضه من خدمات سياحية، وكذا الأسعار المدروسة المعتمدة هناك، في
حين ماتزال السياحة الداخلية تقتصر فقط على البحر بسبب قلة الهياكل،
ويتراوح سعر شقة صغيرة بإحدى المناطق المطلة على البحر ما بين 40 و50 مليون
سنتيم لمدة شهر، ويجب أن يتم الحجز في شهر جانفي، وتقتصر السياحة المحلية
في معظمها على المهاجرين القادمين من فرنسا، وهم عادة ما يقصدون الأقارب أو
يلجأون لشقق يمتلكونها.
ويعد المغرب كذلك من الوجهات المحببة
للجزائريين بسبب الأسعار المعقولة المطبقة في المجال السياحي، وكذا بالنظر
إلى التقارب بين الشعبين من حيث العادات والتقاليد واللغة، ومع ذلك يشتكي
السائح الجزائري من غلاء تذكرة السفر باتجاه هذا البلد والتي تبلغ قيمتها 4
ملايين سنتيم، وتعد أغادير ومراكش الأكثر استقطابا
للجزائريين، كما تبقى منطقة شرم الشيخ بمصر من ضمن
الاتجاهات المفضلة رغم قلة الإقبال عليها بسبب عدم
استقرار الأوضاع هناك.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/132061.html