بنايات ووسائل نقل ذكية واقتصاد كبير في استهلاك الطاقة
عرضت المجموعة الألمانية والدولية ''سيمنس'' مجموعة من الحلول التكنولوجية،
في سياق استراتيجية شاملة تهدف إلى إقامة مدن تتوفر على وسائل ذكية، في
مجال المياه والنقل والبناء واقتصاد للطاقة بنسبة كبيرة.
عرض السيد
فاروق بن عبدون، المسؤول التنفيذي لفرع ''سيمنس'' بالجزائر، المزايا التي
توفرها الشركة الدولية، خلال ندوة صحفية بمقر الشركة بالعاصمة، مشيرا إلى
أن النمو السكاني المعتبر في إفريقيا، والجزائر بالخصوص، وتمركزه في المدن،
يحتم إيجاد وسائل مناسبة في مجال ترشيد استخدام واستهلاك الطاقة، ولكن
أيضا ضمان توفيرها، ومنح وسائل الراحة للسكان في المناطق الحضرية.
في
نفس السياق، شدد بن عبدون، في تصريح لـ''الخبر''، على أهمية التكوين
والتأهيل والجزأرة، مشيرا إلى أن نقل التكنولوجيا والمعرفة من الأولويات،
لذلك فإن ''سيمنس'' الجزائر تعكف دائما على إعطاء الأولوية لتكوين المؤهلات
والكفاءات الجزائرية لضمان تنفيذ الخدمات، فضلا عن إعطاء الاهتمام الكامل
للصيانة، وتوفير قطع الغيار وخدمات ما بعد البيع وتقليص التكلفة. بالمقابل،
كشف دافيد مورياس، مسؤول البنى التحتية والمدن لمنطقة المغرب العربي، عن
مخطط جديد للشركة يخص إفريقيا، حيث عكفت ''سيمنس'' على التحضير لمخطط شامل،
يسمح بتطوير عدة حلول مدمجة تتسم بالكثير من الإبداع والفعالية، وتضمن عدة
مزايا، مشيرا إلى أن إفريقيا ستشهد نموا كبيرا لسكان المدن، المقدرين بـ40
بالمائة، مضيفا أن ''سيمنس'' اعتمدت مؤشرا خاصا يعرف بمؤشر المدن الخضراء،
يشمل 11 مدينة إفريقية، منها العاصمة الجزائر، لدراسة إمكانية تطوير
الطاقات النظيفة. وأشار مورياس إلى أن نسبة 80 بالمائة من انبعاث غاز ثاني
أوكسيد الكربون تتسبب فيه المدن، كما أن نسبة 75 بالمائة من استهلاك الطاقة
يتم في المدن، لذلك فإن التحدي الذي يواجه الحكومات هو كيفية تنظيم المدن
التي تنمو بسرعة.
وتعكف ''سيمنس'' على تطوير عدة مشاريع في سياق المدينة
المستدامة، مع ضمان وسائل نقل أكثر فعالية ونجاعة، وبنايات ذكية أقل
استهلاكا للطاقة. وشرعت في ذلك من خلال مشروع شراكة لتطوير نظام الاتصال
والإشارة على شبكة السكك الحديدية في الجزائر، بعد إنشاء مؤسسة مختلطة
جزائرية ألمانية ''ايستل'' مع الشركة الوطنية لنقل بالسكك الحديدية، يضاف
إلى ذلك شراكة قائمة مع مؤسسة ميترو الجزائر، ومشاريع أخرى تتعلق بتقديم
حلول لمستشفيات ذكية، والتفاوض مع الصينيين لتوفير الحلول التكنولوجية
لمشروع المسجد الأعظم. وتجدر الإشارة إلى أن ''سيمنس'' متواجدة في الجزائر
منذ 1962، وإن تواجدت من قبل، حيث حصلت على أول سجل تجاري في الاستقلال،
وأقامت في 2002 شركة جهوية لاستثمار 300 مليون دينار، مع تنويع الخدمات
التي تقدمها في قطاعات متعددة، حيث أقامت مركز الطاقة الحرارية ''رأس
جنات''، بقدرة 704 ميغاواط لفائدة سونلغاز، ومركز توربينات الغاز
بالبرواقية بقدرة 500 ميغاواط، مع عقد استغلال وصيانة لمدة سبع
سنوات.
الخبر