تضطلع مؤسسات تعليمية ودعوية أهلية بدور رائد في نشر
الثقافتين الإسلامية والعربية في مختلف مناطق دولة أوغندا، وفق رواية الشيخ
يحيى إبراهيم محمد الأوغندي.
وقال الشيخ يحيى إبراهيم -وهو عضو اللجنة التنفيذية للمجلس
الأعلى الأوغندي، ونائب رئيس المحاكم الشرعية التابع للمجلس- للجزيرة نت
"إن الأراضي الأوغندية خصبة لنشر الثقافتين العربية والإسلامية".
وأشار إلى أن المراكز الإسلامية والمعاهد والمؤسسات التعليمية
الأهلية تقوم بدور رائد في نشر مبادئ الإسلام، مما يعزز موقع العربية
عموما في أوغندا. كما تحدث عن الجهود التي يبذلها المجلس الأعلى الإسلامي
في مجال الدفاع عن الإسلام ونشر العربية في مختلف محافظات أوغندا.
المراكز الدعويةبدوره
تحدث مدير الجامعة الإسلامية في أوغندا فرع كمبالا الأستاذ حامد عامر، عن
دور المؤسسات التعليمية والمراكز الدعوية في نشر العربية في أوغندا، وذكر
وجود أكثر من ثلاثين مركزا تعليميا ودعويا، إضافة إلى الجامعة الإسلامية
التي قال إنها هي الأخرى تقوم بدور محوري في نشر المبادئ الإسلامية
والثقافتين الإسلامية والعربية في البلد، ويعود تاريخ إنشاء الجامعة إلى 10
أبريل/نيسان 1988، وتتبع لمنظمة التعاون الإسلامي.
وفي هذه الجامعة يدرس الطلاب المبادئ الإسلامية والثقافة
الإسلامية الملائمة لكل التخصصات، فعلى سبيل المثال يدرس طلاب كلية القانون
القانون الجنائي الإسلامي والأحوال الشخصية، وطلاب الاقتصاد يدرسون مبادئ
الاقتصاد الإسلامي والبنوك الإسلامية، كما توجد تخصصات تدرس مختلف المواد
الإسلامية باللغة العربية، كما تقدم الجامعة دورات خاصة لتديس اللغة
العربية للناطقين بغيرها.
|
يحيى إبراهيم: الأراضي الأوغندية خصبة لنشر الثقافتين العربية والإسلامية (الجزيرة) |
وقال الطالب أكرم سلمان للجزيرة نت "التحقت بالجامعة
الإسلامية في أوغندا لتقوية ثقافتي الإسلامية، والعربية" وذكر أنها من أفضل
الجامعات المعترف بها في البلد على حد تعبيره.
ويأتي الطلاب من مختلف دول القارة الأفريقية، وأبرزها كينيا
وتنزانيا وإريتريا والصومال ورواندا وبورندي وجنوب السودان وجيبوتي وتشاد
وليبيا وجنوب أفريقيا وملاوي والكونغو الديمقراطية ونيجيريا وغيرها.
ويعد معهد بلال الإسلامي، ومعهد جنجا الديني من أبرز المعاهد
الإسلامية في أوغندا حيث تخرج فيهما أغلب الدعاة الأوغنديين، وفق رواية
الأستاذ حامد الذي تلقى هو الآخر تعليمه الإسلامي من معهد بلال.
ويعتمد المعهد الأخير على منهج الجامعة الإسلامية بالمدينة
المنورة، والطلاب المتخرجون فيه يلتحقون بمختلف الجامعات العربية
والإسلامية، وهو ما يساهم في تعزيز الثقافة العربية في أوغندا.
ويوجد عموما ما يقارب 33 معهدا إسلاميا، كلها تنشر الثقافتين العربية والإسلامية في مختلف مناطق أوغندا.
وسيتم فتح فرع تابع لكلية الدعوة الإسلامية الليبية في شهر
سبتمبر/أيلول القادم في كمبالا تحت رعاية المجلس الأعلى الإسلامي وفق رواية
الشيخ يحيى إبراهيم، وقال إن دعم المجلس الانتقالي الليبي للمركز الدعوي
التابع للمجلس الإسلامي الأعلى في أوغندا مستمر حتى الآن.
عقباتوتحدث
الشيخ يحيى عن عقبات ماثلة أمام نشر الثقافتين الإسلامية والعربية في
أوغندا، وأهمها قلة الإمكانيات المادية، مما لا يسمح بإنشاء مزيد من
المراكز والمؤسسات التعليمية والدعوية مع تشغيلها ونقص الكتب العربية أيضا،
وذكر أن ما يأتي من محسني الدول العربية ضئيل كما أنه موجه لبناء المساجد
فقط، خاصة أن تكلفة بناء المراكز والمدارس الأهلية كبيرة.
وذكر اعتماد مسلمي أوغندا على أبنائهم المتخرجين في الجامعات
العربية، وأشار إلى مساهماتهم القيمة في نشر الثقافة الإسلامية والعربية.
|
حامد عامر تحدث عن ضعف الدعم العربي للمؤسسات التي تنشر الثقافة الإسلامية (الجزيرة) |
وفي هذا السياق كشف الأستاذ حامد عامر -للجزيرة نت- عن وجود
ما يقارب ألف متخرج من الجامعات العربية في أوغندا، وقال "انخرط أغلبهم في
المؤسسات الأهلية التابعة لمسلمي أوغندا" إلا أنه أكد معاناتهم أيضا نتيجة
تدني الرواتب، وغياب فرص العمل لدى الجهة الرسمية.
وتحدث حامد عن ضعف الدعم العربي للمؤسسات الأهلية العربية
وغياب سياسات تعليمية أهلية ورسمية تؤدي إلى انتشار الثقافة العربية في
أوغندا بصورة واسعة النطاق.
واشتكى عامر من أن منح الدول العربية لأبناء أوغندا المسلمين
لا تكون غالبا في المجالات العلمية، واعتبر ذلك عقبة أمام الطلاب بعد
عودتهم إلى وطنهم، مما يضطرهم إلى استبدال تخصصاتهم الدينية بتخصصات غير
إسلامية بحثا عن حياة كريمة.
حلولواقترح الأستاذ حامد عامر في حديثه إنشاء
مراكز مهنية تدريبية لأبناء القارة الإفريقية، وتقديم منح علمية كالطب
والهندسة والبترول والمعادن والتكنولوجيا الحديثة، لتعزيز الثقافة العربية
والإسلامية في البلد، علما بأن المتخرجين من تلك التخصصات العلمية سينفعون
المسلمين وغير المسلمين، وهو ما يؤدي إلى تقوية العربية، والإسلام في البلد
على حد قوله.
وتحدث عن ضرورة تقوية العلاقات العربية الأوغندية في
المستويين الرسمي والشعبي، خاصة في المجالات التجارية والثقافية والعلمية
والدعوية، لدعم الثقافتين الإسلامية والعربية في أوغندا.
وربط حامد عامر مستقبل العربية في أوغندا بتقديم الدول
العربية المنح العلمية إلى أبناء أوغندا بمستقبل الثقافتين العربية
والإسلامية في البلد.
ولكن يحيى إبراهيم يخالف وجهة نظر عامر الشيخ، وتوقع مستقبلا مشرقا للعربية في أوغندا رغم العقبات الماثلة أمامها.
الجزيرة