معركة مجدو الخالده .. من الصفحات الناصعه للعسكريه المصريه
يقول أحد المؤرخين عن قوة مصر فى زمن الملك "تحتمس الثالث": "لا توجد هناك
قوة فى بلاد الشرق الأدنى تستطيع أن تواجه الجيش المصرى الذى نال تدريباً
عسكرياً ممتازاً، وفاز بقيادة ملك عبقرى هو فرعون مصر العظيم …".
وقد ورد ذكر مدينة مجدو، في حوليات الفرعون (تحتمس الثالث) التي تعود إلى القرن الخامس عشر ق.م.، حيث ذكر فيها، أنه استطاع
عام 1468 ق.م، أن يهزم جيش الكنعانيين، والذي كان عبارة عن ائتلاف لجيوش
عدة، من الملوك والأمراء لعدد من المدن الكنعانية، ضد النفوذ الفرعوني
المصري في كنعان وسوريا، حيث جمع ملك مجدو حوله، ثلاثة وثلاثون ( 33 )
أميراً بجيوشهم، وكان سلطان هؤلاء ممتداً من شمال قطنة إلى بحر الجليل والى
مجدو جنوباً، ولما علم الفرعون المصري (تحتمس) بذلك التحالف
دعا قادة جيشه، وعرض عليهم الموقف، ووضعوا خطة للقتال قيل عنها:
(إنها خطة متقنة، وذات مناورة ناجحة، ليس لها أية سوابق في تاريخ الدول الأخرى، وتدل على عبقرية تحتمس الثالث كقائد حربي عظيم).
و قد قام "تحتمس الثالث" بتنفيذ خطته التي رسمها لنفسه من بادىء الامر
،فقد سار بجيشه من قلعة"سيله" (وهي القنطرةالحالية) و وصلوا الى
مدينة"يحم" و عسكر الجيش فيها بضعة ايام استطاع في خلالها "تحتمس" ان يطلق
عيونه ليقفوا على مواقع العدو ومكامنه.
و بعدها عقد الفرعون
مجلسه الحربي ليتشاور مع ضباطه في أحسن الطرق التي يجب ان يقتحمها الجيش
الى "مجدو ، و الاختيار بين طريقين ،الاول: عبور الحافة الى المدينة
والثاني أن يدور حول الشمال الغربي عبر احدى المدن هناك وينتهي في السهل
عند شمال مجدو،او يتجه جنوبا الى ناحية الشرق نحو مدينة اخرى ثم يعود
فينحرف الى الشمال الغربي حيث يمر الطريق بالحافة فيدخل من الجنوب الشرقي.
وراي المتسشارون ان الطريق الاول "الممر الجبلي "محفوف بالمخاطر حيث يمكن
القضاء بسهولة على مقدمة الجيش ومؤخرته،وفضلوا اجتياز الطريق الثاني الاسهل
والاكثر امنا ،غير ان "تحتمس الثالث" بثاقب نظره وبرؤيته العسكرية
المتميزة راى ان يسلك الطريق الاول الاصعب على اعتبار ان العدو لن يتوقع
اجتياز الجيش المصري لهذا الطريق بل يستبعد حدوثه تماما لانه كان يعني
افناء الجيش المصري باكمله،وكان "تحتمس الثالث" محقا فيما راى اذ كانت قوات
العدو قد تمركزت بالفعل عند الطريق الثاني معتقده ان الجيش المصري سوف
يسلك هذه الطريق.
و هكذا فاجىء الجيش المصرى العدو من هذا الطريق و
عندما دارت المعركة، خارت قوي جيوش التحالف الكنعاني، وفرت خلف أسوار
المدينة، ومن بينهما ملكا قادش و مجدو، وحوصرت مدينة مجدو لمدة سبعة أشهر،
قبل ان تسقط، وتمكن الجيش الفرعوني المصري بقيادة الفرعون (تحتمس الثالث)
بعدها، من تحقيق نصر حاسم، أدى إلى إخضاع ملوك الكنعانيين، للسيطرة
الفرعونية المصرية لسنوات طويلة.
وقد سجلت اخبار هذه الانتصارات
في"مجدو" على جدران معابد الكرنك لتصبح بمثابة سجل واف ،يحكي تفاصيل اخبار
هذه المعركة التي اصبحت علامة بارزة في تاريخ العسكرية في مصر القديمة .
و تستمر سلاسل الابطال و القادة العظام من الفراعنة صناع التاريخ الى الاحفاد صناع المجد
و البطولات المصرية