مارتي كوتشاك*
بعد 11 عاماً من التطوير المستمر وإنفاق ما يزيد على 39 مليار دولار
أميركي، مازال برنامج طائرة أف -35 لايتنيغ 2 F-35 Lightning II ، على
مساره الصحيح، وذلك بعد إنجاز عدد من المراحل المهمة مؤخراً في مجال
اختباره وتطويره. وفضلاً عن النجاحات المهمّة التي حققها هذا البرنامج
(المعروف أيضاً ببرنامج المقاتلة الضاربة المشتركة) مع وزارة الدفاع
الأميركية، فإنّه يشهد توسّعاً ليشمل زبائن عسكريين عالميين وشركاء صناعيين
آخرين.
تمثّل طائرة F-35 محور برنامج الطائرة
التكتيكية المستقبلية الخاص بوزارة الدفاع الأميركية، ومن شأنها أن تلعب
دوراً مهماً في مجال خطط تحديث القوات العسكرية. ومن المعروف أن تطوير
طائرة الجيل الخامس هذه يتم ضمن ثلاثة نماذج. فسيكون النموذج "أ" الخاص
بسلاح الجو الأميركي عبارة عن طائرة متعددة المهام (دورها الأساسي المهام
جوّ-أرض) ستحلّ محل طائرتي F-16 و A-10 وتعمل بتكامل مع طائرة F/A-22.
أمّا النموذج "ب" ستوفل (للإقلاع الموجز والهبوط العامودي) الخاص بفيلق
مشاة البحرية الأميركي، فسيحلّ محل الطائرات AV-8B و F/A-18 وسيمثل نموذج
المقاتلة الضاربة الوحيدة التابعة لهذه القوات. أما بالنسبة للنموذج "ج"
الخاص بسلاح البحرية الأميركي فسيكون عبارة عن مقاتلة تعمل انطلاقاً من
حاملات الطائرات تعمل بتكامل مع أسطول مقاتلات F/A-18E/F.
تبلغ قيمة اقتناء برنامج F-35 أكثر من
تريليون دولار أميركي، وهو الأكبر حول العالم، ويتضمن ذلك احتساب تكاليف
العمليات والدعم. وقد أعلن مؤخراً جورج ليتل، السكرتير الصحفي الخاص
للبنتاغون أنّه وبحسب قيمة الدولار اليوم فإنّ تكاليف الإنتاج المقدّرة قد
تبلغ 81.4 مليون دولار للطائرة الواحدة، و 94.9 مليون دولار عند تعديل
الكلفة بحسب التضخّم المالي مع الأخذ بعين الاعتبار قيمة الدولار في العام
2019.
وفي حين ستنخفض الميزانية العسكرية
الأميركية خلال الأعوام العشرة القادمة، فإن البنتاغون يبقى ملتزماً بتسليم
طائرة F-35 ولو بحسب الأسعار المخفّضة. وفي هذا الإطار أوضح مايكل
سوليفان، مدير تحليل المشتريات لدى مكتب المساءلة التابع للحكومة خلال جلسة
للكونغرس خاصة بالموازنة هذا الربيع، أنه قد تمّ التخطيط لبناء 265
مقاتلة F-35 بحلول العام 2017، عوضاً عن 1600 طائرة كان قد تم التخطيط
لبنائها حتى تلك السنة. وعلاوة على نسبة التملّك المخفّضة في المستقبل
القريب، أعلن فرنك كندال، مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون المشتريات
والتكنولوجيا والدعم اللوجستي للجنة القوات المسلّحة التابعة لمجلس النواب
الأميركي في شهر آذار/مارس الماضي أنّ وزارة الدفاع ستبقى بحاجة "للقائمة
الموضوعة والتي تتضمّن 2443 طائرة نفاثة من هذا النوع." وقد يكون تحقيق
هذا الهدف مجازفاً فيه من بسبب التوقعات الموجعة لميزانية وزارة الدفاع
خلال الفترة المتبقية من هذا العقد.
يتمّ إنجاز العديد من المراحل الاختبار
والتقييم المهمة بسرعة كبيرة للسماح للنماذج الثلاث لمقاتلة أف – 35 بأن
تدخل الخدمة في العام 2015 تقريباً. وتتضمّن الإنجازات الأخيرة إعادة تزويد
طائرة F-35A بالوقود للمرة الأولى خلال الليل في شهر آذار/مارس بالإضافة
إلى أوّل طيران ضمن تشكيل جوي للنموذج نفسه في نيسان/أبريل.
وعلاوة على عمليات التطوير التي تجري ضمن
القدرات العسكرية الأميركي، فإن البرنامج يتطوّر سريعاً ليتحوّل إلى جهدٍ
عالميٍّ حقيقي. وتعتب المملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا وأستراليا وكندا
والدانمرك والنرويج وتركيا وإسرائيل واليابان وسنغافورة جميعاً شركاء أو
مشاركين في برنامج تطوير الطائرة. وفي هذا الإطار فإن قسم العلاقات العامة
التابع لمكتب F-35 في أرلنغتون في فرجينيا لم يجب عن السؤال حول اهتمام
الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي بهذه الطائرة.
وكانت حكومة اليابان قد وقّعت مؤخراً على
عقد لشراء أوّل أربع مقاتلات من بين 42 مقاتلة، كانت أعلنت في كانون
الأول/ديسمبر من العام 2011 أنّها ستشتريها. كذلك، أكّدت النرويج في شهر
حزيران/يونيو الماضي رغبتها الشاملة بشراء ما يصل إلى 52 طائرة F-35 من
النموذج "أ" للقوات المسلّحة النرويجية وطلبت أوّل مقاتلتَين. هذا ويتعيّن
على المملكة المتحدة تسليم أول طائرة F-35 من النموذج "ب" في وقت لاحق من
هذا الشهر ربما خلال معرض فارنبورو الجوي الدولي.
وفي هذا السياق صرّحت لوري تورتوريلو
كوينسي، مديرة العلاقات الإعلامية لدى شركة لوكهيد مارتن أيرونوتكس
Lockhead Martin Aeronautics، لموقع SDArabia.com أنّه نظراً لأنّ لوكهيد
مارتن أيرونوتكس هي المتعاقد الرئيسي لمقاتلة F-35، فقد جمعت هذه الأخيرة
فريقاً من الشركاء العالميين يتضمّن نورثروب غرومان Northrop Grumman و بي
أي إي سيستمزBAE systems و برات أند ويتني Pratt & Whitney.
يتمّ الجمع النهائي لطائرات F-35 في شركة
لوكهيد مارتن أيرونوتكس في فورت وورث في تكساس. وستعمل شركة نورثروب غرومان
في بلمدال وإل سيغوندو في كاليفورنيا على تصنيع الجزء الأوسط من جسم
الطائرة، وستعمل على تصنيع الجزء الخلفي شركة BAE Systems في سملسبوري في
إنكلترا. أما شركة لوكهيد مارتن في فورت وورث فستصنع الجزء الأمامي من جسم
الطائرة بالإضافة إلى الأجنحة. وستزوّد شركة Pratt & Witney المحركات
بالوقود لنماذج F-35 الثلاثة لطائرات الولايات المتحدة الأميركية بالإضافة
إلى طائرات الدول الأخرى.
ويرى شركاء F-35 العالميون عائدات صناعية مبكرة على مصاريفهم الخاصة بالمقاتلة، مع نشاط ملحوظ على المستويَين الثاني والثالث منهم.
وقد أعلنت شركة BAE Systems في شهر
آذار/مارس، افتتاح قدرة إنتاجها الموسعة في سملسبوري في منشأة إنكلترا.
وأعلن بيان صادر عن الشركة أنّ "المنشأة المصنّعة الجديدة تشكّل جزءاً من
استثمار تبلغ قيمته 150 مليون جنيه استرليني (235.4 مليون دولار أميركي)
ضمن برنامج F-35 في سملسبوري، من شأنه يمكّن العاملين عند تشغيله بالكامل
من إنتاج جزء خلفي من جسم الطائرة كل يوم، بالمقارنة مع عملية الإنتاج
اليوم التي تطلّب أسبوعاً لكلّ جزء خلفي. ويشكّل هذا التوسيع الجزء الثاني
من مخطط تطوير للمنشأة يمتد على 3 مراحل مع تهيئة البرنامج لذروة الإنتاج
في العام 2016."
تجدر الإشارة كذلك إلى أنّ النرويج حصلت على
التزامٍ ثابت من الولايات المتحدة الأميركية لتزويد مقاتلة F-35 بالصاروخ
الضارب المشترك JSM من شركة Kongsberg، وهو برنامج ما زال قيد التطوير
حالياً.
المصدر : http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=26721&cat=4