سيتلقى الجيش الأميركي معدات اتصال جديدة تدخل الخدمة مع اعتماد تدريبات جديدة لذلك، من ضمن برنامج "مجموعة القدرة 13" (Capability Set 13) في 13 تشرين الأول/أكتوبر القادم. وسيشكّل فريق قتال اللواء الثاني ضمن الفرقة المدرّعة الأولى، وقاعدته فورت بليس تكساس، أوّل طرف في الجيش الأميركي يتلقّى أكثر من 15 نظاماً جديداً مدرجاً في المجموعة.
كذلك سيتمّ تجهيز 14 لواءً بتكنولوجيا التشبيك في العامَين القادمَين، والتي توفّر معلومات مثل موقع الصديق والعدو والنقل الفيديوي المباشر عبر الانترنت حتى مستوى الجندي الراجل، وتوفر العديد من الفوائد الأخرى.
ستتسلّم 8 ألوية في الجيش الأميركي المعدات التي تشكّل مجموعة القدرة 13 (Capability Set 13). وتتضمّن هذه المعدات قدرات اتصال مثل نت ووريور Net Warrior وشبكة معلومات المحارب- التكتيكية 2 Warfighter Information Network- Tactical2 (WIN-T2)، وجهاز راديو ريفلمان Rifleman Radio، والشكل الموجي لجهاز الراديو الخاص بالجندي (Soldier Radio Waveform). كذلك، سيتم تجهيز 6 ألوية إضافية بمجموعة القدرة 14 في العام التالي.
وفي هذا الإطار أعلن العميد جون ب. موريسون جونيور، مدير شبكة الحرب البرية/ قيادة المهام في الجيش الأميركي:" للمرة الأولى، سيتمكن جنودنا وقادتنا من تحديد موقع كلّ شخص على أرض المعركة. سنتمتع بهذا المستوى من إدراك الواقع الميداني. كما سنتمكّن من إيصال الأوامر والبيانات للقادة الراجلين على الأرض، وسيكون ممكناً نقل الصور بتدفق في كلا الاتجاهَين. تخيّل قوّة هذه القدرة التشغيليّة في الوقت الذي نوسّع فيه الشبكة ونجعلها متحرّكة بحق لتتّجه إلى حيث يكون هناك حاجة لقوّتنا".
تتضمّن مجموعة القدرة 13 أحدث نسخة من شبكة الاتصالات التكتيكية وهي WIN-T الإضافة الثانية، والتي ستشكل العمود الفقري لهذا النوع من الاتصالات.
وقد أوضح العميد راندال أ. دراغون ، قائد، قيادة تحديث اللواء: "من شأن هذه الشبكة أن توسّع عدد عقد الاتصالات التي يمكننا العمل بواسطتها في ساحة المعركة." وأضاف أنّه قبل المرحلة الراهنة، وبوجود شبكة WIN-T، كان إدراك الواقع الميداني التام محدوداً بثماني مراكز قيادة. أمّا اليوم، ومع استخدام شبكة WIN-T مع الإضافة الثانية (Increment 2)، تتوسع قدرة تشبيك الاتصالات لتشمل 58 مركز قيادة مفترض، كمنشأة لإدراك الواقع الميداني. تتضمّن هذه المنشآت مراكز ثابتة ومتحرّكة على حد سواء تسمح للقيادي وللآمر بمغادرة قاعدة العمليات، مع المحافظة، خلال تحرّكهم، على القدرات التي يتّمتعون بها خلال تواجدهم في موقعهم الثابت.
إنّ نظام شبكة WIN-T بالإضافة الثانية، الذي يتضمّن قدرة الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية مثبتة على مركبة، بحيث تؤمّن اتصال عبر القمر الاصطناعي إلى مستوى السريّة، مما يمنح الجنود الأقرب إلى وطيس المعارك قدرة اتصال أفضل.
وتتضمّن مجموعة القدرة 13 أيضاً نظام شبكة Net Warrior الذي هو عبارة عن عتاد يرتديه الجندي، يشغّل التطبيقات المتعلّقة بالعمليات ويسمح للجنود بالتواصل مع المقرّ الرئيسي الأعلى. وبحسب موريسون، فقد تمّ تعديل شبكة Net Warrior لجعلها أخفّ بالنسبة للجندي الذي يرتديها.
كانت شبكة Net Warrior في ما قبل تحتوي على متطلبات "أكثر من قديمة قليلاً" بحسب موريسون. لم يكن قد تمّ التدقيق بهذه المتطلبات من خلال عملية تقييم دمج الشبكة التي أجراها الجيش الأميركي. كان النظام يتضمّن أساساً جهاز كومبيوتر موضوع في حقيبة ظهر وشاشة عرض عينية ويزن حوالي 14 باوند.
"وهذا آخر ما يجب أن يرتديه جندي المشاة الذي يحمل أصلاً مجموعة كبيرة من الأغراض"، حسب قول موريسون.
وأشار العميد موريسون إلى أن عتاد "نت ووريور" قد خضع الآن لتدقيق عبر برنامج تقييم دمج الشبكة ) NIE)، وأُجريت تعديلات لإضافة هواتف ذكية تعمل بنظام أندرويد Android متّصلة بجهاز راديو ريفلمن Rifleman. واليوم أصبح النظام أخف وزناً، والمتطلبات أكثر ملاءمة مع حاجات الجندي. كذلك، بات من الممكن إدخال هذا العتاد إلى الخدمة في وقت أسرع، وسيتمكن الجيش من توفير حوالي 800 مليون دولار.
وهكذا فمن شأن الازدواجية بين نظامي Net Warrior و Win-T بإضافته الثانية توسيع الشبكة لتصل إلى مستوى الجندي عبر جهاز محمول يدويّاً.
وقال دراغون:"سنجد أنه على مستوى المشاة، لدى الفريق المؤلّف من 4 جنود، يستطيع الآمر النظر إلى الشاشة ورؤية مكان الجميع حوله. إنّها ميزة إضافية بالغة الأهميّة. في الأساس، يحاول آمر الفريق والجنود الإجابة على الأسئلة "أين أنا؟"، "أين هم رفاقي؟"،"أين هو مكان الخطر؟"، ومن ثم "كيف يمكننا إطلاق نار فعّالة؟""".
وأشار دراغون إلى أنّ مجموعة القدرة 13 توفر إمكانية تأمين المعلومات حول مواقع الجنود كما تسمح لهم بالولوج إلى معلومات قاعدة البيانات مثل نظام التقارير البري التكتيكي التابع للجيش بالإضافة إلى النقل الفيديوي الكامل الحركة.
علاوة على ذلك، فإنّ مجموعة القدرة 13 ترفع قدرة النيران، بما فيها قدرة التعيين بالليزر المتعلّقة بقدرة تعيين لاسلكية للأهداف.
وأوضح دراغون: "هذا الخيار يسمح لي بنقل المعلومات مباشرة لوحدة إطلاق النار، والتي قد وردت من قبل مراقب أمامي موجود في الميدان، وذلك بدون إمكانية نقل الأرقام أو المعطيات. وقد أصبح كلّ شيء إلكترونيّاً الآن، ما عدا قرار القيادة بوجوب إطلاق النار أو عدمه، وذلك يبقى خاضعاً لتدخّل البشري، كما يُفترض."
تم اختبار نظم مجموعة القدرة 13 مؤخّراً ضمن برنامج تقييم دمج الشبكة 12.2 في حقل وايت ساندز لرماية الصواريخ، في نيو مكسيكو وقاعدة فورت بليس في تكساس. هناك تحقق الجنود من قيادة الاختبار والتقييم التابعة للجيش الأميركي من صحّة النظم في حالات مشابهة لأوضاع القتال، للتأكد من أنّها تعمل بشكل صحيح. في الواقع، إنّ الهدف هو التأكد من أن التجهيز يعمل كنظام مدمج، قبل نشره في العمليات العسكرية في الخارج، وهو يشكّل جزءاً من إستراتيجية امتلاك جديدة تسمى "إدارة مجموعة القدرات" حسب قول العقيد دانيال ب. هيوز، مدير مديرية دمج نظام النظم التابع للجيش الأميركي.
فبفضل إدارة مجموعة القدرات، لم يعد ضرورياً بالنسبة للعديد من المديرين التنفيذيين للبرامج وحوالي 100 من الإداريين، أن يأتوا إلى الوحدة لإجراء التجربة على معدات ونظم منفصلة، ومحاولة دمج ما يعرضونه مع ما تمتلكه هذه الوحدة أساساً.
وقال هيوز: "إنّ إدارة مجموعة القدرات ليست سوى جمع كافة هذه القدرات في قدرة واحدة معاً."
وأضاف هيوز أنّه باستخدام إدارة مجموعة القدرات، يتمّ نشر المعدات دفعة واحدة لدى الوحدة العسكرية، وتكون مدمجة أساساً وموصولة معاً، ولم يعد من الضروري أن تحدث هذه العملية خلال القتال. كما أشار إلى أنّ هذه الوحدة تعلم على ماذا تحصل وتستطيع إنجاز ذلك في الوقت المناسب، مما يوفر الوقت من خلال مزامنة عملية الوضع في الخدمة والتدريب.
المصدر :http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=26734&cat=4