يعود
السواد الأعظم من برامج تطوير الصواريخ التي تطلق من سفن البحرية
الأميركية إلى الأسلحة المخصصة لتدمير الصواريخ البالستية القصيرة المدى
وفي مرحلة المسار المتوسط والتهديدات الجويّة الأخرى، وهي متطورة جداً. في
الوقت عينه، يستمرّ سلاح البحرية بالاستثمار في مجال الصواريخ المخصصة
لتدمير السفن والغواصات المعادية في المدى الأقرب.
ولعلّ أهمّ التطويرات على مستوى الصواريخ تتمثّل بثلاثة برامج صواريخ ستاندرد (SM) جديدة.
ففي 26 حزيران/يونيو، أنهت البحرية
الأميركية اختبار الطيران الناجح الثاني الذي أجرته على الصاروخ الاعتراضي
الموضوع قيد التطوير أس أم-3 بلوك آي بي (SM-3 Block IB) من رايثون
(Raytheon)وعلى نظام السلاح الواسع الانتشار إيجيس (Aegis BMD 4.0.1) من
الجيل الثاني من لوكهيد مارتن.
من شأن نظام Aegis BMD 4.O.1 والصاروخ
الاعتراضي SM-3 Block IB أن يحسّنا قدرة السفينة على الاشتباك مع الصواريخ
البالستية ذات المدى الأبعد والأكثر تطوّراً، والتي قد يتمّ إطلاقها بأحجام
أكبر. يتميّز الصاروخ الاعتراضي SM-3 Block IB بباحث عامل بلوني الأشعة
تحت الحمراء، ويوفر حساسية محسنة في اكتساب الأهداف الأبعد مدى، ومعالجة
عالية السرعة لتمييز الهدف. ويتميّز كذلك بمعالج إشارة متطوّر محمول وبنظام
تحكّم بوضعية الصاروخ بالانحراف الموجّه(TDACS) للمناورة.
وقد أعلن المدير الأعلى للعلاقات العامة
لدى شركة رايثون للنظم الصاروخية لموقع الأمن والدفاع العربي SDA أنّ هناك
اختبار طيران واحد متبقٍّ يجب إجراؤه على برنامج Block IB هذه السنة بغية
الانتقال إلى مرحلة الإنتاج بوتيرة كاملة.
يشمل شركاء رايثون الصناعيين في برنامج SM-3 Block IB الشركات التالية: Aerojet و General Dynamics
و ATK و Boeing و Kaman Precision Products و Honeywell و Northrop Grumman.
ويذكر أنّ سلاح البحرية الأميركي يتقدّم في
العمل على إدخال صاروخ SM-6 ذي المدى والدقة المعززين في الأسطول. في
الواقع، إنّ صاروخ SM-6 الذي يجمع قدرات المعالجة المتطوّرة للإشارات
والتحكّم بالتوجيه الخاصة بصاروخ أمرام (AMRAAM) جو- جو المتوسط المدى
المتقدم، مضافة إلى صاروخ ستاندارد القياسي، يوفر مدى مطوّل في الدفاع
الجوي، فوق البحر والبرّ. وفي شهر أيار/مايو من العام الحالي اقترب
البرنامج من تحقيق القدرة العملياتية الأساسية في الأسطول، وذلك مع قيام
البحرية الأميركية بتوقيع عقد مع شركة رايثون لقاء البدء بالإنتاج الأولي
بوتيرة منخفضة لصواريخ SM-6. يشار إلى أنّه من المتوقّع أن ينجز العمل على
هذا البرنامج في شهر آذار/ مارس من العام 2015.
وفي هذا الإطار صرّح باترسون أنّه "من
المخطط أن تقوم الشركة بالمزيد من الاختبارات في البحر لنظام SM-6 في وقت
لاحق من هذه السنة." وأردف قائلاً :"كما أنّه من المتوقّع أن تدخل صواريخ
SM-6 خط الإنتاج في مصنع الصواريخ الجديد التابع للشركة في هانتسفيل-
ألباما في أوائل السنة القادمة."
يشمل شركاء رايثون الصناعيون في برنامج SM-6 شركات : Aerojet و L3 Communicatons و Honeywell و Eagle Picher و Herley و Moog.
كما يستمر العمل أيضاً بوتيرة سريعة على
مرحلة التصميم الهندسي لصاروخ SM-3 Blok IIA وتطويره. ومن المفترض تنفيذ
عملية نشر النظام في العام 2018.
من جهة ثانية، يعتبر نظام SM-3 Block IIA
مشروع تطوير مشترك بين الولايات المتحدة واليابان. وستسمح محركات الصاروخ
الأكبر حجماً ورأسه الحربية العاملة بالطاقة الحركية بتحقيق مساحة مصانة
بشكل أكبر مما سيحمي الولايات المتحدة وحلفاءها من الصواريخ البالستية.
يشار إلى أنّ شركة ميتسوبيشي Mitsubishi هي
المتعاقد الرئيسي في ما يتعلّق بالمحتوى الياباني للصاروخ، مثل مقدمته
المخروطية الشكل والمرحلة الثانية والثالثة منه. إنّ أهمّ متعاقد ثانوي مع
رايثون هو شركة Aerojet التي تعمل على نظام التحكّم بوضعية الصاروخ
بالانحراف الموجّه TDACSو وحدة الدفع المعزّز MK72 (المرحلة الأولى).
وفي الوقت الذي لم يتمّ فيه التخطيط لأي
تحسينات كبيرة في الأمد القريب على الصواريخ الأميركية التي تطلق من السفن
والمصمّمة لتدمير سفن السطح والغواصات، فإن سلاح البحرية يستمرّ بطلب
المزيد من هذه الأسلحة.
وخلال الشهر الحلي، وقّعت البحرية
الأميركية على عقد مع شركة لوكهيد مارتن لإنتاج مركبات 22 صاروخ مضاد
للغواصات يطلق عموديًّا (VLA).
والسلاح VLA هو عبارة عن صاروخ مضاد
للغواصات يتم إطلاقه من على متن السفينة، وهو مصمّم لتوصيل الطوربيدات
الخفيفة الوزن MK 46 Mod 5A أو MK 54 Mod 0 إلى نقطة قريبة من الغواصة
الهدف.
يوضع الصاروخ في نظم الإطلاق العمودي MK41 من لوكهيد مارتن، على متن الطرادات والمدمّرات التابعة للبحرية الأميركية.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أنّه وعند نشر هذا
المقال أعلنت بوينغ أنها وقّعت عقداً مع قيادة النظم الجوية البحرية
الأميركية لإنتاج حوالي 90 صاروخ Harpoon Block II مع المعدات الخاصة به
للولايات المتحدة الأميركية ولأربعة جيوش أجنبية.
يتميّز صاروخ Harpoon Block II بقدرة
مستقلّة للعمل في كافة الظروف الجويّة وما وراء الأفق، كما أنّه قادر على
تنفيذ مهام ضد أهداف بحرية وبريّة. كما أنّه يمكن إطلاق هذا الصاروخ من على
متن الغواصات والطائرات.
تستمرّ البحرية الأميركية أيضاً بمعالجة التحدي المتعب المزعج لتحقيق الهزيمة بالقوارب الصغيرة والأسلحة التي تطلق من السفن.
وقد أُفيد عن تحقيق تقدّم في هذا المجال في
شهر أيار/مايو، حيث أعلنت شركة رايثون أن البحرية الأميركية أثبتت قدرة
صاروخها Griffin B على الاشتباك مع القوارب الصغيرة السريعة الحركة خلال
عملية اختبار إطلاق نار حيّ.
خلال هذا الاختبار، الذي جرى في أواخر
الربع الأول من العام 2012، تمّ إطلاق 3 صواريخ Griffin من قاعدة إطلاق
مرتكزة في المياه على ثلاث أهداف قوارب سريعة بعيدة عن بعضها، على بعد أكثر
من كيلومترين. تمّ توجيه الصواريخ بواسطة الليزر وقد أصابت هذه الأخيرة
الأهداف مباشرةً، محققة بذلك أهداف الاختبار.
من المحتمل أن يستخدم صاروخ Griffin B على
متن سفينة القتال الساحلية الجديدة والسفن الموجودة لدى البحرية بغية
استخدامها في البحر أو على الميناء.
مارتي كوتشاك
مراسل موقع الأمن والدفاع العربي في الولايات المتحدة الأميركية