نتخابات ليبيا.. غرب مبتهج وشرق متقلب
بدأت اليوم انتخابات المؤتمر الوطني العام في ليبيا وسط أجواء من الفرح والتفاؤل خصوصا في المناطق الغربية من ليبيا، بينما اختلفت الصورة نسبيا في بعض مناطق الشرق الليبي. ووصف مسؤول حكومي كبير سير عملية الاقتراع بأنها طبيعية.
وفتحت صناديق الاقتراع في الساعة الثامنة صباحا بأغلب المناطق الليبية، وبدأ المواطنون يدلون بأصواتهم في جو من الأمل بأن تتمكن هذه الانتخابات من وضع حد لحالة عدم الاستقرار التي تعيشها مناطق عديدة من ليبيا.
وأدلى رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب بصوته في مكتب انتخابي بالعاصمة طرابلس، وقال إن انتخابات المؤتمر الوطني العام تسير بشكل طبيعي، باستثناء بعض التطورات البسيطة التي يمكن أن تحدث في أي بلد من العالم.
ولوحظ إقبال كثيف على صناديق الاقتراع بمدينة طرابلس في جو من الفرح والتفاؤل، بينما كان الإقبال ضعيفا لحد الساعة في مدينة بنغازي بالشرق الليبي.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن رجال الشرطة وجنودا من الجيش الليبي يحرسون مراكز الاقتراع، ويفتشون الناخبين والعاملين في الانتخابات.
ولوَّح بعض الليبيين بعلامة النصر عند دخولهم المراكز للإدلاء بأصواتهم، بينما أطلق السائقون أبواق سياراتهم تحية للمقترعين، وهتف البعض الآخر "الله أكبر" من نوافذ سياراتهم.
وتفيد مصادر من المفوضية العليا للانتخابات بتعليق الانتخابات في بعض مناطق الشرق الليبي، وتحديدا في مدينتي أجدابيا والبريقة، بسبب المخاوف من حدوث اضطرابات بعد سرقة المواد الانتخابية من أغلب مراكز المدينتين.
وقال رئيس مركز اقتراع في طرابلس إن العملية تجري بكل يسر وسهولة، مؤكدا أن كل موظفي مكتب الاقتراع حضروا مبكرا، وبدأ التصويت في الوقت المحدد من قبل المفوضية وهو الساعة الثامنة صباحا.
ولوحظ غياب معظم ممثلي الكيانات والقوائم السياسية عن مراكز الاقتراع، مقابل حضور لافت للمراقبين المحليين الذين حضروا بكثافة وقوة في عدد من المراكز الانتخابية.
وسجل للمشاركة في هذه الانتخابات نحو ثلاثة ملايين ليبي لاختيار 200 مرشح لعضوية المؤتمر الوطني العام، كما يترشح له أكثر من ثلاثة آلاف مترشح بينهم أكثر من 2500 مرشح مستقل، والباقي يتبع لأكثر من ثلاثمائة كيان سياسي ترشح لهذه الانتخابات الحاسمة في تاريخ ليبيا.
وحضر عدد من المراقبين العرب وغير العرب انطلاق العملية في عدد من مراكز مدينة طرابلس. وقال أحد المراقبين العرب للجزيرة نت وهو المدير التنفيذي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان محمد راضي، إن العملية تجري حتى الآن في جو جيد على الأقل في المراكز التي عاينها وفد المنظمة.
وأضاف أن صناديق الاقتراع في هذه المراكز افتتحت في الوقت المحدد لها، وأن الإقبال كان كبيرا وكثيفا، وتجري العملية بيسر وانطلاق في جو من الفرح والسرور والتفاعل.
وأبدى الكثير من المواطنين الليبين الذين استطلعت الجزيرة نت آراءهم في محيط مراكز الاقتراع، فرحتهم وسرورهم بهذه العملية، ودعوا المواطنين إلى عدم تفويت الفرصة عليهم، وأعربوا عن أملهم في أن تجري العملية بكل أمن وسهولة، وأن تفتح الباب أمام تحول ديمقراطي حقيقي في ليبيا.
لشرق
غير أن التهديد الأكبر يأتي -بحسب وكالة رويترز- من المنطقة الشرقية وحاضرتها مدينة بنغازي مهد الثورة التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي قبل نحو عام، والتي تشكو من إهمال الحكومة المؤقتة لها في طرابلس الغرب.
ومع ذلك اتسمت الساعات الأولى من التصويت هناك بالهدوء، وتجاهل الكثيرون دعوات مقاطعة الانتخابات احتجاجا على تخصيص 60 مقعدا فقط للمنطقة الشرقية في البرلمان الجديد، مقارنة بـ102 مقعد للغرب.
وكانت مناطق الشرق الليبي قد شهدت احتجاجات واسعة في الفترة الماضية ضد توزيع مقاعد المؤتمر الوطني العام، حيث شكا المحتجون من إهمال الحكومة المؤقتة لمناطقهم التي اندلعت منها الشرارة الأولى لثورة 17 فبراير/شباط.
وكان محتجون مسلحون قد نهبوا الأحد الماضي مقر المفوضية العليا للانتخابات في بنغازي، بينما أضرم آخرون النار في مخزن يحتوي على أدوات للتصويت في مدينة أجدابيا.
وتأتي هذه الانتخابات بعد أكثر من ثمانية أشهر على ما عرف بإعلان التحرير يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكان يفترض أن تنظم هذه الانتخابات يوم 19 يونيو/حزيران الماضي، لكنها أجلت لاعتبارات فنية ولوجستية.
ومن المقرر أن تُعلن نتائج الانتخابات خلال أسبوع من عمليات التصويت.