قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول فرض أمر واقع في المسجد
الأقصى الشريف، وذلك من خلال الوجود اليومي لجيش الاحتلال ومستوطنيه والمجموعات اليهودية في باحاته.
ووفق بيان للمؤسسة تلقت الجزيرة نت نسخة منه، فإن دراسة
إحصائية ميدانية -أعدتها مؤخرا بالتعاون مع مؤسسة عمارة الأقصى
والمقدسات- أوضحت أن الوجود اليومي يأخذ شكل اقتحام المستوطنين وجولات شبه
يومية، وأداء صلوات يهودية وطقوس تلمودية فيه أحيانا، ودخول الجنود بلباسهم
العسكري وقيامهم بجولات استكشافية وإرشادية أحيانا أخرى، إضافة إلى اقتحام
مجموعات من المخابرات أبنية المسجد.
صورة نمطية
وأوضحت
مؤسسة الأقصى أن الاحتلال يحاول تعزيز الوجود اليهودي في الأقصى، خاصة في
الفترة الصباحية بواقع 450 مستوطناً وثلاثمائة عنصر من المخابرات والجنود
بلباسهم العسكري شهرياً، "بهدف إيجاد صورة نمطية روتينية بالوجود اليهودي
في الأقصى".
|
الاحتلال يعزز الوجود اليهودي في الأقصى بواقع 450 مستوطناً وثلاثمائة جندي (الجزيرة) |
وحذرت المؤسسة من "تقسيم غير معلن للمسجد الأقصى بين المسلمين
واليهود"، مطالبة برفد المسجد بمئات وآلاف المصلين والمرابطين صباحا"،
وإقامة فعاليات لإحياء المسجد الأقصى وتعزيز وجود المقدسيين وأهالي الداخل
فيه".
ووفق معطيات جمعتها المؤسسة، فإن عدد المقتحمين للمسجد الأقصى
من المستوطنين في النصف الأول من العام الجاري بلغ 2722 مستوطناً، بمعدل
450 مستوطنا في الشهر الواحد، ونحو 1953 جنديا وعنصر مخابرات خلال نفس
الفترة، بمعدل ثلاثمائة جندي وعنصر شهريا.
وأشارت مؤسسة الأقصى إلى أن أساليب الاقتحام تغيّرت بشكل نسبي
خلال الـ18 شهرا الأخيرة، فبعد أن كانت الاقتحامات شبه موسمية ومتركزة
فيما يسمى "الأعياد اليهودية"، أصبحت شبه يومية، فيما ازدادت وتيرة الصلوات
اليهودية العلنية والجماعية فيه، بمشاركة عدد من السياسيين وأعضاء الكنيست
الإسرائيلي وقيادات الأحزاب السياسية.
وتحدثت المؤسسة عن ترتيبات اتخذتها منظمات يهودية لوضع خطة لتصعيد الاقتحامات اليومية للأقصى وأداء الصلوات فيه.
منع وحشد
وكانت
المؤسسة كشفت في وقت سابق عن قيام شركة إسرائيلية بأعمال حفريات وتجريف
ونبش للقبور في مقبرة قرية الشيخ مونّس (قضاء مدينة يافا) بهدف تهيئة
الموقع لبناء شقق سكنية لطلاب جامعة تل أبيب وبناء مركز تجاري، مشيرة إلى
معاينة بقايا شواهد لقبور وأجزاء من هياكل عظمية وأعمال حفريات وبناء واسعة
في المكان.
" الناطق الإعلامي لمؤسسة الأقصى: تم منع عشرات الشخصيات المؤثرة والقيادية من دخول الأقصى في مقدمتهم الشيخ رائد صلاح ومفتي فلسطين السابق الشيخ عكرمة صبري "
|
إلى ذلك أكدت المؤسسة أن شاحنات إسرائيلية نقلت الاثنين
الماضي كميات ضخمة من الأتربة من أسفل طريق باب المغاربة بساحة البراق
المحاذية للمسجد الأقصى، مشيرة إلى قيام عمال بالحفر اليدوي في الجهة
اليمنى من باب المغاربة، ثم نقل الأتربة إلى الشاحنات.
ومقابل تعزيز الوجود اليهودي في الأقصى، يؤكد الناطق الإعلامي
لمؤسسة الأقصى محمود أبو عطا منع عشرات الشخصيات المؤثرة والقيادية من
دخول الأقصى، في مقدمتهم الشيخ
رائد صلاح ومفتي فلسطين السابق الشيخ عكرمة صبري، ورئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى ناجح بكيرات، ووزير القدس السابق حاتم عبد القادر.
وأوضح -في حديثه للجزيرة نت- أن أوامر المنع تطال أيضا كل
النشطاء الذين يوجدون بشكل دائم في الأقصى، بمن فيهم النساء، وقد تُحدّد
بفترات زمنية أو تكون مفتوحة.
وأشار أبو عطا إلى استئناف الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان
المبارك، وتعزيز التواجد اليومي للفلسطينيين في الأقصى من خلال تجهيز
1500 حافلة لنقل المصلين من فلسطينيّي الداخل إلى المسجد لأداء الصلوات من
خلال "مسيرة البيارق".
وأضاف أن الاستعدادات متواصلة لإقامة عشرات حلقات العلم،
وتوفير نحو مائة وجبة إفطار وسحور خلال الشهر الفضيل، عن طريق مؤسسة الأقصى
وبالتنسيق مع دائرة الأوقاف الإسلامية.
الجزيرة