كشف أمس، الرئيس المدير العام لمجموعة "سوناطراك"، أن صادرات
المجموعة خلال السداسي الأول من العام الجاري، بلغت 37.7 مليار دولار، وأن
معدل سعر الخام الجزائري أستقر عند 113.4 دولار للبرميل خلال نفس الفترة
مقابل 112.9 دولار في نفس الفترة، محذرا من استمرار التراجع بسبب الأزمة
الاقتصادية العالمية وانحصار الطلب من أسرع اقتصاديات العالم وهما الاقتصاد
الصيني والهندي.
وقال زرقين خلال مؤتمر لعرض حصيلة المجموعة خلال السداسي الأول من
العام الجاري، إن الإنتاج الشامل للمجموعة بلغ هو الأخر 102 مليون طن
معادل نفط عند نهاية شهر جوان المنصرم، فيما بلغت الكميات المصدرة خلال نفس
الفترة 57.2 مليون طن معادل بترول، فيما قدرت الجباية البترولية التي سددت للخزينة العامة خلال الأشهر الستة الأولى من السنة 2230 مليار دج.
وفي رده على سؤال "الشروق" بخصوص الاحتياطات الجزائرية المؤكدة
القابلة للاستغلال، أوضح زرقين، أن المجموعة تعمل حاليا على تطوير
احتياطاتها غير التقليدية من المحروقات للتغطية على محدودية الموارد
التقليدية، مشيرا إلى أن النتائج الأولية التي تم التوصل إليها من خلال
تجارب خاصة بالغاز غير التقليدي، بينت أن الجزائر تتوفر على ما يعادل 4
مرات من الاحتياطات الحالية أي 600 تريليون قدم مكعب(TCF) من
الغاز بمعدل استرجاع في حدود 20 بالمائة، وهو ما يبين أن المجال المنجمي
للبلاد لم يكشف بعد عن جميع مكنوناته، موضحا أنه تم التعاقد مع شركات عالمية ومنها شل وأكسون للطاقة.
وأضاف عبد الحميد زرقين، أن الجزائر ستلجأ إلى شركات الخدمات
البترولية التي تتوفر على التكنولوجيا اللازمة لاستغلال الغاز غير
التقليدي، بالإضافة إلى الخبرة التي تتوفر عليها شركات فرعية متخصصة تابعة
لمجمع "سوناطراك".
وأضاف زرقين، أن الاستثمارات الإجمالية للمجموعة في الفترة
الممتدة من 2012 إلى 2016 ارتفعت من 68.2 مليار دولار إلى 80 مليار دولار،
منها 73 بالمائة ستوجه لنشاطات المنبع و20 بالمائة لنشاطات المصب و7
بالمائة للنقل بالأنابيب، مضيفا أن الاكتشافات التي حققتها المجموعة في
الفترة الأخيرة جد مشجعة، حيث بلغت 29 اكتشافا
سنة 2010 و20 اكتشافا السنة الفارطة منها 19 بجهود الشركة الخاصة وحددت
الشركة 15 اكتشافا خلال السداسي الأول من العام الجاري، وبلغ إجمالي
استثماراتها 5.1 مليار
دولار خلال نفس الفترة، مشيرا إلى أن المجموعة عادت للاستثمار بقوة في
قطاع البتروكمياويات من خلال سلسلة من المشاريع المشتركة في قطاعات الأسمدة
والبلاستيك والألياف والإضافات، فضلا عن تعزيز قدرات البلاد في مجال
التكرير، حيث سيتم إنجاز 4 مصانع تكرير جديدة بطاقة إجمالية تقدر بـ20
مليون طن سنويا تضاف إلى 27 مليون طن الحالية.
وزادت الاحتياطات المؤكدة للمجموعة نهاية السنة الماضية، بما يعادل 160 مليون طن معادل بترول بفضل سلسلة الاكتشافات المؤكدة التي حققتها المجموعة.
وكشف المتحدث عن توقيف مصفاة سكيكدة للقيام بأعمال تجديد، مضيفا
أن الشركة لجأت إلى مضاعفة وارداتها من المواد المكررة لتغطية الطلب خلال
السداسي الثاني من العام الجاري، حيث تضاعفت كمية المازوت المستورد من 400
ألف طن إلى 840 ألف طن بين أوت وديسمبر القادم، وتم التعاقد مع بترو اينيوس ومقرها لندن الجزء الأكبر من الشحنات الإضافية التي تطلبها الشركة، وببترو اينيوس هي مشروع مشترك بين بترو تشاينا ومجموعة اينيوس التابعة لشركة بتروكيميكال البريطانية.
بالنسبة لاستثمارات المجموعة الخارجية، كشف المتحدث أنها حققت
أرباحا بقيمة 350 مليون دولار، مشيرا إلى عودة الشركة للعمل في ليبيا
بالإضافة إلى نشاطاتها الجارية في كل من تونس ومالي وموريتانيا والنيجر
والموزمبيق، فيما أعلن عن انسحاب الشركة من مشروع مشترك في مصر بسبب عدم جدواه.
وبشأن
مشروع غالسي، كشف المتحدث أن الفصل النهائي في إقامة المشروع تم تأخيره
إلى نوفمبر القادم، موضحا أن الجزائر غير مستعدة للمخاطرة لوحدها في حال
استمرت الضغوط على العقود الطويلة الخاصة بالغاز.
الشروق