موقع الصين الرسمي النسخة العربية
-----------
أقدم نسخة للقرآن الكريم في الصين
متحف القرآن الكريم بشيونهوا
النسخة القديمة والثمينة للقرآن الكريم
تقع محافظة شيونهوا الذاتية الحكم لقومية سالار بمقاطعة تشينغهاي في
شمال غربي الصين، ويعيش فيها ما يقرب من 80 ألف شخص جاء معظمهم من قومية
سالار المسلمة. وحول ما يتعلق بأصول قومية سالار، فهناك حكاية أسطورية تقول
إنه في أواسط القرن الثالث عشر، هاجر أسلاف سالار بقيادة زعيمَين من آسيا
الوسطى نحو الشرق، حيث قاد أحد الزعيمين جملا أبيضا يحمل نسخة قديمة للقرآن
الكريم. وعند وصولهم إلى محافظة شينونهوا التي تتمتع بأراض شاسعة وأنهار
وافرة وكذلك جبال خضراء، قرر الجميع الإقامة فيها. وبعد وفاة الزعيمين، بنى
أبناء سالار قبرين ودفنوهما هناك، كما أنشأوا مسجدا بين القبرين، وحافظوا
فيه على تلك النسخة القديمة للقرآن الكريم، حيث سكن أبناء سالار هناك جيلا
بعد جيل.
رغم أن ذلك جاء من حكاية أسطورية، غير أن وقوع القبرين لأسلاف أبناء
سالار أصبح شاهدا لهذا التاريخ. وقال إمام مسجد جيهتسي الواقع بين القبرين
الشيخ هان يونيس :
"قاد أسلافنا جملا أبيضا يحمل نسخة للقرآن الكريم. ويرجع تاريخ
النسخة إلى أكثر من 1200 سنة، حيث أنشأ أسلافنا مسجدا في هذا المكان. وفي
عام 1982، تم إعادة الإنشاء والترميم لهذا المسجد. والآن، يبلغ طول هذا
المبنى 99 مترا، مما يرمز إلى 99 إسما كريما لله، وهي أسماء الله الحسنى
ونقوم بأداء الصلاة هنا كل يوم."
إمام مسجد جيهتسي بمحافظة شيونهوا
وقال الشيخ هان يونيس إمام هذا المسجد إن تلك النسخة القديمة للقرآن
الكريم تشمل 30 ملفا، وتقسم إلى كتابين. وإن غلافهما مصنوع من جلد البقر،
وترسم عليه صور رائعة. وتشمل النسخة الكاملة 867 صفحة، وتكتب الكلمات بخط
اللغة العربية. ويتجاوز وزن النسخة 12 كيلواغراما.
وبعد تقييم الخبراء لهذه النسخة من القرآن الكريم، يرون أن تاريخه
يرجع إلى ما بين القرن الثامن والقرن الثالث عشر، فإنها تعتبر أقدم نسخة
مكتوبة بخط اليد في الصين. وقال الشيخ هان إن هذه النسخة القديمة تحتل
مكانا أساسيا في العالم الإسلامي وتعد رمزا لأرواح أبناء سالار، حيث قال:
"توجد ثلاث نسخ قديمة بخط اليد للقرآن الكريم في العالم، ويحتفظ كل
منها في تركيا وسوريا ومحافظتنا. وأصبحت هذه النسخة القديمة للقرآن الكريم
كنزا وطنيا ثمينا لبلادنا. ومن خلال التقييم العلمي، نعرف أن تاريخها يرجع
إلى ما قبل 1200 سنة."
من أجل الحفاظ على هذا الكنز الثمين، أنشأ أبناء محافظة شيونهوا
متحفا لتُحفظ وتعرض فيه هذه النسخة القديمة للقرآن الكريم. وفي هذا الصدد،
قال وزير الدعاية لمحافظة شينهوا السيد ما تشيان ون من قومية سالار
المسلمة:
"أنشأ متحف "القرآن الكريم" في محافظتنا، ويسمى الآن بمتحف "قومية
سالار" المكون من أربعة طوابق بما فيها قاعات لعرض العادات والتقاليد
لقومية سالار والصور وكذلك النسخة القديمة للقرآن الكريم."
من أجل حفظ هذه النسخة، شكلت الأجهزة المعنية الصينية فريق خبراء
لتنظيفها وإصلاحها. ونظرا للمشاعر الخاصة من أبناء سالار تجاه هذه النسخة
القديمة للقرآن الكريم، وضعت الحكومة المحلية هذا الكتاب داخل صندوق تأمين
صاف وشفاف في متحف "القرآن الكريم" لعرضه أمام الزوار. وحول ذلك الأمر، قال
وزير الدعاية بمحافظة شيونهوا السيد ما تشيان ون، بصفته مسلما من قومية
سالار، فإنه يشعر بفخر كبير لهذا الأمر، حيث قال:
"يعتبر حفظ كتاب الله من القرآن الكريم الثمين فخرا كبيرا بالنسبة
لأبناء سالار، ويعد أيضا تطورا واهتماما لثقافة سالار، ونأمل أيضا في أن
تقدم البلاد المزيد من المساعدات لحفظ هذا الكنز الثمين لجميع المسلمين."
http://arabic.cri.cn/801/2010/09/02/364s132922.htm