القنبلة النووية التكتيكية الإسرائيلية
د.حامد عبدالله ربيع عبدالجليل
ولد في القاهرة 1925-1989
حاصل على سبع شهادات دكتوراه و ست دبلومات.
- دكتوراة في علم الاجتماع التاريخي من جامعة روما عام 1950 بعد أن تعلم الإيطالية و اللاتينية و
-دكتوراة في فلسفة القانون في العام التالي
-ثم دكتوراة في العلوم النقابية عام 1954 بعد ذلك تابع دراسته في العلوم السياسية و القانونية التي أثمرت عن شهادتي دكتوراة في هذين المجالين.
من بين المناصب التي تقلدها: أستاذ و رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة القاهرة
أستاذ و رئيس قسم الدراسات القومية في معهد الدراسات العربية
أستاذ خارجي في جامعات الخرطوم، بغداد، روما، باريس، و جامعات دمشق و الجزائر و الكويت و الإمام محمد بن سعود الإسلامية و جامعة ميتشيجان الأمريكية.
قام بإنشاء مركز الدراسات الإنمائية في كلية الاقتصاد و العلوم السياسية في جامعة القاهرة و أشرف على إنشاء المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية المصرية ثم انتقل إلى العمل في مركز البحوث العربية في بغداد حيث أقام في العراق ما يقرب من 8 سنوات.
لغز موته:في التاسع من سبتمبر من عام 1989 لقي حامد ربيع حتفه. و كان سبب الوفاة حسب ما تناقلته أغلب وسائل الإعلام في تلك الفترة يرجع إلى إصابته بـ"مغص شديد" لم يمهل المتوفى أكثر من ربع ساعة قبل أن يسلم روحه.
جدير بالذكر، أن حامد ربيع كان بصدد افتتاح مركز في شقة يملكها في حي الجيزة لـ"استشارات صنع و اتخاذ القرارات" في العاشر من الشهر. تتجه بعض أصابع الإتهام إلى الموساد الإسرائيلي أنها تقف وراء اغتياله للحيلولة دون افتتاح المركز، ولنشاطه في فضح مخططات الصهيونية.
ولا يزال الغموض يكتنف حادثة وفاة الدكتور ربيع إلى هذا اليوم.
القنبلة النووية التكتيكية الإسرائيلية:
د.حامد عبدالله
يجب منذ البداية أن نميّز بين مجموعة من الحقائق:
أ - القنبلة التكتيكية: ليست هي السلاح النووي، فالقنبلة التكتيكية هي سلاح نووي؛ ولكنه محدود الفاعلية، بمعنى أن آثاره المدمرة محدودة، بتبعية مساحية معينة، وبحيث أن الآثار المدمرة لا تتجاوز تلك البقعة؛ حدها الأدنى قرابة خمسين كيلو مترًا مربعًا، وحدها الأقصى لا يتجاوز خمسمائة كيلو مترًا مربعًا، فلو تَصوَّرنا مربعًا آخر أحد أضلاعه خمسة وعشرون كيلو مترًا، نستطيع أن نحصر آثارَ القنبلة الذَّرّية سواء المباشرة أو غير المباشر؛ بل وفي الأمد القصير نسبيًّا.
ب - كذلك علينا أن نتذكر الفارق بين القنبلة التكتيكية النووية المخزنة في إسرائيل من جانب الولايات المتحدة، وتلك التي استطاعت أن تتوصَّل إليها إسرائيل، مستقِلَّة عنِ اتّفاقها مع الولايات المتحدة ولحسابِها الخاص، سبق وذكرنا موضع القنبلة النووية التكتيكية في الترسانة المخزنة في إسرائيل، بمقتضى اتفاقيَّة التعاون بين واشنطن وتل أبيب، وهي قنبلة لا نعلم عن خصائصها الكثير؛ ولكن هناك قنبلة أخرى قد تَمَّ إنتاجُها وَتَمَّتْ تَجْرِبَتُها لحساب إسرائيل، وفي اتحاد جنوب إفريقيا، هذه هي التي تعنينا في هذا المقام.
ج - رغم ذلك فيجب أن نعترف بأن معلوماتنا المتوافرة والمتداولة بخصوص السلاح النووي الإسرائيلي على وجه الخصوص، لا تساوي قلامة ظفر، إنها قديمة من جانب، وهي لم تخضع لتحليل جدي حيث يتوفر السياسي المتخصص، والعلمي النابه، ثم العسكري الميداني من جانب آخر، ولنقدّم لذلك نموذجًا، خرجت علينا الصحافة تهلل وتبشر بخصوص ترجمة كتاب "بيتر براي" عن التّرسانة النووية الإسرائيلية (انظر الشعب بتاريخ 25/4/1989). هذا الكتاب طبع بتاريخ 1984، وتنتهي معلوماتُه عِنْدَ عام 1982 في إسرائيل، وفي جنوب إفريقيا توقف عند ذلك العام.
بدء التساؤل عن امتلاك إسرائيل للقنبلة النووية التكتيكية، كان في أواخر عام 1979 (سبتمبر)، عندما سجلت أجهزة الرصد حدوث برق ضوئي ساطع في عرض البحر بالقرب من الطرف الجنوبي لدولة جنوب إفريقيا، وقد رجح في وقته الخبراء أنَّ سبب هذا البرق الضوئي هو اختبار قنبلة ذرية، ثم كشفت عقب ذلك مصادر المعلومات - عقب هذا الانفجار مباشرة - وصول وفد عالي التخصص من إسرائيل إلى جنوب أفريقيا، وظلت المعلومات تتوافر وتتجمع حتَّى خرجت علينا مجلَّة "دير شبيجل" الألمانية منذ ثلاثة أعوام بمقال كتبه أستاذ سابق في جامعة تل أبيب، يكشف عن حقيقة التعاون بين الدولة اليهودية واتحاد جنوب إفريقيا، الذي كان أحد أبعاده إنتاج هذه القنبلة التكتيكية.
القنبلة النووية التكتيكية التي توصلتْ إليها إسرائيل بالتعاون مع جنوب إفريقيا تتميز بخصائص معينة بحيث يمكن تحديد مواصفاتها بالتالي:
أولاً - قوتها التدميرية: لا تتجاوز 2 كيلو طن، وهو الأمر الذي يَعْنِي أنَّ حُدُودَها المكانية من حَيْثُ التَّدمير لن تَتَجاوَزَ خَمْسِينَ كيلو مترًا مربعًا، أي مساحة لا تَتَجَاوَزُ من حيث اتّساعُها سبعةَ كيلو مترات طولاً في سبعة كيلو مِتْرات عرضًا، فإذا أَضَفْنا إلى تلك المساحة عَشَرَةَ أمثالها من قبيل الاحتراز المبالَغِ فيه لفهمنا إلى أيّ مدًى تستطيع إسرائيل أن تستخدم هذه القنبلة في حربها القادمة، ودون أن تَخْشَى على نفسها، ولفهمنا ولو مؤقتًا لماذا سوف تكون الخطوة الأولى في الحرب القادمة، ضرب الدول الثلاث البعيدة عن حدودها العراق وليبيا واليمن.
ثانيًا - هذه القنبلة يمكن إطلاقها من مدفع هاوبتس من عيار 155 ميلليمترات، أو من مدفع محمول على متن سفينة، أو من صاروخ جو / أرض.
هذا التطور قلب رأسًا على عقب جميع الاحتمالات، ومعه بدأ التفكير الجدي في استراتيجية إسرائيلية جديدة.
http://www.alukah.net/Culture/0/1700/