محاول
جــندي
الـبلد : التسجيل : 01/08/2012 عدد المساهمات : 3 معدل النشاط : 6 التقييم : 1 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: منقول:الكتيبه 85 مظلات – الجزء الثالث الإثنين 6 أغسطس 2012 - 9:08 | | | بسم الله حرب اكتوبر 73قبل ان ادخل في الحرب يجب ان ارسل تحية خاصة لارواح شهدائنا في القوات المسلحة المصرية وخاصة شهداء المظلات ، لان شهدائنا جزء من تاريخ مصر ، وعندما نتذكر شهدائنا فاننا نتذكر تاريخ مصر كذلك ، وكذلك اريد ارسال تحية اجلال وتقدير للاعمال القتالية الذي تم تنفيذها علي جبهة القناة منذ النكسة حتي طلائع حرب 1973 ، فكانت تلك الاعمال البطولية لها اثرا كبيرا في ارتفاع الروح المعنوية لبقية الجنود وبقية الشعب المصري داخل ارضها ، واتمني ان تكون الدروس المستفادة والخبرات القتالية المكتسبة التي حصلنا عليها خلال حرب الاستنزاف ، ان تكون تلك التجربة هادية ومرشدة وقائدة لكل قيادات مصر سواء كانت قيادة مدنية او عسكرية ، لان روح اكتوبر هي روح قمة التعاون والتفاني في اداء العمل لكل عامل علي ارض الوطن .كانت مهام قوات المظلات التقليدية هي الاسقاط المظلي داخل خطوط العدو ، لاحتلال مناطق حيوية امامية مواجهة للعدو ، مثل مراكز القيادة او المطارات ، او مناطق مرور حيوية مثل الممرات والمضايق الجبلية كي نسهل مرور قواتنا وكي نحرم قوات العدو من تلك المناطق الحيوية ، وبذلك الشكل نستطيع تشتيت احتياطيات العدو وفي نفس الوقت ننتظر وصول قواتنا حتي تلحق بنا ، فكانت تلك المهام التي نتدرب عليها باستمرار هي مهمتنا بطبيعة الحال في حرب اكتوبر ، فكنا نتدرب علي الاسقاط المظلي علي ممر متلا ، فكنا نتدرب علي مناطق شبيه بتلك المناطق ، واحتلاله والدفاع عنه حتي تأتي بقية القوات .وبحلول مارس 1972 ونحن نقترب من حرب اكتوبر ، كان لي احد زملائي وكان في هيئة عمليات القوات المسلحة ، وجدته يقول لي باهتمام شديد “ اعطي وابذل كل مجهودك في التدريب ، فالمعركة قاب قوسين او ادني “ ، وبالفعل كان السادات يفكر في تلك الفترة في الحرب بشكل جدي ولكن تم تأجيل القرار حتي عام 73 ، وكانت فترة الاستعداد قبل حرب اكتوبر هي من اغني فترات الحرب ، واذكر ان هناك 14 ضابطا من خريجي الكلية الحربية جائوا وانضموا للكتيبة وقد شاركوا ببسالة في الحرب .كانت هناك كذلك عددا من المشاكل الموجودة في الكتيبة والتي تم معالجتها في فترة الاستعداد للحرب ، مثل كيفية التجمع والتحرك ومتابعة التحركات لكافة السرايا المختلفة ، فادخلنا نظام تمييز لخوذات السرايا ، وادخلنا نظم ضوئية كي يتم تمييز مناطق الهبوط وكيفية تتبع السرايا ، وكذلك طورنا مدي القاء القنابل اليدوية للجنود حيث بدلا من كانت 20 مترا فادخلنا نظام قذف القنابل اليدوية من فوهات البنادق فزدنا مدي رمي القنابل اليدوية بشكل كبير وفعال ، وحدثنا من طريقة حمل المدافع الرشاشة والمدافع المضادة للطائرات ، وكانت هناك حيوية كبيرة في التشكيلات وارادة وتصميم لفعل كل ما هو مطلوب كي نكون مستعدين للحرب بشكل جدي .وبحلول شهر سبتمبر بدأنا برفع درجات الاستعداد للكتيبة ، فمنعت الاجازات وبدأنا نستكمل الاسلحة التي تحتاجها الكتيبة ، وبدأنا نقوم بعمل تفتيشات الحرب ، وتم اعداد الكتيبة بشكل اكثر لعمليات الاسقاط حيث كانت هناك عملية تدريب استراتيجية علي مستوي القوات المسلحة كلها حدثت قبل يوم 15 سبتمبر ، كانت من اكبر واهم الامور بالنسبة لكتيبة المظلات اثناء التدريب علي الاسقاط المظلي هو تنظيم وتجهيز وتشوين التعيينات من الطعام والذخيرة واحتياجات القتال، حيث كانت قوات المظلات بطبيعة عملها تسقط داخل عمق العدو وستعتمد اعتمادا كليا علي مخزونها فقط ويجب ان يتم اعداد ذلك المخزون بشكل كافي للقوات .وكانت مهمه الكتيبه 85 في الحرب القادمه هي مهمه اسقاط جوي فوق مضيق متلا في اول ايام الحرب ، وتم تجهيز تعيينات ووقود وطعام لقوه الكتيبه تكفي ليوم واحد قتال يتم ابرارها مع القوات في اول ايام القتال ، علي ان يتم امداد الكتيبه بالامدادات جوا بعد ذلك .وبدأت قوة الكتيبه في الانتشار حول منطقه بلبيس وانشاص طبقا للخطه علي ان تكون كل قوه الكتيبه جاهزة للتحرك الي المطار في اي لحظه لبدء التحميل والاقلاع لتنفيذ المهام .وسمعنا في الاذاعه بخبر الحرب يوم السادس من اكتوبر ، وكنا علي يقين بالنصر مع اول بيانات القتال ، وكنا في شوق ولهفه للقتال ، ورغم ان مهمتنا من المفترض ان تبدأ مع اول ساعات القتال كما تدربنا من قبل الا ان ايام الحرب مرت علينا ونحن في اماكن انتشارنا حول انشاص وبلبيس بدون اي اوامر قتال .وفي يوم 15 أكتوبر صدرت الاوامر للكتيبه بالتحرك الارضي بدلا من الابرار الجوي ، وكانت مهمه مفاجئه وصعبه فجميع معدات واسلحه الكتيبه الثقيله مشونه في صناديق ومجهزة للابرار الجوي ، وكانت كل افراد الكتيبه منتشره ، فتم استدعاء السريه الاولي مظلات للقيام بواجب فك تلك الصناديق وتشوينها في سيارات للتحرك الارضي ، وتم ذلك بسرعه غير طبيعيه ، لرغبه الرجال في التوجه للقتال بسرعه ، وفعلا وبعد وقت قياسي اصبحت الكتيبه جاهزة للتحرك .وفي يوم 16 تم استدعاء المقدم عاطف منصف لقياده وحدات المظلات ـ وتم تكليفه من قبل العميد محمود عبد الله قائد قوات المظلات والعقيد اسماعيل عزمي قائد اللواء التابع له الكتيبه بمهمه محدده .فقد تم تكليف الكتيبه بمهمه للتحرك الي الدفرسوار لمهاجمه عدد من دبابات العدو التي تسللت في المنطقه .وكان استخدام كتيبه المظلات برا بدون ابرار جوي يعني انها وحده مشاه خاصه مدعمه ، وكانت الكتيبه قد تدربت سابقا علي التحرك برا للعبور علي الجسور وللانطلاق تجاه مضيق الجدي كأحد المشروعات التدريبيه قبل الحربلذلك لم تكن تلك المهمه غريبه علي قياده الكتيبه ، وكانت التعليمات الصادره من قياده المظلات محدده وواضحه وهي التحرك برا علي طريق الاسماعيليه القاهره الصحراوي وعند علامه الكيلو 35 من الاسماعيليه يتم التوجه للعميد المرحوم احمد عبود الزمر قائد الفرقه 23 مشاه ميكانيكي والتي تحركت من القاهره لاحتواء الثغرة .وبعد ساعتين من الاوامر ، تحركت الكتيبه في الثانيه ظهرا يوم 16 اكتوبر بعد عمليه تنظيم تعاون مع قاده سرايا الكتيبه ودعمنا بعدد من افراد قياده اللواء.وتحركنا من انشاص الي طريق الاسماعيليه ، ورصدنا بعد وصولنا تحرك دبابات وغبار كبير ، فقمنا بعمل استطلاع لاحتمال الاشتباك مع اي دبابات معاديه نظرا لوجود معلومات بوجود دبابات معاديه وغير معروف امكانها .افاد قائد استطلاع الكتيبه بأن تلك الدبابات تحمل علم الفرقه 23 ميكانيكي وانها دبابات روسيه الصنع وعلمنا بعد ذلك انها دبابات اللواء 23 مدرع من الفرقه 23 ميكانيكي ، فأستمررنا في التحرك بعد ان كنا قد اتخذنا تشكيل قتال.وفي الساعه الخامسه ظهرا وقت المغرب ، وصلت الكتيبه الي منطقه تقاطع عثمان احمد عثمان ( يوجد بها الان محطه رسوم طريق الاسماعيليه ) وهو تقاطع طرق هام يؤدي الاي الاسماعيليه شمالا والي الدفرسوار شرقا .وتقابل المقدم عاطف منصف قائد الكتيبه 85 مظلات مع العميد احمد عبد الزمر قائد الفرقه والذي كان يتناول افطاره في تلك الفترة (( استشهد العميد احمد عبود الزمر بعد هذا اللقاء بساعات في معركه بطوليه ضد الدبابات الاسرائيليه ومات تحت جنزير احد الدبابات بعد ان رفض ترك المعركه )) ويصف اللوء عاطف منصف ( المقدم وقتها ) ما حدث بالتفصيلوقام العميد الزمر بأعطائي صورة عن الموقف واوضاع القوات ونتائج الاستطلاع لكي يتم تنظيم التعاون بين قوة المظلات وقوته في احسن ما يكون .وشرح لي ان اللواء 116 ميكانيكي بقياده الشهيد حسين رضوان يقاتل في منطقه عند تقاطع منطقه سرابيوم ، وان اللواء قد وقع في كمين لقوات اللواء 116 وان اللواء خسر خسائر عاليه في تلك المعركه ، مما ادي الي استشهاد العقيد حسين رضوان قائد اللواء ، وكان العميد الزمر محبطا مما حدث للواء 116 ، واستكمل العميد الزمر ان دبابات العدو التي تم رصدها هي خمس دبابات تم تدمير واحده منها وان العدو يتبقي له اربع دبابات!!! وخصص العميد الزمر للكتيبه 85 مظلات مهمه تمشيط الطريق حتي الوصول الي المركز المتقدم لللواء 116 ، وكان الليل قد اسدل ستائره ، وقمنا بتخصيص المهمه للقوات ، في تلك الاثناء استكمل وصول اللواء 23 مدرع من القاهرة .ورغم ان المهمه التي كلفت بها الكتيبه لم تكن تتناسب مع طبيعه عمل الكتيبه او مع الجو العام للقتال حيث ان عمليه تمشيط بقوات مترجله ليلا لمسافه تصل الي 25 كيلو متر ، كانت ستكون بطيئه جدا ومهلكه للرجال ، الا ان تحفز الرجال للقتال جعلهم يتغلبون علي تلك المشاكل طمعا في مواجهه العدو في اسرع وقت .وبينما رجال الكتيبه تستعد للتحرك ، تلقي قائد الكتيبه اتصالا من الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس اركان حرب القوات المسلحه وأستفسر الفريق الشاذلي عن وضع الكتيبه ، ثم اعطي اوامره بعدم تنفيذ اي مهام الا قبل الرجوع له مره اخري .وقمت بوضع القوات في تنظيم التحرك وفتح تشكيل قتال يمين ويسار الطريق ، واستعددنا للتحرك وقبل البدء التحرك صدرت للكتيبه اوامر من العميد الزمر بالغاء مهمه التمشيط والتحرك الي طوسون بالسيارات ودفعنا سيارات استطلاع قبلنا .ولم يتصل الفريق سعد الشاذلي بي مره اخري ، لكن اتصل اللواء عبد المنعم خليل الذي تولي في تلك الساعات قياده الجيش الثاني الميداني بعد اصابه اللواء سعد مأمون بأزمه قلبيه يوم 14 اكتوبر ، وتفهم اللواء خليل الموقف ، واصدر الي الاوامر بعدم التحرك ليلا وانتظار التحرك الي اول ضوء ، وتفهمت منه انه يتولي قياده الجيش الثاني .وقبل الموعد المحدد تحركت لتنفيذ المهمه ليلا لكي ابتعد عن تجمع اللواء 23 مدرع الذي تمركز بجوارنا ليلا ، والذي كان يعتبر هدفا مثاليا لطيران العدو ، ففضلت ان يكون تحركي قبل اول ضوء لكي ابتعد عن دبابات اللواء بقدر كاف مع ظهور النهار .واقتربت من موقع اللواء 116 ميكانيكي وكان الدخان يلف ارجاء المكان ورائحه الوقود المحترق تزكم الانوف ، وكان منظرا بشعا لموقع اللواء والذي دمر تدميرا كاملا يدل علي ان قوة العدو التي تقابلنا مستحيل ان تكون مجرد أربع دبابات .وفور وصولنا لتقاطع طريق المعاهده مع وصله ابو سلطان ، كان هناك قصف متقطع علينا من مدفعيه هاون معاديه ، فقمت بنشر قواتي بشكل سليم ووضع كمائن علي تقاطع الطريق بأسلحه مضاده للدبابات لتأمين الموقع ، وتحركت الي مكان قياده اللواء 116 وتقابلت مع سياره جيب قادمه تجاهي ، وبحثت عن قائد اللواء بالانابه وهو العقيد اسامه طه حتي ، وكان حالته النفسيه سيئه جدا ، وسط القصف المتقطع علي الموقع ، وحاولت رفع معنوياته بأخباره بأنني دعم له ومعي رجال تكسر الحديد ومدعم بأسلحه كثيرة مضاده للدبابات ، وان المعركه لم تنتهي بعد ، واحسست بتحسن في معنوياته قليلا ونظمت الاتصال معه وعدت سريعا الي قواتي والتي كنت اخاف علي معنوياتها من منظر ارض المعركه .وبعد ساعتين استدعاني العقيد اسامه طه مره اخري الي مركز قيادته ، واصطحبت معي مدفع ب 11 مضاد للدبابات لاستعراض القوه امام العقيد اسامه لرفع معنوياته .وجدت لدي دخولي مركز القياده بوجود اشاره من قياده الجيش الثاني ، بتكليف الكتيبه عدا سريه ومعي سريتين دبابات من اللواء 23 مدرع بمهمه تدمير دبابات العدو بمنطقه الدفرسوار والاستيلاء علي المنطقه وتأمين مطار الدفرسوار .اما قوه السريه الباقيه من قوه الكتيبه ومعها سريه دبابات فتتحرك لمهاجمه العدو في منطقه مرسي أبو سلطان وتأمين المنطقه .وكانت المسافه الفاصله بين موقعي وبين مكان المعركه حوالي 11 كيلو متر ولابد من تنظيم التعاون مع قائد اللواء 23 مدرع العقيد حسن عبد الحميد والتحرك بسرعه لان موعد تنفيذ المهمه بعد ساعه فقط من وصول الاشاره .وعلي الفور صدرت الاوامر للرائد اول يسري الشماع قائد امداد الكتيبه بعمل تجهيزات لامداد القوات بما يلزمها من قتال لمده 48 حيث توقع المقدم عاطف ان يكون القتال طويل واستعد لمواجهه قتال طويل مع العدو .وتم التنسيق بين الرائد يسري الشماع مع المقدم حسين فتيحه قائد الشرطه العسكريه للفرقه 23 ، فتوجه الملازم يسري الي كتيبه الشئون الاداريه الخاصه بالفرقه 23 ميكانيكيه ، وكان رجلا متعاونا جدا ، وفتح مخازن الفرقه للكتيبه 85 مظلات وبالفعل بدأنا في تشوين مخزونات من وقود وذخيرة ومياه وطعام تكفي يومين كاملين ، واضاف الرجل انه فور وصولي الي منطقه الكتيبه 85 مظلات اقوم بتفريغ الحموله واعيد السيارات فورا لقياده الفرقه .وفور وصول الامدادات الي منطقه الكتيبه في منطقه التقاطع ، كان المقدم عاطف منصف قدأ تحرك فعلا لتنفيذ مهمته ، ولم يكن هناك افراد يقومون بتفريغ السيارات الا جنود احد السرايا علي الخط الاول للقتال ، وكان مستحيلا ان استغل هؤلاء الرجال في الخط الاول .فعاد الرائد يسري الشماع بسياراته الي منطقه خلفيه امنه بعيدا عن الخط الاول للقتال ، فوجد موقع كامل للدفاع الجوي وكان مهجورا لتحرك ما به من قوات دفاع جوي للامام قبل الحرب ، فتم اصدار الاوامر للسيارات بالانتشار داخل هذا الموقع المؤمن ، وعاد الملازم الشماع الي الخط الامامي لمتابعه المعركه . |
|
Solomon kane
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : المهنة : Project Manager المزاج : عصبي بعض الشيء التسجيل : 11/06/2012 عدد المساهمات : 7878 معدل النشاط : 7286 التقييم : 622 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: منقول:الكتيبه 85 مظلات – الجزء الثالث الإثنين 6 أغسطس 2012 - 9:47 | | | أهلا بك أخي في المنتدى
المرجو أخي الكريم إرفاق الموضوع بمصدر و شكرا
تحياتي |
|