خص الباحث الجزائري حسني عبد المالك بن سليمان "الشروق
اليومي" بالاطلاع على أسرار براءة اختراعه الجديد المتمثل في جهاز امتصاص
وتذويب الغاز والغبار والدخان المتطاير في الهواء باعتباره يمثل نموذجا
فريدا وجديدا في العالم في مجال تكنولوجيات التبريد الصناعي والحرارة
الصناعية.
ويقول عبد المالك المولود ببومهرة بڤالمة عام 1964 والتقني السامي
في تكنولوجيا التصنيع، ان هذا الاختراع هو واحد من جملة الاختراعات التي
أنجزها في هذا الاختصاص، باعتباره يمثل حاجة ضرورية وملحة لإنقاذ البيئة من
حالات التلوث المتعددة. وأوضح ان البيئة ومشاكلها في العالم تمثل الهاجس
الأكبر لدى شعوب المعمورة وخاصة ما تعلق منها بتزايد حالات تلويث المحيط
بالغبار والغاز والدخان، ولهذا جاءت انطلاقته الأولى من ميناء عنابة الذي
يعرف عمليات الشحن المستمر للبواخر بالمواد الرملية كالفوسفات والحديد
وغيرها مما تنتج غبارا ملوثا يتصاعد في الهواء، فضلا عما يعانيه السكان من
انبعاث مستمر لغاز الأومنياك من طرف أفران اسميدال، وعندما تقدمت وزارة
الطاقة والصناعة بعرض مناقصات وطنية ودولية لإيجاد حلول مستعجلة للحد من
هذه الظواهر الخطيرة على البيئة وصحة السكان، وجد الحل وعرضه على شركة
فارفوس في عهدة المدير السابق، الا أن الفكرة لم تلق قبولا جديا من طرف المعنيين.
وواصل حسني عبد المالك ابحاثه العلمية على المستوى العالمي متحملا
لوحده الأعباء المالية لمثل هذه الأبحاث العلمية المعقدة بالاضافة الى ما
تتطلبه مثل هذه الاختراعات التكنولوجيا من جهد ووقت، حتى توصل بعد 04 سنوات
كاملة الى نتيجة علمية رائعة آلت الى أحقيته في براءة اختراع جهاز يعمل على امتصاص وتذويب الغاز والغبار والدخان المتطاير في الهواء، بعد أن وضع طلبه عام 2011 لدى المعهد الوطني للملكية الفكرية الذي يعمل بالتنسيق مع وزارة البحث العلمي.
وفي مارس 2012 تحصل على وثيقة براءة الاختراع لهذه التكنولوجيا
الجديدة في العالم، وذلك بعد عرض مفصل لكافة التقنيات السابقة التي يقتصر
دورها في المصافي فقط، أما الجديد في جهازه فإنه يتجاوز ذلك الى الامتصاص
والتذويب، فضلا عن أن الجهاز في حد ذاته جديد على المستوى العالمي.
وعند تطرقه الى الحديث عن المرحلة الثانية والمتمثلة في اخراج هذا
الجهاز الى الواقع أو ما يسمى بالنمذجة كشف حسني عبد المالك أن البحث جار
اليوم لإيجاد هيئة عالمية أو دولة تعمل على احتضان هذا الاختراع سواء
بالشراء الجزئي أو الكلي للبراءة، وقال انه تلقى الى حد اليوم مقترحات جادة من السعودية (جامعة عمر بن عبد العزيز للبحث والعلوم) وماليزيا وقطر، وسيطير الى هذه العواصم بعد عيد الفطر المبارك لتجسيد هذه الأفكار على أرض الواقع ضمن مفاوضات جادة ومتقدمة.
وعندما
سألته لماذا لم يعرض هذا الاختراع الهام على الجهات المعنية في الجزائر
عوض البحث عن شركاء آخرين؟ قال عبد المالك لقد زاره في الآونة الأخيرة وفد
علمي من وزارة الصناعة في الجزائر وتعرف أعضاؤه عن قرب على التصاميم،
انطلاقا من وجود منشور وزاري يشجع ويمول ويرافق نتائج البحث العلمي. وانتقل
هذا الباحث الجزائري الى العاصمة لمقابلة مدير الوكالة الوطنية لتقييم
وتطوير نتائج البحث العلمي الذي أبدى اعجابه الشديد ببراءة الاختراع، وكشف
له ان الدولة الجزائرية قد رصدت أكثر من 380 مليار لدعم مثل هذه
الاختراعات، ولكنها لا تعني أبحاث الخواص، مما يعني ان التنظيم المعمول به
في هذا المجال هو ان الدولة الجزائرية لا تشجع الا البحوث الناتجة عن
مؤسسات قطاعات الدولة كالجامعات وغيرها، واقترح عليه التعامل مع أحد
الباحثين المعتمدين في الجزائر لتبني المشروع، مما يعني ان يتنازل عن هذه
الملكية الفكرية للغير، فرفض بشدة، وبدأ يبحث عن فضاءات خارجية لتجسيد اختراعه على أرض الواقع؟
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/138215.html