الرسائل موجهة إلى مصر والعرب وإيران والداخل الإسرائيلي مفادها أن "الصمت" العربي إزاء ممارسات إسرائيل مستمررسائل متعددة لمصر وإيران والعرب والداخل الإسرائيلي صاحبت الطائرات الإسرائيلية التي مرقت إلى الخرطوم لقصف مجمع الصناعات الحربية، مفادها أن سياسة "الصمت" إزاء "الاعتداءات" الإسرائيلية ما زالت كما هي بعد ثورات الربيع العربي، وفق ما قاله خبراء سياسيون لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء.
وأضاف الخبراء أن صدى "الضربة الإسرائيلية جاء سلبيا، ولم يكن موقف جامعة الدول العربية على مستوى الحدث".
وأعلن وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال، في وقت سابق أن إسرائيل قصفت المجمع الحربي في جنوب الخرطوم بأربع طائرات مساء الثلاثاء الماضي، ولم يصدر تعليق من الحكومة الإسرائيلية على هذا الاتهام حتى الآن.
عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، قال إن إسرائيل أرادت توصيل عدة رسائل من ضربتها الجوية للخرطوم، خاصة وأنها أتت بعد كشفها عن الخطاب الودي المنسوب للرئيس المصري محمد مرسي إلى نظيره الإسرائيلي، شمعون بيريز.
وأوضح شاهين أن إسرائيل "أرادت إظهار التناقض بين موقف النظام المصري المعلن بالنسبة لسياسته تجاه إسرائيل، وبين ردود فعله علي أرض الواقع، أما الرسالة الثانية فتعكس رغبتها في أن تضع السياسية المصرية وإمكانياتها في نفس الزاوية التي كان عليها النظام السابق".
ومن جانبه رأى المحلل السياسي، توفيق غانم، أن إسرائيل توصلت بعد ضربها لمجمع الصناعات الحربية في الخرطوم إلى أن "الصمت العربي سيد الموقف؛ فجامعة الدول العربية كان موقفها شبه غائب"، مشيرا إلى أن مجرد عدم نفي إسرائيل للاتهام السوداني يبعث رسالة بأنها وراء هذا الضرب.
وحدد غانم 5 رسائل مرفقة مع تلك الضربة:
الأولى "أن النظام العربي في ظل الثورات لا يزال غير قادر على التحرك الإيجابي للدفاع عن البلدان العربية، فقد كان المنتظر أن ترسل الجامعة العربية لجنة تقصي حقائق للبحث عن أدلة حول عملية القصف، وأن تسعى لتفعيل اتفاقية الدفاع العربية المشترك".
الرسالة الثانية، بحسب غانم: "موجهة لإيران وتقول إن إسرائيل استطاعت قصف مجمع صناعات عسكرية في السودان العربية ذات الأغلبية السنية، ولم يتحرك العالم العربي ذو الأغلبية السنية، فمن باب أولى ألا يتحرك في حالة قصف أهداف إيرانية شيعية"، متوقعا أن يشجع هذا إسرائيل على قصف منشآت نووية إيرانية.
الرسالة الثالثة: "للداخل الإسرائيلي، خاصة مع اقتراب الانتخابات"، لافتا إلى أن التحالف اليميني عادة ما يكسب في ظل أجواء الحرب والتهديد".
الرسالة الرابعة: "أن يد إسرائيل مازالت مسيطرة وممتدة من قطاع غزة إلى الخرطوم؛ حيث تم قصف غزة بعد ساعات من مغادرة الأمير القطري لها، وكأن إسرائيل تريد أن تقول للعرب إن الزيارة لم تغير شيئا".
وتابع المحلل السياسي أن
الرسالة الخامسة: "كانت لمصر، وهي أن الطائرات الإسرائيلية التي استطاعت ضرب السودان تستطيع أن تصل إلى العمق المصري"، مبديا استغرابه من أنه رغم إدانة مصر للضرب إلا أنها لم تبادر لدعوة الجامعة العربية للانعقاد.
واتفقت نادية مصطفي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مع غانم في أن ضرب المجمع الحربي بالخرطوم وتوقيته "محاولة إسرائيلية للكشف عن أبعاد السياسة المصرية الجديدة".
وفي هذا السياق دعت مصطفى القيادة المصرية إلى أن تطرح بقوة ملف العلاقات مع إسرائيل، وتدرس السيناريوهات القامة للتعامل معها، خاصة في حالة وضعها في اختبار إذا ما وجهت إسرائيل ضربة إلى إيران.
كما دعت الشعوب العربية للخروج في مظاهرات الجمعة القادمة للإعلان عن غضبها من الممارسات الإسرائيلية.
المصدر:
" الأناضول" http://www.aa.com.tr/ar/headline/94527
تحياتي