ذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة ان حوارا استراتيجيا مهما ورفيع المستوى، سيجرى بين دمشق وموسكو، خلال الفترة المقبلة وذلك لمواكبة التطورات والمتغيرات الدولية والإقليمية، التي أخذت تتبلور على الساحة العالمية، في أعقاب الحرب الأخيرة بمنطقة القوقاز، واحتدام المواجهة بين روسيا وأميركا على خلفية إقدام واشنطن على توسيع دائرة مشروع الدرع الصادر في كل من بولندا وأوكرانيا واحتمال انضمام دول أوروبية أخرى الى المشروع.

وأشارت هذه المصادر الى أن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس بشار الأسد لموسكو في النصف الثاني من شهر اغسطس الجاري، تنطوي على أهمية كبرى في سياق هذا الحوار الاستراتيجي، مؤكدة ان المتغيرات والتطورات المتسارعة في الوضعين الإقليمي والدولي لمنطقة القوقاز، بدأت تلقي بظلالها وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على الوضع العام في منطقة الشرق الأوسط، وسط مخاوف عربية من احتمال تجدد الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن وامتداد انعكاساتها وتأثيراتها الى الساحة العربية!

وتشير الأوساط الدبلوماسية المراقبة الى أن اللقاء الذي يجمع بين الرئيس بشار الأسد والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في مدينة سوتشي على البحر الأسود يوم 20 الجاري، قد يتم استثمارها من قبل الولايات المتحدة في إطار عملية الاصطفاف التي حذر منها الرئيس التركي عبد الله غول، ودعا بدلا من ذلك الى إقامة نظام عالمي جديد يسود فيه التعاون، بدلا من المواجهة والتجاذب على اعتبار ان سوريا تبدو الآن أقرب الى التحالف الروسي الجديد.

وتؤكد هذه الأوساط بأن هذه المتغيرات الاقليمية والدولية، قد تدفع ببعض عواصم القرار العربي الى إعادة النظر في مواقفها السلبية إزاء دمشق، والإسراع في إجراء اتصالات مباشرة مع القيادة السورية، ربما بإيعاز من الإدارة الأميركية بهدف العمل على «تحييد» دمشق عن الاصطفاف الإقليمي - الدولي الجديد في القوقاز والشرق الأوسط وأوروبا، لافتة الى أن السوريين لديهم براعة خاصة في استثمار مثل هذه التطورات، وتوظيفها لخدمة مواقفهم وتعزيز صمودهم في مواجهة الضغوط الأميركية والتهديدات الاسرائيلية.

وعلمت الوطن ان قادة وزعماء عربا بارزين قد يزورون سوريا، في غضون الفترة القادمة، من أجل استكشاف آفاق الدور الذي تتحضر دمشق للقيام به خلال هذه المرحلة.

وهناك من يرى بأن لقاءات القمم العربية التي عقدت أمس الأول في الاسكندرية بين الرئيس المصري حسني مبارك وعدد من الزعماء العرب تشكل مقدمة لإطلاق حوار سوري - سعودي - مصري في غضون المرحلة المقبلة.