ثلاثة مليارات ريال حجم الصناعة التحويلية
مستثمران: السعودية تمتلك فرصة ذهبية لتأسيس صناعة ورق ناجحة وجذب الاستثمارات الأجنبية
اندماج الشركات الكبرى أسفر عن ارتفاع أسعار الورق عالمياً
اتفق
مختصان في قطاع الصناعة على أن السعودية لديها فرصة ذهبية في التأسيس
لصناعة الورق محلياً، مؤكدين أن هذه الصناعة ليس لها تأثير على البيئة، ومن
شأنها زيادة فرص العمل بالنسبة للسعوديين، إلى جانب تعزيز الدخل القومي،
وإنعاش الاستثمارات الأجنبية في البلاد، موضحين أن زيادة أسعار الورق
عالمياً سببه اندماج شركات، ووقف بعض خطوط الإنتاج في المصانع.
وكشف
لـ«الشرق» نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الراجحي، ورئيس اللجنة الصناعية في
غرفة الرياض المهندس أحمد الراجحي، أن حجم الاستثمارات الإجمالية المحلية
في مجال صناعة الورق والصناعات التحويلية له تتجاوز ثلاثة مليارات ريال.
وقال: المواد الخام الأساسية لصناعة الورق، عبارة عن أنواع معينة من
الأخشاب الموجودة في الدول الإسكندنافية، مشيرا إلى أن الصناعات الورقية
الموجودة في المملكة، تعتمد على استيراد المادة الخام من الخارج، أو أنها
تستخدم ما يسمى بإعادة تدوير الورق الموجود في المملكة، بعد فرزه، ومن ثم
إعادة صناعته لإنتاج ورقٍ ذي خامة جيدة. وأشار الراجحي إلى أن العرض والطلب
هو الذي يتحكم في أسعار الورق عالمياً، مضيفاً سببا آخر، وهو اندماج شركات
صناعة الورق الكبرى، وقال: «في الفترة الأخيرة قررت بعض شركات صناعة الورق
العالمية، شراء شركات أخرى، وأسفر عن ذلك توقف إنتاج بعض المصانع».
وعن حجم الاستهلاك المحلي للورق قال الراجحي: «من الصعب حصر جميع الأنواع
التي تستهلكها السعودية، إذ إنها عديدة ومتنوعة بحسب الاستخدام، ولكن أهمها
ورق الكرتون المضلع، وورق الدبلكس الخاص بصناعة بعض المنتجات الاستهلاكية،
مثل ورق المناديل والعبوات، إلى جانب ورقٍ خاص بصناعة الدفاتر والمستلزمات
المكتبية، مشيراً إلى أن صناعة الورق الخاص بالكرتون يصل حجم الاستهلاك
المحلي منه إلى نحو 300 ألف طن، وقال: إن السعودية تصدر منتجات ورقية
للخارج، لكن ليس بكميات كبيرة، بخاصة في منتجات ورق «الدبلكس»، بعكس منتجات
ورق الكرتون، الذي يذهب بأكمله إلى الاستهلاك المحلي. وأوضح الراجحي أن
السعودية لديها عوامل تساعد على انتعاش صناعة الورق، وقال: «من السهل جدا
أن تطور السعودية صناعة الورق لديها، وتصدره إلى أي مكان في العالم،
يساعدها في ذلك وجود الطاقة الكهربائية رخيصة الثمن، إلى جانب توفر المياه،
وهما عنصران مهمان في التأسيس لصناعة ناجحة في الورق، من شأنها أن تعزز
الدخل القومي للبلاد، وتفتح مجالات العمل أمام الشباب السعودي، وتعزز
الاستثمارات الأجنبية»، موضحاً أن العقبة الكبرى حالياً في إيجاد صناعة
الورق تكمن في أن المادة الخام لهذه الصناعة تستورد من الخارج، وتتحكم بها
البورصة العالمية، مبيناً أن الورق الذي يعاد تدويره في الداخل، غالبا ما
يكون بكميات محدودة، مؤكداً أن صناعة الورق واعدة، والدخول فيها يمكن أن
يكون مجديا للمستثمرين، نافياً وجود شركات أو دول تحتكر هذه الصناعة، وقال:
«هناك بعض الدول تتوفر لديها المواد الخام لهذه الصناعة، وهو ما يعزز تلك
الصناعة لديها». وتابع الراجحي «ليست هناك تأثيرات بيئية لصناعة الورق إذا
وجدت مصانع نموذجية، تراعي الالتزمات البيئية، ولا تتسبب في تلوث الأجواء»،
مؤكداً أن هذه الصناعة تندرج ضمن الصناعات النظيفة بشكل عام، يضاف إلى ذلك
أن استخدام الورق هو أفضل من استخدام المواد البتروكيمياوية، لأن مواده
الخام طبيعية، وبالتالي من السهولة أن تمتصها الطبيعة».
وأكد مدير مصنع
البخيت للورق محمد عبدالله، أن سوق المملكة يعتبر من أهم الأسواق العالمية
لصناعة الورق، موضحا أن مجال إعادة تدوير الورق كبير، وهو ما يحمل كثيرا
من الفرص الاستثمارية الواعدة التي لم تستغل بعد إلى المملكة، مؤكداً أن
السوق السعودية بشكل عام تمتلك فرصة ضخمة لإنعاش صناعة الورق، خصوصا على
مستوى المصانع الصغيرة والمتوسطة في المدن الصناعية».
http://www.alsharq.net.sa/2012/08/21/450296