يحظى مستوى جاهزية الجبهة الداخلية الإسرائيلية لمواجهة رد فعل إيراني محتمل على قيام إسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية، بهدف تعطيل البرنامج النووي الإيراني، بحيز كبير من الجدل الإسرائيلي الدائر حاليا ومنذ أسابيع قليلة حول الحرب المتوقعة ككل.
ففي حين يقلل وزير الدفاع إيهود باراك من خطورة الرد الإيراني، متوقعا سقوط 50 قتيل إسرائيلي على الأكثر، فإن تقديرات عسكرية إسرائيلية تتوقع سقوط 600 قتيل، بالإضافة إلى إمطار إسرائيل بمئات الصواريخ ومن جبهات متعددة.
وينقل المعلق العسكري للإذاعة الاسرائيلية، أيال عليما، في حديث لموقع الأمن والدفاع العربي SDA، أن الجيش الإسرائيلي وقيادة الجبهة الداخلية غير مستعدان لمواجهة قصف صاروخي متعدد الجبهات لفترة طويلة، مشيرا إلى نقص كبير حتى في الأقنعة المتوفرة بنسبة 50% حتى الآن، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها إسرائيل.
ويضيف عليما أن تقريرا صادر عن منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، أشار إلى أن الجهاز الطبي في إسرائيل لا يستطيع تقديم العلاج لمئات الجرحى والمصابين، في حال ردت إيران وحزب الله وحماس وسوريا باستهداف صاروخي لإسرائيل.
ويُـنظر إلى مسالة جاهزية الجبهة الداخلية كعامل أساسي في إقرار الحرب ضد إيران؛ خصوصا أن استهداف تلك الجبهة بعشرات الصواريخ التي أطلقها حزب الله في حرب تموز/ يوليو 2006، لا زال ماثلا في ذاكرة الإسرائيليين حتى اليوم.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد أثنى على تعيينه ديختر في هذا المنصب خلفا للواء ماتان فلنائي، قائلا "إن ديختر سيقوم بأمر هام كرّس له حياته وهو المساهمة في أمن الدولة، والدولة برئاستي تستثمر في حماية الجبهة الداخلية كما لم تفعل أي حكومة سابقة"
وتقول مصادر عسكرية إسرائيلية أن وزير حماية الجبهة الداخلية الجديد، أفي ديختر، يحتاج إلى مزيد من الوقت قبل أن يرفع مستوى جاهزية تلك الجبهة إلى الحد الأدنى المطلوب، كحل مشكلة النقص الكبير في الملاجئ والأقنعة الواقية من أسلحة غير تقليدية، وتحصين مباني المستشفيات من الهجمات الصاروخية وزيادة مناعة الاقتصاد الإسرائيلي، بالإضافة الى رفع مستوى جهوزية سلاح الجو الذي سيساهم مساهمة فعالة في تنفيذ الهجوم ضد المنشآت الإيرانية ومواجهة تبعات ذلك الهجوم.
ويعتقد خبراء عسكريون إسرائيليون أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية أكثر تعقيدا من قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981، والمفاعل النووي السوري في دير الزور عام 2007؛ حيث أن مهاجمة المنشآت النووية الايرانية تتطلب قصف 4 أهداف على الأقل في الوقت نفسه، بالإضافة إلى غياب عامل المفاجأة من قِـبل إيران.
وذكر تقرير لمراقب الدولة أن أكثر من 700 ألف مواطن إسرائيلي لا تتوفر لديهم ملاجئ خاصة، كما لا توجد في إسرائيل ملاجئ لحماية المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، فيما تعاني الملاجئ الإسرائيلية العامة الـ9600، والـ20000 الخاصة، من إهمال متواصل منذ حرب لبنان الثانية، فيما أعلنت بلدية تل ابيب أنها بصدد تحويل عدد من مواقف السيارات تحت الأرض إلى ملاجئ عامة في حال الطوارئ.
وفي ما يتعلق بالأقنعة الواقية، فبالرغم من التوقعات الاسرائيلية بان أي هجمات صاروخية لن تشمل أسلحة غير تقليدية: بيولوجية أو كيماوية، إلا أن تزويد المواطنين بتلك الأقنعة يمنحهم شعورا بالأمان؛ غير أن 4.2 مليون قناع التي تم توزيعها حتى الآن على 53% من سكان إسرائيل، تؤشر على النقص الحاد في الأقنعة المتوفرة، والتي تكفي لـ60% فقط من سكان إسرائيل.
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى نقص في عدد أفراد الشرطة في حالة الطوارئ، والذين يتوجب عليهم العمل مع الجيش والحفاظ على محاور السير متاحة أمام حركة مرور قوات الجيش أثناء تنقلها، والتصدي لمظاهرات واحتجاجات من قبل العرب والمواطنين الإسرائيليين ضد الحرب، فيما تبدو أجهزة الإطفاء غير قادرة على الاستجابة لحرائق قد تندلع في وقت واحد وفي أماكن عدة.
وأشارت تقارير متفرقة خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى أن معظم مباني المشافي الإسرائيلية غير محصنة ضد الصواريخ، وأن العمل على تحصينها لن ينتهي قبل حلول عام 2015، حيث أوصت تلك التقارير ببناء مواقف سيارات أسفل المشافي بحيث يمكن تحويلها لاحقا إلى مشافي طوارئ.
وبالرغم من العديد من التمارين التي أجريت خلال الاشهر الماضية على تعزيز حماية الجبهة الداخلية، فإن الوضع لا زال مقلقا، بحسب المعلق العسكري عليما، الذي يعتقد أن عدم جاهزية الجبهة الداخلية سيشكل عاملا أساسيا في إجبار صناع القرار الإسرائيليين على تأجيل موعد ضرب إيران، لاسيما أن الصدمة من حرب لبنان الثانية لا تزال حاضرة في أذهان الإسرائيليين، فضلا عن التكلفة الكبيرة التي سيتكبدها الاقتصاد الاسرائيلي المترنح، والبالغة يوميا 373 مليون دولار.
المصدر
http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=27232&cat=1
هل فعلاً الجبهة الداخلية الإسرائيلية متزعزعة وغير جاهزة للحرب في ظل التحولات والتغيرات بالوطن العربي مصر وجيشها الذي بات يقترب أكثر وأكثر من بسط سيطرته على سيناء وسوريا وثورتها والجيش الحر بها وقرب سقوط النظام وإيران وصواريخها وبرنامجها النووي أيضاً الأزمة الأقتصادية العالمية التي أدت لأحجام اوروبا وحتى أمريكا من التورط أكثر في الأحداث العالمية كذلك قرب الانتخابات الامريكية والتي تنعكس على مدى وقوة الدعم الأمريكي ورفض دول الخليج المتمثل بالمملكة العربية السعودية من دعم اي هجوم اسرائيلي على ايران
بإنتظار تعليقاتكم وأرائكم وشكراً