سياسة الكيل بمكيالين تظهر في أوضح صورها
القضاء الألماني يسمح بتظاهرات «الرسوم المسيئة» ويسجن سياسياً لأنه أنكر «الهولوكوست»
أحد اتباع الجماعة اليمينية المتطرفة « برو دويتشلاند « في مظاهر ضد المساجد
تبدي المؤسسات الحكومية والمدنية الغربية
تناقضاً باتباعها سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا ذات البعد
الديني والاخلاقي. ففي الوقت الذي أصدرت فيه محكمة ألمانية حكماً بالسجن
على أحد السياسيين الألمان المعروفين وهو المحامي أودو باستورز،
سمحت محكمة
أخرى في برلين لجماعة يمينية متطرفة بالتظاهر أمام مساجد حاملين الرسوم
الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - خلال تظاهرات
تعتزم الجماعة تنظيمها أمام مساجد في ألمانيا.
شتاينبرغ ل«الرياض»: عرض هذه الرسوم الكاريكاتورية أمر يضر بمشاعر مسلمينا
وفي ذات الإطار وفي خطوة متقدمة أعلن عمدة هامبورغ الألمانية عن اتفاق
مع ممثلي الجالية الاسلامية ينظم العلاقة الرسمية بين الولاية والمسلمين
ويمنحهم حقوقهم.
وأيّد الدكتور غيدو شتاينبرغ الباحث في شؤون الجماعات الاسلامية في
تصريح ل» الرياض» منع عرض الرسوم المسيئة في المظاهرات التي سينظمها
المتطرفون مع الاحتفاظ بحق التظاهر للجميع. وقال أعتقد ان عرض هذه الرسوم
أمر يضر بمشاعر مسلمينا.
السياسي الألماني أودو باستورز
كما اعتبر شتاينبرغ في الجانب الآخر أن ما تم مؤخراً بإعطاء مسلمي
هامبورغ حقوقهم الدينية أمر منطقي وجيد على اعتبار أن هنالك 130 ألف مسلم
يعيشون في ألمانيا. وكانت إحدى محاكم ألمانيا قد اصدرت حكماً بالسجن
ثمانية أشهر مع إيقاف التنفيذ على أودو باستورز رئيس كتلة الحزب القومي
الألماني بولاية شفيرين شرق ألمانيا بعد ثبوت تهمة إنكار (المحرقة).
وكان باستورز وهو يميني متطرف أنكر بصورة غير مباشرة وباقتناع تام في
إحدى خطبه ببرلمان الولاية المحرقة النازية بحق اليهود وأبدى احتقاره
لضحايا النازي.
وقال باستورز في الخطبة التي ألقاها في يناير 2010 إن هناك «مشروع إنتاج
آوشفيتس - أكبر معسكرات النازية - « يقوم به الديمقراطيون ، كما تحدث عن
«انتصار الكذب على الحقيقة» في هذا السياق.
وكانت هيئة الدفاع عن باستورز طالبت ببراءته بناء على الحصانة الخاصة للحديث تحت قبة البرلمان.
ومن جانب آخر قررت محكمة في برلين السماح لجماعة يمينية متطرفة بعرض
الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - خلال
تظاهرات تعتزم الجماعة تنظيمها أمام مساجد خلال الايام المقبلة.
وقضت محكمة إدارية في العاصمة الالمانية بأنه يحق لجماعة «برو
دويتشلاند» حمل نسخ من الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة دنماركية في
العام 2005 وادت الى موجة من الاحتجاجات العنيفة في أنحاء العالم.
وقالت المحكمة انها «ترفض الشكوى العاجلة التي تقدمت بها لجان ثلاثة
مساجد اسلامية لمنع حركة «برو دويتشلاند» من عرض رسوم كاريكاتورية للنبي
محمد أمام المساجد خلال التظاهرات التي ستجري اليوم السبت».
واضافت ان تلك الرسوم محمية «بالحرية الفنية» ولا يمكن قانونا اعتبارها تشكل اساءة الى اي مجموعة دينية.
وتابعت المحكمة ان «عرض رسوم للنبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) لا يعتبر دعوة الى الكراهية او العنف ضد فئة من السكان».
وتستعد الشرطة لحدوث اشتباكات في تظاهرات برلين بعد العنف الذي شهدته
تظاهرات مماثلة نظمتها جماعات يمينية متطرفة في وقت سابق من هذا العام ضد
مسلمين سلفيين في ولاية «نورث راين-ويستفاليا» الغربية.
وعلى ذات الصعيد أعلن عمدة هامبورغ الألمانية عن اتفاق مع ممثلي الجالية
الاسلامية ينظم العلاقة الرسمية بين الولاية والمسلمين في شأن الحقوق
والواجبات وبموجب هذه الاتفاقية سيكون من حق المسلمين الحصول على عطلة في
المناسبات الدينية وكذلك الحق في حصص لتدريس الدين الاسلامي ، وكذلك دفن
الموتى حسب الشعائر الاسلامية.
http://www.alriyadh.com/2012/08/18/article760865.html