خبير اسرائيلي: الطائرة الايرانية بدون طيّار هي عمليا صاروخ يصل مداه الى الف كيلومتر تاريخ النشر : 2010-08-24
القراءة : 11726
غزة - دنيا الوطن
ما زالت الخطط
التي تقوم بالكشف عنها الجمهورية الاسلامية الايرانية فيما يتعلق بسباق
التسلح في المنطقة، تقض مضاجع صنّاع القرار في تل ابيب، وذهبت المصادر
الاسرائيلية الرسمية الى القول انّ اختيار الجنرال يواف غالانط، كرئيس
لهيئة الاركان العامة، خلفا للجنرال اشكنازي، الذي تنتهي ولايته بعد اثقل
من نصف سنة، كان بمثابة رسالة ارادت تل ابيب ايصالها الى طهران.
وبحسب المحلل العسكري في موقع صحيفة 'يديعوت احرونوت'، رون بن يشاي، فانّ
ابرز سمات غالانط كرجل عسكري تفضيله للخيار الهجومي على خيارات عسكرية
اخرى، مشددا على انّه، اي غالانط، اتبع هذه الاسلوب الهجومي منذ كان ضابطا
في الكومندوز البحري وحتى الحرب الاخيرة على قطاع غزة، ويلفت الى انه
كقائد اللواء الجنوبي في جيش الاحتلال، كان يدفع لمهاجمة قطاع غزة قبل
الحرب بفترة طويلة للاطاحة بحركة حماس، على حد تعبيره.
واوضح بن يشاي انّ وزير الامن الاسرائيلي، ايهود باراك، قرر اختيار غالانط
بسبب اسلوبه العسكري الهجومي، معتبرا ذلك بمثابة رسالة الى ايران مفادها
انّ تل ابيب لا تنوي الجلوس مكتوفة الايدي حتى مهاجمتها بالقذائف
والصواريخ وحتى بصواريخ غير تقليدية، وبحسب تقديرات المحلل الاسرائيلي
فانّه في حال تمت مهاجمة اسرائيل بالقذائف او الصواريخ فانّها سترد بهجوم
صارم وواسع لاحباط هذه التهديدات الاستراتيجية، على حد وصفه.
وخلص الى القول انّ الرسالة ليست فقط لمواطني اسرائيل وللجيش بل لسورية
وايران وحزب الله وحتى للادارة الامريكية والدول الاوروبية.
وفي نفس السياق ركزّت صحيفة 'يديعوت احرونوت' امس الاثنين على قضية
الطائرة التي اعلنت عنها ايران، طائرة بدون طيار، واصفة اياها بأنها في
الواقع صاروخ يصل مداه الى 1000 كيلومتر، وقالت نقلا عن خبير اسرائيلي
قوله انّه في حال قامت ايران بخفض حمولة الطائرة من القنابل عندها تصبح
قادرة على الوصول الى اسرائيل.
واشارت الصحيفة العبرية الى انّه بعد الاحتفال الايراني بتفعيل المفاعل
النووي الاول في بوشهر، يوم السبت الماضي، قام الرئيس الايراني محمود
احمدي نجاد بالاعلان، يوم امس الاول، عن طائرة بدون طيار القادرة على
التحليق لمسافات بعيدة جدا وبسرعة عالية جدا.
واشارت الى اقوال وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي ان الطائرة، التي تحمل
الاسم (كرار)، قادرة على التحليق لمسافة تصل الى الف كيلومتر، كما انها
قادرة على حمل 4 صواريخ موجهة بامكانها الاختفاء عن شاشات الرادار. كما ان
الطائرة قادرة على تغيير حمولتها بحسب المهمة، حيث انه يمكن استبدال
الصواريخ بقنبلتين تزن كل واحدة 115 كيلوغراما، او بصاروخ واحد موجه بزنة
230 كيلوغراما. وفي هذا السياق نقلت عن خبراء اسرائيليين قولهم انّ الحديث
عن طائرة نفاثة تعتمد على انظمة متوفرة. بالاضافة الى ذلك، نقلت عن خبير
في معهد (فيشر) للطيران والفضاء، طال عينبار، قوله انّ الحديث هو عن صاروخ
موجه يصل مداه الى 1000 كيلومتر.
وزاد قائلا انّ الطائرة في هذه المرحلة غير قادرة على الوصول الى اسرائيل
التي تبعد نحو 1300 كيلومتر عن ايران، الا انه في حال خفض حمولة الطائرة
فسيكون بالامكان زيادة مداها. وتابع الخبير عينه قائلا للصحيفة العبرية
انّ الايرانيين، وبدون ادنى شك، حققوا خطوة الى الامام في قدراتهم على
اطلاق اسلحة بدقة عالية ولمسافات بعيدة، على حد تعبيره.
وقالت الصحيفة ايضا ان الدولة العبرية كانت على علم بالبرنامج الايراني
لتطوير طائرة مقاتلة بدون طيار، وانه على ما يبدو يوجد لدى ايران اكثر من
طراز واحد من هذه الطائرات. كما لفتت الى قيام ايران باجراء تجربة
صاروخية، قبل بضعة ايام، على صاروخ ارض ارض من انتاجها، مشيرة الى انه من
المتوقع ان تعلن ايران في الايام القادمة عن اسلحة اخرى قامت بتطويرها،
تشمل ايضا صاروخ (فتح 110) الذي يصل مداه الى 200 كيلومتر. وقال الخبير
الاسرائيلي عينبار ان الصاروخ المشار اليه مجهز بنظام توجيه متطور، ونظرا
لصغر وزنه فهو سريع جدا، ويصل طوله الى 8 امتار، ومن الممكن نقله من مكان
الى اخر بسهولة، كما يمكن اطلاقه من سفينة. واضاف انه ليس من المستبعد ان
يتم تسليح حزب الله بمثل هذا الصاروخ. كما لفتت الصحيفة الى قيام ايران،
قبل عدة ايام، بعرض 4 غواصات حديثة من انتاجها، وقارب سريع بامكانه
الاختفاء عن شاشات الرادار. وبينما اشارت الصحيفة الى ان التقديرات
الاسرائيلية تشير الى ان ايران تنفق مليارات الدولارات على تطوير الاسلحة،
فقد اشارت الى انّ ايران قامت بانتاج طائرة قتالية مماثلة للطائرات
الامريكية القديمة (اف 5)، وصاروخ باليستي (شهاب 3) يصل مداه الى 1300
كيلومتر، وصاروخ باليستي (سجيل) يصل مداه الى 2000 كيلومتر، وغواصات صغيرة
لاغراض استخبارية وعملانية، وصاروخين مضادين للطائرات يشابهان الى حد كبير
الصاروخ الروسي S300) ) ومدافع مضادة للطائرات ذات اكثر من فوهة اطلاق،
وقنابل جوية ثقيلة بعضها موجه.
من ناحيته رأى المحلل للشؤون العسكرية قي 'يديعوت احرونوت'، اليكس فيشمان،
انّ الدولة العبرية تتحدث عن تهديد وجودي مستقبلي من ناحية ايران، ولكنها
هي نفسها تضع اعداءها في خطر وجودي منذ زمن بعيد، وهذه القدرة تتصاعد بشكل
متواتر، على حد تعبيره، واضاف انّ ما اسماها بالعناوين الامنية في الفترة
الاخيرة لا تُبشّر باندلاع حرب في الفترة القريبة، وبرأيه فانّ ما اسماها
بالحرب الاخرى، لا تتعلق بالتهديدات الوجودية على اسرائيل، بل مرتبطة في
عملية قضم شرعية اسرائيل في العالم، هذه الحرب، التي فيها اسرائيل، ستستمر
وبقوة اكبر، على حد قوله.