كيسنجر لـ"دايان": أنتم في موقف صعب.. ودايان: نستطيع تدمير الجيش الثالث
كيسنجر: السادات يمكن أن يقبل الانسحاب.. ولكن كيف سيواجه جيشه
ذعيرا: قوات جزائرية انضمت للجيش المصري
دايان لـ"كيسنجر": رغم تفوق مصر عسكريًا لكننا الأقوى

مذكرة محادثات
القدس، 13 يناير، 1974
الساعة: 1:15 ظهراً
المشاركون:
يجال آلون: نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي
إيبا إبان: وزير الخارجية الإسرائيلي
موشيه دايان: وزير الدفاع الإسرائيلي
سيمتشا دينيتس: السفير الإسرائيلي لدى واشنطن
الجنرال ديفيد اليعزار: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي
موردخاي جازيت: مدير مكتب رئيس الوزراء
أبراهام كيدرون: المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية
إبرايم افرون: نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية
الجنرال الياهو ذعيرا: رئيس المخابرات الإسرائيلية

المصدر: الأرشيف الوطني، وثائق الرئيس نيكسون، مكتب كيسنجر
ملفات، صندوق 140، الشرق الأوسط، زيارة كيسنجر للشرق الأوسط
11- 20 يناير 1974 (سري للغاية)
مكان الاجتماع – مكتب رئيس الوزراء
اتفاقية فض الاشتباك الأول بين مصر وإسرائيل

دايان: ذاعيرا سيبدأ بإخبارنا عن المصريين.

ذاعيرا "واقفًا مشيرًا للخريطة": سأبدأ بحالة التعبئة المصرية، إجمالي القوة المصرية من القاهرة إلى الخطوط الأمامية تبلغ 2200 دبابة، 1700 مدفع و1300 مدرعة، معبئين بثلاثة قوات رئيسية من الجيش الثاني والثالث، وفرقتين من قوات خاصة تسمى "بدر" متمركزة شرقي القناة، بالإضافة إلى قوات تحمي القاهرة.

إجمالي عدد الدبابات المصرية في الخامس من أكتوبر كانت 2650 دبابة، خسروا 1100 دبابة، لكنهم عادوا إلى العدد السابق بعد حصول مصر على 750 دبابة من الاتحاد السوفيتي و200 أخرى من ليبيا، فضلاً عن انضمام بعض القوات من الجزائر للقوات المصرية، لذا فالقوات المصرية عادت بقوتها مثلما كانت عليها مع بدء الحرب.

أما عن الطائرات، بدأ المصريون بـ600 طائرة حربية، فقدوا منها 220، الآن تسلموا 115 من الاتحاد السوفيتي، لذلك فالطيران المصري أصبح أقل قوة من بدء المعركة.

النقطة الخطيرة هى حصولهم على منصات إطلاق صواريخ "سكود" إضافية، مع بدء الحرب كان لديهم 10 منصات، والآن لديهم 20 منصة، وهذه أرقام ضخمة.

كيسنجر: أريد أن أعرف أين تقع مدفعيتهم ومنصات إطلاق صواريخ سام بالضبط.

ذاعيرا: هناك 994 مدرعة و720 مدفعًا و325 مدرعة شرقي القناة.

كيسنجر لدايان: هل الجميع هنا يعلم الخطة.

دايان: نعم

كيسنجر: على المصريين سحب كل الدبابات والمدافع إلى غرب القناة، بما فيهم الجيش الثالث.

دايان: نعم

كيسنجر لـ"ذعيرا": هل أنت واثق من الأعداد؟

ذعيرا: هذه الأعداد تم تحديدها من صور تم التقاطها من الأقمار الصناعية، فهى أعداد مقاربة.

كيسنجر: ما سنطلبه من المصريين ليس بالقليل.

ذاعيرا: ستسمع بعد قليل عدد دباباتنا غربي القناة.

كيسنجر: هل لدى المصريين مدافع بالضفة الغربية للقناة؟

ذعيرا: نعم، لديهم الكثير، 1100 دبابة و384 مدفعًا و600 مدرعة، نصف ما لديهم شرقي القناة.

كيسنجر: إذا هناك 112 مدفعًا في الثلاثين كيلو شرقي القناة.

ذعيرا: نعم

كيسنجر: كم عدد منصات صوارخ سام؟

ذعيرا: لديهم 15 منصة في هذه المنطقة.

كيسنجر: هل يرغب أحد منكم في الذهاب معي إلى أسوان ويرى كم هو سهل أن نطلب منهم انسحاب ألف دبابة و700 مدفع إلى
غرب القناة؟

كيسنجر: سأطلب منهم ذلك (وطلب من ذعيرا أن يحتفظ بالخريطة)

ذعيرا (مترددًا): خذها

كيسنجر: لن يفيد الأمر إذا أعطيتهم خريطة مكتوب عليها بالعبري.

ذعيرا: اعطها لهم وهم سيترجمونها.

كيسنجر: هل يعرفون ما لديكم في الضفة الغربية من القناة؟

ذعيرا: لديهم صور تم التقاطها بواسطة الطائرات الروسية التي حلقت فوق مواقعنا لتصويرها، نحن ننظر في صورهم وهم ينظرون في صورنا.

كيسنجر: على أي حال المصريون لن يقبلون بالحلول التماثلية (قاصدًا أن مصر لن تقبل أن تسحب هى وإسرائيل نفس عدد الأسلحة للخطوط خلفية).

كيتنج: أعرف أنهم لن يقبلوا.

كيسنجر: هذه ليست مفاوضات يمكن أن تحل بالانسحاب التماثلي، وفي الحقيقة لم أكن أعلم أن لهم هذا العدد من الأسلحة والمعدات شرقي القناة.

دايان: هذا في مصلحتهم إذا طلبوا أن يحتفظ كل طرف بما لديه وما حققه.

كيسنجر: إذا أرادوا أن يحتفظوا بمدفعيتهم شرقي القناة..

دايان: وماذا إذا احتفظنا بما لدينا غربي القناة، لن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار، ولن تفتح القناة.

كيسنجر: السادات يضع في الاعتبار نوعية الأوامر وصداها على الجيش المصري، وكيف سيبدوا في أعينهم إذا أمرهم بالتراجع، خاصة أنه وضع 50% من المدفعية على الضفة الشرقية للقناة، ومن المستحيل أن يخبر الجيش بأن سحبهم إلى الضفة الغربية سيكون أفضل.

ذعيرا: لدينا قوات كافية في الضفة الغربية، وهذا ما يطمأنا لأننا قادرون على صد أي عمل عدائي.

كيسنجر لـ"العذار": كيف لاتشعرون أنكم محاصرون و200 دبابة لديكم يواجهون 1000 دبابة مصرية، فضلاً عن التفوق المصري في الصواريخ؟

العذار: هذا نابع من فرق القوة بيننا وبين الجيوش العربية، فنحن نعيش بين الدول العربية ولا نشعر أننا محاصرون.

دايان: ممكن أن يحاصرنا المصريون إذا قطعوا عننا هذا الممر (مشيرًا إلى الخريطة)، القوات المتمركزة غربي القناة لا يمكنها عمل ذلك، أما القوات المتمركزة في الشرق تستطيع أن تضغط علينا ولكن لا تستطيع أن تقطع عننا هذا الممر لأننا قادرون على أن ندافع عنه، يمكن أن يحاصرونا ويقطعوا عنا هذا الكوبري إذا انضم الجيشان الثاني والثالث وهذا ولا يمكن لأن الجيش الثالث لا يتمتع بغطاء من المدفعية لأن قواتنا تحول دون ذلك، قواتنا الجوية قادرة على مواجهة الجيش الثالث المصري، وسيطرتنا على جبل "عتاقة" أهم ما يميز قواتنا غربي القناة لما له من أهمية استراتيجية وعسكرية.

كيسنجر: السادات قال لي إنه وفقًا لتقديراته أنكم تستطيعون تدمير الجيش الثالث ولكنكم ستتكبدون خسائر فادحة.

آلون: ربما يكون المصريون يقللون من شأن قوتنا في الضفة الغربية من القناة، ولا أريد أن تكون ضحية لتقديراتهم غير الصحيحة عن قوتنا.

كيسنجر: من الناحية العسكرية أضمن لكم أنكم ستنتصرون، ولكن الضغط السياسي سيكون له عامل كبير في حسم القضية.

كيسنجر: كم عدد أفراد الجيش المصري في سيناء؟

ذعيرا: من 60 : 70 ألف جندي شرقي القناة.

كيسنجر: أنتم في مقايضة صعبة

دايان: ولكن لدينا 50 ألفًا من قواتنا غربي القناة، ونحن على استعداد للحرب أو السلام إذا أراد السادات، وأفضل شيء لإقناعه هو أن نأخذه في جوله في مواقعنا غربي القناة ليعلم مدى قوتنا بالإضافة إلى سيطرتنا على جبل "عتاقة"، وفي الحقيقة لا أعلم إذا كان السادات يدرك خطورة سيطرتنا على هذا الجبل أم لا؟

كيسنجر: هذه ليست مشكلته، بل في نوعيه الأوامر التي سيعطيها للجيش وكيف سينظرون إليه.

المصدر :- http://www.akhbarak.net/articles/9449552-الوثيقة_السرية_لحرب_أكتوبر_كيسنجر_?ref=home

لا ننسى الجسر المباشر للقوات والأسلحة الأمريكية لإسرائيل غيرت موازين القوى على أرض الواقع .