السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واشنطن- يعكف فريق من الباحثين في الولايات المتحدة الأميركية واليابان على دراسة بعض أنواع الطيور والحشرات، حيث يأملون في الكشف عن أسرار قدراتها العالية في الطيران، سواء من جهة مقاومتها للظروف الجوية المتباينة، أو فيما يختص بنجاحها الفائق في التحكم بحركتها أثناء التحليق.
وبحسب ما أوضحوا فإن الطائر المعروف باسم الطائر الأسود (بلاك بيرد) ، وهو من الفصيلة الشحرورية، قادر على الطيران بسرعة تصل إلى 2000 ميل في الساعة، كما يقطع خلال ثانية واحدة مسافة تعادل 16 ضعف طول جسده، فيما تبلغ سرعة طائر الحمام 50 ميل في الساعة، قاطعاً مسافة تعادل 75 مرة من طول جسده في كل ثانية.
كما أشار هؤلاء الباحثون إلى أن بعض الطيور كطائر السنونو، تتفوق على الطائرات الحربية من جهة قدرتها على الالتفاف، حيث يتجاوز معدل الالتفاف عند هذا الطائر 5000 درجة في الثانية، مقارنة مع طائرة "سكاي هوك" الحربية التي يبلغ معدل التفافها 750 درجة في الثانية.
ويقول "وي شاي"، رئيس دائرة هندسة الفضاء من جامعة ميشيغان الأميركية، وعضو فريق الدراسة، من الواضح أن الكائنات الطيارة تمتاز بخصائص ميكانيكية متباينة، والتي لم يتم الإفادة منها في علوم الهندسة. مضيفا ًبأنها ليست فقط أخف وزناً، مقارنة مع الطائرات، بل تمتاز كذلك بتركيبتها القادرة على التأقلم مع الظروف المختلفة، فهي تحلق في الأجواء الماطرة والمغبرة، وعند تساقط الثلوج.
كما يبدي "شاي" إعجابه بحشرة اليعسوب، التي تبدو قادرة على التعامل بمرونة مع الرياح،على الرغم من خفة وزنها، وذلك بسبب امتلاكها لأجنحة ذات تركيبة خاصة، علاوة على قدرتها على التحكم بجسدها أثناء الطيران، وهو سر لا زال يحير المختصين.
ويثير توجه هؤلاء الباحثين إلى هذا الحقل، اهتمام المعنيين في سلاح الجو الأميركي، فقد قدم لهم عدداً من المنح المالية التي يتجاوز مجموعها المليون دولار أميركي، حيث يؤمل أن ينجحوا في ابتكار طائرة صغيرة الحجم تصفق بأجنحتها كالطيور، والتي تتراوح المسافة بين طرفي جناحيها ما بين 1-3 أنشأت، بهدف استخدامها في المجال العسكري، فهي تحوم ببطء لمراقبة مناطق العدو، دون أن تلفت الانتباه إلى وجودها، بسبب صغر حجمها