عززت الانقطاعات الكهربائية الأخيرة من حجم الطلب
خلايا الطاقة الشمسية تنتشر تدريجيا بين السعوديين.. والطلب ينمو 15 %
العذبة وآل تميم خلال حديثهم مع ياسين محمد عن نوع جديد في السوق.
تصوير : مسفر الدوسري «الاقتصادية»
عبد العزيز الزغيبي من الرياض
قادت الانقطاعات الكهربائية المتلاحقة في عدد من المدن السعودية ومن
بينها الرياض، وكذلك التكاليف العالية للطاقة الكهربائية، عددا لا بأس به
من السعوديين في الآونة الأخيرة للاستعانة ببدائل الطاقة المتجددة، ولعل
أهمها خلايا الطاقة الشمسية.
شراء شرائح شمسية لتوليد الكهرباء ينتشر وفق تجار ومتخصصين تحدثوا
لـ''الاقتصادية'' ينتشر على نطاق ضيق للاستخدامات الخفيفة بدلا من المولدات
''المواطير'' والبطاريات والطرق الأخرى في توليد الطاقة الكهربائية, حيث
تمتاز بسهولة الاستخدام والنقل وتكلفة معقولة، كما أنها لا تحتاج إلى صيانة
وتخدم عمراً أطول من بقية المولدات الأخرى.
''الاقتصادية'' انتقلت إلى شارع ''الغرابي'' وسط العاصمة الرياض، حيث بدأت
مجموعة من المحال المتخصصة في بيع هذه النوع من ''الخلايا الشمسية'' في
الانتشار على امتداد الشارع وبصورة محدودة، وكانت المفاجأة أن الإقبال كبير
ومتنوع.
يقول ياسين محمد وهو مقيم عربي يدير محلا متخصصا في بيع خلايا الطاقة
الشمسية ''الطلب ينمو بصورة ملاحظة، خصوصا في الفترة الأخيرة، ومن مختلف
الأجناس والجنسيات، حيث يأتينا أصحاب المزارع والاستراحات وسكان المناطق
الريفية، كما يأتي أصحاب الإبل والأغنام، ولدينا شريحة واسعة من العملاء
والمواطنين الذين يستعينون بها لتوليد الطاقة الكهربائية المحدود وقت
الانقطاعات، بل إن لدينا عملاء باحثين من طلبة الجامعات.
عدد من المحال المتخصصة في بيع الطاقة الشمسية
تاجر آخر يشرح لزبون كيفية توليد طاقة لمكيف تبريد «صحراوي» من خلية
لا تكلف 300 ريال.
وهنا يتداخل محمد العذبة زبون سعودي'' نحن ندعو لتوسيع التوعية بهذا
النوع من البدائل ونؤكد جودتها وفعالية استخدامها.. لقد وفرت علينا الكثير
من الجهد والعناء وكذلك المال.. سمعت عنها في البداية دون أن أعلم أنها
يمكن أن تولد طاقة كافية لتشغيل مكيف تبريد أو إضاءة جيدة''.
ويضيف العذبة أنه الآن يتوسع في شراء الخلايا الشمسية، لكنه يرى أن انتشار
الوكلاء والتجار المتخصصين في بيع الخلايا ضعيف، ما يرفع أسعاره.
وهنا يعود ياسين محمد ليؤكد أن الطلب ينمو بنسبة تقترب من 15 في المائة
سنويا، مشيرا إلى أن إيرادات المحل قفزت خلال العام الحالي بنحو 15 في
المائة، وهي الحالة التي تنطبق على بقية المتاجر الأخرى، إلا أن الأسعار لا
تزال مرتفعة ما يقلل من مستوى الطلب، إذ يتراوح سعر الخلايا الشمسية وفق
الحجم والنوع ما بين 350 إلى 5 آلاف ريال، للشريحة الواحدة.
من جانبه يقول فيصل العمري، مهتم بالطاقة الشمسية، إنه ولكونه من هواة
الاطلاع على أحدث ما يتواجد في السوق المحلية من تلك الخلايا منذ أكثر من
سبع سنوات، فإنه يلمس نموا متسارعا في عدد الباعة والزبائن، إذ يؤكد أنه
كان لا يوجد في ''الغرابي'' قبل سبع سنوات إلا محل واحد، والآن يزيد عددها
عن عشرة، وقد كان عملاؤها محدودين، ولكن اليوم هناك حركة بيع واسعة، ليس في
الرياض وحدها، إنما في جدة والشرقية والقرى أيضا.
ويتابع ''استخدامها قضى على كثير من المشكلات التي كنت أعانيها من المولدات
الأخرى واصفاً خطوته الجريئة على الاعتماد على تلك الشرائح بالإيجابية
التي عادت بالنفع عليه. مشيراً إلى أن أكثر ما نال استحسانه من تلك اللوائح
هي وزنها الخفيف الذي يسهل حملها ونقلها من مكان لآخر، إضافة إلى كونها لا
تعتمد على وقود لتشغيلها.
ويضيف ''أنا أؤكد أن النمو لا يقل عن 15 في المائة، ولو كان هناك توجه من
القطاع الخاص أو الجهات الحكومية لتجاوز ذلك بكثير''.
في المقابل يرى محمد آل تميم وهو صاحب مزرعة في المنطقة الشرقية أنه سمع عن
الطاقة الشمسية كونها طاقة نظيفة متجددة ستغنية عن مولدات الطاقة الحالية
وأهمها ''الماطور'' الذي وصفه بشديد الإزعاج ومستنزف الأموال بداية من سعر
شرائه المرتفع وانتهاءً بتبعات استخدامه من صيانة ووقود، ما دعاه إلى
القدوم لمحال بيع تلك الشرائح والاستماع لكيفية استخدامها ومن ثم شرائها
واستخدامها كبديل لباقي المولدات التي بحوزته.
ويضيف ''لقد عانينا انقطاعات الكهرباء وقد بدأت أنا وعدد من الأصدقاء
بالاستعانة بالخلايا منذ نحو عام وأكثر والنتائج كانت جيدة لذلك تراني هنا
مرة أخرى''.
وهنا يشرح العمري ماهية ألواح الخلايا الشمسية، يقول'' تعتبر طاقاتها شكلا
من الطاقة المتجددة والنظيفة، لأنه لا ينتج عن تشغيلها نفايات ملوثة ولا
ضوضاء ولا إشعاعات ولا حتى تحتاج إلى وقود, وتولد كل لوحة من الفولتات ما
مقداره 12 فولت يزيد أو ينقص على حسب الشركة المصنعة.. والخلايا الشمسية
تولّد كهرباء مستمرة ومباشرة كما هو الحال في المواطير أو البطاريات
السائلة والجافة العادية, كما تعتمد شدة تيارها على وقت سطوع الشمس وشدة
أشعة الشمس، وكذلك على كفاءة الخلية الضوئية نفسها, ويمكن تحويل التيار
المستمر DC إلى تيار متردد AC بواسطة العاكسات الـ''إنفيتور''.
وحول مميزاتها يقول العمري'' ميزتها أنها ليس بها أجزاء متحركة تتعرض
للعطل، ولا سيما أنها لا تحتاج إلى صيانة أو إصلاحات أو وقود, حيث تعمل في
صمت, إلا أن اتساخ الخلايا الضوئية نتيجة التلوث أو الغبار يؤدي إلى خفض في
كفاءتها، ما يستدعي تنظيفها على فترات''.
معلوم أن السعودية أطلقت خطة قبل نحو عامين تعتزم من خلالها استخدام الطاقة
الشمسية لتوليد 10 في المائة من احتياجاتها للكهرباء بحلول العام 2020،
لتصبح بذلك أكبر مصدر للطاقة الشمسية في العالم، وتأتي هذه الخطوة تماشياً
مع سعي الحكومة إلى توليد 5 جيجاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2020.
هذا وقد تم استثمار أكثر من ثلاثة مليارات دولار لتمويل محطات توليد الطاقة
الشمسية في كل من ميناء ينبع في منطقة المدينة المنورة ومدينة الجبيل في
المنطقة الشرقية، إضافة إلى مشروع بناء مصنع لإنتاج مادة البولي سيليكون
على ساحل الخليج بقيمة 380 مليون دولار، ومن المتوقع أن تصل طاقته
الإنتاجية الأولية بحلول عام 2014 إلى 3350 طناً من البولي سليكون الصالح
للاستخدام في إنتاج الطاقة الشمسية. كما أن السعودية أنشأت هيئة متخصصة في
الطاقة الذرية والمتجددة، ويتوقع مسؤولون سعوديون أن يتجاوز حجم الاستثمار
في قطاع الطاقة الشمسية في البلاد إلى أكثر من 100 مليار دولار خلال الـ20
عاما المقبلة، مشيرا إلى الحاجة الماسة في المملكة إلى مضاعفة كمية إنتاج
الطاقة ثلاث مرات خلال الفترة نفسها.
http://www.aleqt.com/2012/08/05/article_680393.html