عرفت بريطانيا خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين ب الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بفضل مستعمراتها التي امتدت في أنحاء المعمورة، شاملة أراضي باتت اليوم جزءا من الولايات
المتحدة وكندا واستراليا والهند ودول أخرى عدة. كما أن اللغة الانكليزية فرضت نفسها كلغة التجارة والعلوم والتقنية والتواصل بين الشعوب. لكن دخول بريطانيا في الحربين العالميتين وانتهاء عهد الاستعمار أديا تدريجيا الى
تراجع مكانة بريطانيا الدولية لصالح الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في حينه. ورغم ذلك، بقي لبريطانيا مكانة مرموقة حيث احتفظت بحق النقض في مجلس الأمن، ولعبت ولا تزال دورا في الاتحاد الأوروبي، وطورت قوة نووية
مستقلة. وعلى الصعيد الدولي، اعتبرت بريطانيا قوة متوسطة، على غرار فرنسا، تمتلك قدرات تكنولوجية مرموقة وتتمتع بقوات عسكرية تعتبر من الأفضل في العالم.شاركت بريطانيا منذ النصف الثاني من القرن العشرين في العديد من العمليات العسكرية خارج حدودها، منها الهجوم على مصر في العام 1956، على أثر تأميم الرئيس جمال عبد الناصر لقناة السويس، لكنها اضطرت في حينه على الانسحاب. وفي العام 1982، تمكنت بريطانيا من ارسال قوة بحرية على بعد أكثر من ١٢٠٠٠ كلم من أراضيها لاستعادة جزر فوكلاند التي احتلتها الأرجنتين بشكل مباغت، علما أن عدد السكان البريطانيين فيها لم يكن يتجاوز 1800 نسمة!وبعد معارك طاحنة، أرغمت القوات البريطانية الأرجنتينيين على الاستسلام. ولعبت القوات البحرية الدور الأبرز في هذه المعركة، خصوصا حاملتا الطائرات
Invincible وHermes اللتان كانتا تحملان طائرات ذات إقلاع قصير أو عمودي من
نوع Sea Harrier.
المصدر
http://www.arabdefencejournal.com/articles.php?categoryID=10