الليث الليبي
رقـــيب
الـبلد : العمر : 33 المهنة : طالب جامعي المزاج : مزاجي التسجيل : 28/09/2012 عدد المساهمات : 207 معدل النشاط : 289 التقييم : 16 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: وسائط الدفاع الساحلي و افاق تطويرها الإثنين 1 أكتوبر 2012 - 23:48 | | | تأتي أهمية الدفاع الساحلي عبر العصور فى كونه العنصر الرئيسي لأسناد الخطوط الدفاعية الأولى لصد العدوان القادم من البحر والتى كرس لها المدافعون جزءاً كبيراً من تفكيرهم وخططهم ، وتم استخدام وسائل دفاعية مختلفة لصد السفن الغازية والتى تطورت تباعا ً مثل النار الرومانية ، الى استخدام المدفعية والتى ظلت الى وقت كبير من اهم وسائط الدفاع الساحلي ،وتحتل الأن الصواريخ السلاح الرئيسي فى الدفاع الساحلي . وتجلت اهمية الدفاع الساحلي خلال الحرب العالمية الأولى والثانية وما أكدته الحروب الاخيرة من أهمية الدفاع الساحلي ودوره فى التأثير على مسرح العمليات البحرية ، فالاستخدام الناجح للصواريخ الساحلية فى نهاية حرب الفوكلاند مكن الارجنتنيون من أصابة المدمرة HMS Glamorgan بصواريخ Exocet الساحلية ، وأستطاعت المقاومة اللبنانية خلال العدوان الاسرائيلي ابعاد القطع البحرية الأسرائيلية عن الاقتراب من الساحل اللبناني بعد أصابة الفرقاطة الاسرائيلية SAAR 5 المزودة بافضل نظام دفاعي مضاد للصواريخ البحرية المتكون من قواذف صواريخ Barak المضادة للصواريخ وتقنية دعم الكتروني متطورة جدا ً ومنظومات كشف عالية التقنية كلها مصممة للحماية الذاتية وحماية السفن الأخرى من خطر الصواريخ ويعتقد استخدام المقاومة اللبنانية لصواريخ C -802 ،وكذلك تجلت اهمية الدفاع الساحلي خلال عمليات قوات التحالف واحتلالها للساحل العراقي وعمليات ام القصر وتأثير ضعف الدفاع الساحلي على مجهود القوات المدافعة . أبرز المنظر البحري " ماهان" بأن الدفاع السلبي عن الشواطئ والمواني من مهام القوات البرية ،وان دور القوات البحرية فى الدفاع الساحلي غير فعال او منطقي فى هذا الدفاع ،حيث يفرض عليها فى تلك الحالة تفتيت قواتها الى اجزاء صغيرة لتستطيع الدفاع عن كل قاعدة او ميناء و عن طول الساحل ،الامر الذي يجعلها أهدافا ً صغيرة ولن تلزم قوات كبيرة لتدمير تلك الاجزاء ،وان البيئة الجغرافية للقوات البحرية هي البحر يمكن فيها ان تقوم بالهجوم حتى فى حالة الدفاع العام فى البر وان هدفها هو السيطرة على البحر . واجه الرأي المناقض بأن " ماهان" أستمد أفكاره واستنتاجاته حول القوة البحرية الى القرنين السابع عشر والثامن عشر تلك الفترة التى كانت تختلف كليا ً من الناحية التقنية عن الفترة الحديثة ،والتى تتطلب تكامل نظام الدفاع الساحلي ليكون مكملا ً ومساندا ً لقوات الاسطول البحري .
تدخل تبعية المدفعية الساحلية فى بعض البلدان للقوات البحرية كالدول الاسكندنافية ، بينما بعض الدول تتبع القوات البرية فى اغلب دول الكمنولث ، وبالنسبة لروسيا فخلال الحرب العالمية الاولى كانت تبعية الدفاع الساحلي للقوات البحرية حتى 1918-1921 ،انتقلت تبعيتها الى القوات البرية ،وخلال 1921- 1925 اعيدت تبعيتها الى القوات البحرية ،1925 - 1929 انتقلت تبعيتها الى القوات البرية ، ثم شكلت قيادة مشتركة (برية - بحرية ) وفى سنة 1930 صدر قرار اعادة تبعية قوات الدفاع الساحلي للقوات البحرية.
تنامت اهمية الدفاع الساحلي مع التطور النوعي للقطع البحرية والطيران البحري ووسائط الاسطول القادرة على إبرار القوات وإنزال الضربات من مديات بعيدة ،ومع ازدياد مخاوف تهديدات الأعمال التخريبية ضد الأغراض الساحلية الأمر الذي تطلب مواكبة فى تطورالدفاع الساحلي والاهتمام المتزايد للدول التى تشكل فيها الواجهة البحرية مسرحا ً محتملا ً للعمليات المعادية بغرض إسناد عمليات صد الابرار وحماية القواعد والمواني وتغطية خطوط المواصلات الساحلية وتهيئة ظروف عملياتية لصالح القوات البحرية .
وحدات الدفاع الساحلي قوات الدفاع الساحلي أحدى صنوف قوات الأسطول البحري وتتكون من وحدات ساحلية مزودة بمنصات أطلاق صواريخ موجهة ومدفعية ساحلية بغرض تدمير الأهداف الساحلية المعادية ،وتقوم وحدات الدفاع الساحلي بمهامها بصورة مستقلة أو بالتعاون مع باقي قوات الأسطول البحري لتنفيذ مهام حماية نقاط التمركز ، والاغراض البحرية الهامة ونقاط الاتصالات الساحلية ، وتأمين نشر وعودة الغواصات عند تواجد قطع العدو ، وصد الإبرار البحري المعادي وانزال الضربات بوسائط نقل وقوافل العدو فى نطاق مدياتها ، وحماية القوات البحرية من الضربات البحرية المعادية ، وفى حالات خاصة تستخدم لإنزال الضربات بالأطراف الساحلية المعادية وتأمين الابرار البحري . وتعتبر القوة الضاربة فى الدفاع الساحلي سلاح الصواريخ والمدفعية الساحلية المستخدمة فى الدفاع المباشر على الساحل البحري ونقاط التمركز على مشارف الساحل .
منظومات الصواريخ الساحلية تعتبر الصواريخ المجنحة السلاح الرئيسي المستخدم فى الدفاع الساحلي لمعظم البلدان الساحلية ،والتى يتواصل تحديثها باستمرار ، فهي قادرة بفضل حركيتها وقدرتها النارية العالية على تغطية جزء كبير من مسرح العمليات الساحلية ،حيث تمتاز عن ذخائر المدفعية الساحلية فى زيادة المدى و سرعة الطيران ومعدل القدرة التدميرية ، حيث تشكل الصواريخ الساحلية سلاحا ً فعالا ً ضد القطع البحرية الكبيرة الحجم ،والتشكيلات والقوافل البحرية، وخاصة سفن الإبرارالكبيرة قبل بدء عملية ابرار القوات لتكون هدفا ً بالغ الاهمية وذو تأثير ايجابي على سير العمليات القتالية اللاحقة ، وتصنف صواريخ الدفاع اساحلي إما بحسب مدياتها الى صواريخ ساحلية بعيدة المدى لتدمير الأهداف على مدى التغطية الرادارية او مابعد مدى الافق الراداري ،وصواريخ ساحلية قصيرة المدى بمدى الكشف الراداي المباشر ،وكذلك تصنف بحسب منصات الاطلاق الى ثابتة ومتحركة . تمتاز انظمة الصواريخ الساحلية الحديثة بمرونة حركية عالية والقدرة على الانتشار والتشغيل فى وقت قصير ،وكذلك زيادة عدد المقذوفات ليتمكن النظام من أطلاق الصواريخ المجنحة المضادة للسفن بنظام الرماية المفرد او عدة صواريخ (القصف) مع فاعلية تدميرية عالية ، والقدرة على استخدام الاسلحة فى مختلف الظروف الجوية والجغرافية . كما زودت الانظمة الصاروخية الحديثة بأنظمة توجيه قادرة على توجيه الصاروخ وتصحيح مساره نحو الهدف ، بالاضافة الى تحسينات فى العربات الذاتية الدفع ، ومحطات السيطرة والاتصالات ،وكذلك التحسينات التى ادخلت على وحدات الاسناد الفني ، وبوجود نظام إسناد فني متكامل يتيح إعادة الشحن و تكرار الإطلاق لزيادة القدرة النارية للنظام . وتجهز انظمة الصواريخ الساحلية فى عدة نماذج مختلفة ،والنموذج الاساسي وحدة للقيادة و مركزالسيطرة والاتصالات ،وتبقى الوحدات الاخرى كأحتياط ، وبسبب توفر مركزين (القيادة ،السيطرة والاتصالات) فيمكن استخدام القدرة الكاملة للقناة السلبية لتحديد الاهداف ،كما زودت الانظمة بتجهيزات الرؤية الليلية واجهزة الملاحة والمسح لإتاحة الفرصة لإعادة تحميل المواقع والانطلاق بسرعة بعد تنفيذ المهمة القتالية بتشكيل متفرق الى منطقة جديدة . ادخال الاتمتة على المنظومات وتزويدها بنظام اتصالات رقمية ذات كفاءة عالية فى التجفير وضمان السرية ، وتستطيع الأنظمة الصاروخية الساحلية الحديثة الرماية من على مستوى سطح البحر الى ارتفاع يصل الى 1000 م فى وجود موانع طبيعية او اصطناعية فى اتجاه الاطلاق ، وكذلك مزودة بمركز قيادة ومركز اتصالات وسيطرة لغرض مركزية السيطرة القتالية للنظام خلال التحرك للأطلاق اوخلال أستبدال المواقع ،او التغيير الكلي او الجزئي او خلال الاطلاق ، ولإرسال واستقبال الأوامر والإشارات إلى القواذف ، واستلام التقارير وتأكيداتها و تزويدها بمجموعة متكاملة لعرض البيانات اثناء تنفيذ المهمة التالية، وكذلك تزويد النظام بتغطية متكاملة للموقف عن القوات الصديقة والمعادية ومعطيات الهدف من قيادة المستوى الاعلى و مراكز المراقبة والاستطلاع ، وإمكانية إرسال البيانات عن تحديد الهدف من بين سفن العدو ضمن التغطية الرادارية فى النظام السلبي والايجابي،وارسال البيانات عن الهدف الى القواذف ، وإرسال الأوامر بتوزيع الصواريخ على الاهداف وارسال هذه الاوامر الى القواذف ،و تسجيل المعلومات الشفهية والرقمية ، وقصر الفترات الزمنية بين عمليات اطلاق الصواريخ لضمان كثافة نارية كبيرة بالتنسيق بين وحدات الاطلاق ، مع تحسين فى الوزن والحجم ، ومن افاق التطور تحسينات تأمين سرية تمركز القواذف بالنسبة للطيران المنخفض المعادي وإدخال تقنيات الغش والاختفاء المختلفة ، وتحديث نظام طيران الصاروخ نحو الهدف وزيادة القدرة التدميرية للرأس المتفجر باستخدام مواد عالية التفجير مع زيادة قدرة اختراق التدريعات ، وزيادة سرعة الطيران حتى نهاية مرحلة الطيران ، مع زيادة فى الحركية و من المتصور وضع حماية ذاتية ضد الطيران المعادي . ومن افاق تطوير وسائط صواريخ الدفاع الساحلي أستخدام الصواريخ البالستية المضادة للسفن ،حيث بداء الاتحاد السوفيتي سابقا ً خلال السبعينات إجراء التجارب على صواريخ بالستية مضادة للسفن تستخدم المواد المتفجرة التقليدية ولكن التجارب حينها لم نلق النجاح ، إلا ان التقنيات الحديثة تتيح تزويد الرؤوس الحربية للصواريخ البالستية بمنظومات توجيه رادارية او بالأشعة تحت الحمراء لكي تسطيع إصابة الأهداف المتحركة ،وتقوم الصين حالياً بتصميم صواريخ بالستية مضادة للسفن " DF -21 " وبحسب تأكيدات المصممين فإن الصواريخ ستكون قادرة على إصابة الاهداف البحرية المتحركة ،وهذه الصواريخ تتيح أمكانية تدمير حاملات الطائرات بغض النظر عن قوة الدفاع الجوي للتشكيلات البحرية ،حيث أن وسائط الدفاع الجوي الحديثة بالقطع البحرية غير قادرة على إصابة الصواريخ التى تصل سرعتها الى عدة كيلومترات فى الثانية . فى الوقت الحالي تعتمد قوات الدفاع الساحلي على منصات الصواريخ الساحلية المتحركة مثل Rubezh وRedut الروسية ،RBS 15 السويدية ،Sea Skua البريطانية، Exocet الفرنسية ،SS I اليابانية ،Harpoon الأمريكية، C-802 الصينية ، وتواجه كافة المنظومات الصاروخية البحرية عائق مشترك وهو وجود منطقة ميتة تختلف مدياتها بحسب نوع النظام الصاروخي ،وكذلك تعاني منظومات الصواريخ الساحلية من أنخفاض الفاعلية ضد الاهداف البحرية المتحركة الصغيرة الحجم من ضمنها سفن الانزال الصغيرة والحوامات ذات الوسائد الهوائية و غيرها ،ولذلك فأنظمة الصواريخ الساحلية غير قادرة على الدفاع عن المناطق الساحلية لوحدها .
المدفعية الساحلية : ظهرت تقريبا ً فى اوروبا خلال القرن السادس عشر اثناء سيطرة القوى الاستعمارية على اراضي ماوراء البحار حيث كانت تبني القلاع الساحلية وتجهز بالمدفعية لردع القوى البحرية المنافسة ولإخضاع المواطنين ، وقامت الصين خلال القرن التاسع عشر ببناء المئات من القلاع الساحلية المجهزة بالمدفعية لمواجهة التهديدات البحرية الغربية ، و تقلص دور المدفعية الساحلية تدريجيا ً بظهور الطيران والصواريخ . تدخل حاليا ً المدفعية الساحلية فى تسليح بعض الدول سواء ً الثابتة او المتحركة وبعيارات مختلفة ، و تصنف بعدة تصنيفات من بينها بحسب عيار المدفعية وتشمل : مدفعية ثقيلة ( اكثر من 180 مم ) ،مدفعية متوسطة ( 100 -152 مم ) ومدفعية خفيفة (أقل من 100 مم ). يتم الان استبدال المدفعية الساحلية الثقيلة بمدفعية ساحلية حديثة ذات العيار المتوسط ، وحالياً يستخدم فى الدفاع الساحلي بالاساس المدفعية ذات العيارات : 155 ،152 ،130 ،127 ،122،120 ،75 و57 مم ،وتستخدم مدفعية م/ط عيارات 40 ،30 ،25 مم ،لحمايتها من الاهداف الجوية المعادية ،وتم الاستعاضة عن المدفعية الثابتة بالمدفعية المتحركة ، ففي منتصف الثمانينيات كان لدى السويد حوالي 60 بطارية مدفعية ساحلية ثابتة ،وحاليا ً لديها 14 منها فقط ( ثمانية - 75 مم ،ثلاثة - 105 مم ،ثلاثة - 155 مم ) لقد كان التركيز فى السابق علي تحصين مواقع المدفعية الساحلية وتهيئتها للدفاع الدائري والتصدي لعمليات الإبرار وتعد من التحصينات المنيعة التى يعتمد عليها فى الدفاع عن السواحل والجزر التى تتعرض للهجوم ، كقاعدة فأنظمة المدفعية الساحلية الثابتة والمتنقلة مثل SM-4-1, KM-65 (الروسية) و KARIN السويدية تستخدم لإسناد الصواريخ الساحلية وتغطية عيوبها القتالية ،وعلى اية حال فهذه الانظمة لم تعد قادرة على تلبية متطلبات ديناميكية العمليات القتالية بسبب كبرحجمها و قلة سرعة انتشارها والزمن الطويل للإستجابة ، فخلال فترة السبعينات لم تحظ المدفعية الساحلية بقدر الاهتمام الذي حظيت به صواريخ الدفاع الساحلي مما أثر فى كفاءتها القتالية ضد الأهداف البحرية حيث تعاني من قلة الحركية وقدم أنظمة التوجيه وعدم فاعليتها مع الأهداف البحرية السريعة والأعمال القتالية للدفاع عن الساحل بالعموم .
تطورت المدفعية الساحلية لتشكل قوة نارية كبيرة للدفاع عن الساحل ،نتيجة للتطور من الثبات الى الحركة وإدخال الانظمة الرادارية للكشف عن الاهداف ،وكذلك التطور فى منظومات إدارة النيران واستخدام بعض المنظومات لتقنيات الليزر، فأزدادت فاعلية المدفعية الساحلية فى ضرب الأهداف البحرية بأزدياد مديات الرماية وقدرتها على العمل فى مختلف ظروف الرؤية وتسند اليها تدمير وسائط الإبرار وسفن إسناد عمليات الإبرار ، فأنظمة المدفعية الساحلية ذاتية الدفع الحديثة خالية من اغلب العوائق وخاصة نظام المدفعية الساحلية الروسية الحديثة Bereg وبذلك أستعادت المدفعية مكانتها الدفاعية بالساحل . تتطلب الحرب الساحلية الحديثة تطوير انظمة المدفعية الساحلية المتنقلة لتأمين الدفاع على مناطق شاسعة والتحرك غير المكشوف للمواقع القتالية فى مناطق مختلفة ،و فى افاق تطورها تؤمن أنظمة المدفعية الساحلية الحديثة إخفاء التحرك الى مواقع الاطلاق بدفع ذاتي مع تغطية بمسافة متباعدة بين المدفع والأخر ،وكذلك سرعة الاطلاق وفاعلية الرماية ضد الاهداف السريعة جداً وبمديات كبيرة ،وتجهيز بيانات عدة اهداف آنياً والتعامل مع الاهداف البحرية بالأضافة للاهداف البرية ، تتبع الاهداف البحرية وتصحيح الرماية بواسطة نظام إدارة النيران و محطة السيطرة الرئيسية ، القيام بالمهام القتالية المستقلة وذاتياً لمدة تصل لأسبوع . تتكون أنظمة المدفعية الحديثة من :محطة سيطرة مركزية ، مدفع ذاتي الحركة ،عربات الإسناد الفني ،وأدخلت العديد من التحسينات المتقدمة على انظمة المدفعية مثل: نظام أستطلاع ،إدارة النيران وتجهيزات الإطلاق والإسناد ،وضعية المدافع والاطلاق تحت تحكم محطة السيطرة الرئيسية ، نمط الاطلاق الآلي المبني على مبدأ كشف الهدف - توجيه المدفع - الإطلاق - إعادة التحديد - التعديل - تدمير الهدف . استعاضة انظمة المدفعية الساحلية الحديثة عن استخدام التصويب البصري الفردي ،واحلال مبدأ علم المقذوفات بالمسح الاستقطابي المستقل فى الاستقبال والإرسال لتفادي التشويش المعادي بواسطة طريقة التكيف الاستقطابي ،وكذلك تعقب الاهداف بصورة دقيقة فى ظروف التشويش الخداعي المعادي والتتبع الآلي لعدة أهداف ، وتشمل انظمة ادارة النيران على رادار ومراقبة تلفزيونية - بصرية مع محدد مدى ليزري لمراقبة وتحديد الاهداف ، وحاسوب رقمي لمعالجة بيانات الاطلاق واجهزة لتسجيل إجراءات الاطلاق ونظام محاكاة الاهداف لتدريب الاطقم على الرماية .
وكذلك تستطيع انظمة المدفعية الساحلية الحديثة الاطلاق بصورة مستقلة باستخدام التوجيه الكهروميكانيكي - البصري ، وأجهزة الرؤية الميدانية ،حاسوب المقذوفات ، محدد المدى الليزري . ويمكن نشر منظومات المدفعية الساحلية الذاتية الدفع حتى فى مواقع الاطلاق غير المجهزة هندسيا ً والصعبة جغرافيا ً لزيادة أمكانية التمركز فى مختلف المواقع وقابلية البقاء القتالي والإخفاء وتأدية المهام فى مختلف الاوقات وفصول السنة وفى ظروف التشويش الايجابي والسلبي ، وزودت أنظمة المدفعية الساحلية الحديثة بعربة إسناد فني مزودة بمولد ديزل بالإضافة لتزويد كافة العربات القتالية الذاتية الدفع بوحدات كهربائية لتكون مكتفية ذاتيا ً وعربات إسناد لتخزين الوقود والمياه والتموين وووسائل معيشة وراحة الافراد وذلك لإتاحة إمكانية البقاء في حالة الاستعداد القتالي المستمر لمدة تصل لسبعة ايام ،وتجهيز المنظومات بأجهزة الرؤية الليلية واجهزة ملاحية تتيح لوحدات المدفعية الساحلية تحديد مواقع الاطلاق الجديدة وبسرعة عالية والتحرك فى تشكيلات متفرقة الى المواقع الجديدة ، وتزويدها بقنوات تبادل معلومات مجفرة بين الوحدات المتباعدة ،وإدخال الميكنة والاتمتة فى عملية التشغيل لزيادة سرعة النشر والتجهيز وأختصار الزمن ، كما تميزت منظومات المدفعية الساحلية الحديثة بإمكانية المناورة العالية و الكفاءة النارية ، كما ادخلت فى افاق تطور المدفعية الساحلية تصور إدخال أنظمة دفاع جوي متطورة و ذلك لجعلها أنظمة دفاعية ساحلية ذات فاعلية قتالية عالية ،وزيادة معدل التمويه والاختفاء لتخفيض نسبة الكشف المعادي بأستخدام تقنيات الغش والاختفاء المختلفة وتخفيض أنبعاث الاشعة ماتحت الحمراء من السبطانات بعد عملية الاطلاق و تصور استخدام الهياكل ذات خاصية تشتت الموجات الرادارية وأستخدام الستائر الدخانية والضباب المائي ،وإعاقة توجيه القذائف المعادية العالية الدقة المستخدمة للتوجيه التلفزيوني والليزري والحراري .
الآراء حول وسائط الدفاع الساحلي بالرغم من أختلاف الأراء حول المدفعية الساحلية فالبعض يرى عدم جدواها او قدرتها على الإحلال مكان منظومات الصواريخ الساحلية الموجهة ، والبعض الأخر يتمسك باستخدام المدفعية الساحلية و يستند على أن الصواريخ الموجهة لم تلغي دور المدفعية فى القوات البرية ولكن تعتبر مكملة لبعضها البعض ، فكذلك الحال بالنسبة للدفاع عن الساحل فالصواريخ الساحلية المجنحة لديها منطقة ميتة (لاتستطيع اصابة الاهداف فى تلك المنطقة ) تصل من عدة كيلو مترات الى عشرات الكيلو مترات بحسب قدرة المنظومة الصاروخية كذلك تتاثر
الصواريخ بالتشويش السلبي المعادي ويمكن اصابة الصواريخ بالدفاع الذاتي للسفن المعادية باستخدام وسائط م/ط والنظام المضاد للصواريخ ، و كذلك التكلفة العالية للصواريخ مقارنة بذخائر المدفعية ،وايضا ً تكلفة الصواريخ الساحلية اعلى من قيمة الاهداف البحرية الصغيرة كوسائط الابرار الصغيرة الحجم والقوارب ، فخلال صراع ابخازيا تم تسليح العديد من الزوارق السياحية الصغيرة الحجم ووسائط بحرية اخرى تقدر قيمتها اقل بكثير من قيمة الصواريخ الساحلية المجنحة ،وكذلك لوحظ عدم فاعلية حماية السواحل بالمدفعية الميدانية المستخدمة فى القوات البرية والتى تعتبر غير فاعلة فى إصابة الاهداف البحرية المتحركة ، ولذلك فإصابة الاهداف البحرية المتحركة الصغيرة الحجم والمستخدمة فى عمليات الابرار البحري ( العربات القتالية البرمائية ،الدبابات ، الزوارق وقوارب الانزال) تتطلب استخدام مدفعية مزودة بأنظمة توجيه خاصة . ولنجاح الدور الفاعل لقوات الدفاع الساحلي ضرورة ان تتمتع بخصائص تعبوية عالية مثل القدرة على توجيه الضربات المؤثرة ضد الاهداف السطحية المعادية فى اقصر وقت وباقصى مدى مع اكبر احتمالية بإصابة الهدف وتدميره ،والقدرة على توجيه الضربات المؤثرة فى مختلف الاوقات والظروف الجوية والجغرافية ، والمناورة النارية العالية وتوجيه الضربات الفجائية ضد الاهداف الحيوية المعادية ، وأمكانية المحافظة على الحيوية العالية تحت تأثير الوسائط النارية المعادية وأمكانية القيام بالانتشار الصحيح بالمواقع ومراعاة السرية والتمويه والأختفاء والأخذ فى الاعتبار تخفيض أحتمالية أكتشافها من الاستطلاع المعادي بمراعاة تخفيض الانبعاث الراداري والحراري ، وتغيير المواقع بعد تسديد الضربات والانطلاق الى مناطق الاختفاء وذلك وفقاً لدراسة طوبوغرافية للساحل تحدد فيها مسبقا ً مواقع الاطلاق والانتشار.
الصواريخ الساحلية والمدفعية الساحلية تلعب دوراً مهماً فى نظام القوات المسلحة بالدولة الساحلية وان دورهما مكملا ً للأخر فى إطار نظام دفاعي ساحلي متكامل ، وأن المتطلبات الحديثة للعمليات القتالية الساحلية هو تطوير وسائط ساحلية ذات قدرة حركية عالية لأفضليتها الواضحة عن الانظمة الثابتة لضمان الحركية والمناورة النارية وتلبية المتطلبات الدفاعية على امتداد طول الساحل بالاضافة للقدرة على الاختفاء من العدو ، والعمل فى مختلف الظروف الجوية والجغرافية التى تتطلبها طبيعة الدفاع عن الساحل . تنامت اهمية الدفاع الساحلي مع التطور النوعي للقطع البحرية والطيران البحري ووسائط الاسطول القادرة على إبرار القوات وإنزال الضربات من مديات بعيدة ،ومع ازدياد مخاوف تهديدات الأعمال التخريبية ضد الأغراض الساحلية .
تم بحمد الله ,,,,,
المصدر
http://www.almusallh.ly/naval-forces/55-2010-03-07-19-15-05.html |
|