أ. وجود أنظمة ديكتاتورية في المنطقة ولها أهدافها واجندتها الخاصة كما أن الإيديولوجيات المختلفة لتلك الأنظمة عاملاً محفزاً للقيام بأي أعمال غير محمودة على الدولة نفسها أو على
الدول المجاورة لها ، ولعل النظام العراقي السابق أحد الأدلة على ما يمكن أن تقوم به مثل تلك الدول .
ب. رغبة دول مثل إيران في الهيمنة على منطقة الخليج وعلى الممرات المائية الهامة في المنطقة مثل مضيق (هرمز) .ج. عدم وجود حل جذري للمشكلة الفلسطينية - الإسرائيلية وإستمرار حالة اللاسلم واللاحرب القائمة ، وإمتلاك إسرائيل لجميع المقومات والوسائل التي تساعدها على إرتكاب
حماقات معينة ، بهدف دفع بعض دول المنطقة للجلوس على طاولة التفاوض ، كما أن الاعتداءات الإسرائيلية
المتكررة على الشعب الفلسطيني وأرضه تزيد من ضغط بعض الجهات المتشددة على حكوماتهم ، لإتخاذ خطوات
معينه لدعم ذلك الشعب ، والقضية برمتها عامل مزعزع للأمن والإستقرار في كامل المنطقة .
د. مسئوليات المملكة في حماية الحرمين الشريفين ، وحجاج بيت الله الحرامومنع أي تدخلات أجنبية (إسلامية أو دولية ) في هذا الشأن الداخلي البحت ، ان المهمة الأساسية هي لجهات
حكومية أخرى (أمنية وغيرها) ، إلا أن وجود الإستراتيجية العسكرية الوطنية يوضح مسئوليات القوات المسلحة بكل
جلاء في هذا الجانب .
هـ. طبيعة تركيب المجتمع (عرقياً) وتعددها وتشابهها مع دول مجاورة في التركيبة الإجتماعية يحتم وجود إستراتيجية عسكرية للمساهمة في حفظ الأمن والإستقرار مع الجهات المعنية الأخرى ، علما انه لا يوجود
أي إشكاليات عرقية سابقة او مذهبية ، مما جعل كامل القبائل والجماعات في تلاحم فريد من نوعه مع الدولة
واجهزتها المختلفة ، إلا أنه لا يجب ترك الباب مفتوحاً لأي إحتمالات تهدد أمن الدولة .
و. وجود تهديدات فكرية وإيديولوجيات متعددة وجماعات متشددةتحتم أيضاح الطريقة التي يجب على القوات المسلحة العمل في ظلها ، حيث ان الإستراتيجية العسكرية تبين
جوانب التهديدات وطرق المحافظة على أمن الدولة ضمن أي تهديدات محتملة .
ز. تقلبات الأحوال الإقتصادية العالمية وعدم استقرارهاتؤثر على وضع الإقتصاد المحلي ، كما أن وجود بطالة بين فئة الشباب الأكثر عدداً بين السكان ، وعدم ثبات
أسعار البترول ، وحاجة البلد للتوسع في مشاريع الخدمات والبنى التحتية المختلفة ، تسبب ضغطاً على الدولة وتعد
تهديدات أمنيةً خطيرة يلزم القوات المسلحة معرفتها والمساهمة في التغلب عليها ومنع أي تهديدات أمنية تأتي
من قبلها .
ح. الارهاب لا يوجد اتفاق عالمي موحد لتعريف الارهاب ، فهناك اختلاف كبير بين تعريف الامم المتحده ، وتعريف الولايات
المتحدة ، وتعريف وزراء الداخلية العرب ،ولكن تختلف الدول في التعامل مع هذه الظاهرة ،فحينما تناط محاربة
الارهاب باجهزة الامن المختلفة في كثير من الدول ،الا ان بعض الدول جعلت مهمة محاربته للقوات المسلحة ، ويتم
تحديد ذلك في سياسة الامن الوطني للدوله ، لذا فان الاستراتيجية العسكرية توضح ما هي الادوار المطلوبة من
القوات المسلحة في دعم الاجهزة المختصة لمكافحة الارهاب .
متطلبات إعداد الإستراتيجية العسكرية الوطنيةأ. وضوح السياسة العسكرية الوطنية وهي التي تحدد الأهداف الوطنية ومصالح الدولة التي تقررها القيادة العليا ، وهي التي تبين مهمة القوات المسلحة
في حمايتها أو تحقيقها .
ب. وضوح الطريقة التي يجب أن تعمل بها عناصر القوة الوطنية (السياسية ، الإقتصادية ، الإعلامية ، والعسكرية)يمكِّن للقوات المسلحة من إعداد نفسها وتجهيزها للمساهمة في تحقيق المصالح الوطنية للدولة ، والعمل على
تحقيق الأمن ودعم إستقرار المنطقة والمساهمه في الامن العالمي .
صعوبات إعداد الإستراتيجية أ. عدم وجود سياسة عسكرية مكتوبة ، توضح الخطوط العريضة للقادة والمسئولين العسكريين .
ب. البيئة المحيطة (ثفاقياً ، إيدليولوجياً ، عرقياً ، إقتصادياً) مما يسبب في ضبابية كبيرة في دور ومهمة القوات
المسلحة .
ج. عدم توفر إستراتيجيين متخصصين في اعداد الاستراتيجيات المطلوبة في جميع المواقع .
د. التغير السريع في نوع وطبيعة التهديدات الأمنية الوطنية والتوجهات الدولية المعتمدة على المصالح ، وكذلك
تغير التحالفات السياسية إقليمياً و دولياً .
هـ . الحاجة إلى الشفافية والوضوح من قبل الجهات الحكومية الأخرى ، فيما يتعلق بأي معلومات مطلوبة لبناء
الإستراتيجية ، والحاجة على التغلب على مقاومات بعض الجهات من خلال بيان المخاطر الأمنية المفترضة .
ز. طبيعة أفرع القوات المسلحة نفسها ، والتي لها عاداتها وطرقها في تنفيذ مهامها وعدم الرغبة في التغيير ، يصعّب
من بناء الإستراتيجية العسكرية .
ح. سرعة التغير التكنولوجي في التجهيزات والمعدات العسكري التي تحتم التغيير على الإستراتيجيات العسكرية
المختلفة ، حيث انه يتغير معها كيفية شن الحروب والأسلحة ، وتزداد الصعوبة للدول غير المصنعة
لآلتها العسكرية .
ط. عدم توفر المصادر اللازمة لبناء الإستراتيجية مثل (المعلومات ، الأفراد ، الدعم المادي) .
الخلاصة جميع الدول التي لا تزال في مراحل تطوير وبناء هياكلها الاقتصادية والعسكرية وبناها الأخرى ، تواجه صعوبات
جمة في بناء إستراتيجية عسكرية واضحة المعالم ، وتزداد تلك الصعوبات مع تنوع التركيبة السكانية إجتماعياً
وثقافياً ودينياً .
أن حجم الدولة ومسئولياتها الداخلية والاقليمية والدولية ، وحجم قواتها المسلحة تعد عوامل محفزة لإعداد
الإستراتيجية العسكرية ، وسيتم ذلك إنشاء الله في قواتنا المسلحة بالعمل الجماعي والحرص الناتج من رغبة وطنية
صادقة، وسنكون قادرين مع الوقت على التغلب على أي صعوبات مهما كانت . نحن ولله الحمد تتوفر لدينا العزيمة
والإرادة والتصميم المستمدة من أعلى الهرم في قيادتنا العسكرية لتجاوز وتخطي العقبات
العميد الركن
محمد بن يحيى الجديعي
قيادة قوات الدفاع الجوي