هل يمكن لثمرة الزيتون أن تكون سببا في استعادة مكانة المنتج المصري في الأسواق العالمية؟

وهل يمكن للثمرة نفسها أن تكون هي قوة الجذب الفعالة لآلاف من المستثمرين الباحثين عن عوائد مرتفعة في مجالات الزراعة؟الإجابة عن هذين السؤالين تمثلت في زجاجة ملؤها زيت الزيتون المصري تتصدر واجهتها صورة للملك توت عنخ آمون تجتاح حاليا الأسواق اليابانية ـ إحدي أكثر الأسواق العالمية انتقاء للمنتجات‏,‏ وأكثرها تشددا في اتباع معايير الجودة ـ فيما يصفه اليابانيون الآن بعبارة ذهب الفراعنة الأخضر‏.‏

والزجاجة‏,‏ وإن تجاوز سعر ربع اللتر منها‏26‏ دولارا‏(‏ نحو‏2700‏ ين ياباني‏),‏ إلا أنها استطاعت أن تفسح للمنتج المصري مجالا واسعا من مجالات المنافسة وسط نظرائها من كل من أوروبا‏,‏ وأمريكا‏,‏ واستراليا‏,‏ وإفريقيا‏,‏ بل واليابان نفسها‏,‏ والأسباب وراء ذلك متعددة‏..‏

فقد أوضح خبراء التغذية اليابانيين أن سر رواج هذه الزجاجة هو بلوغ نسبة الحموضة فيها صفرا‏,‏ مما يزيد من قيمتها الغذائية‏,‏ فضلا عن خلو الزيت من الكيماويات تماما‏,‏ ولعل الفضل في ذلك يعود إلي كون الثمرة قد تمت زراعتها في الصحراء‏,‏ وعدم إضافة قطرة ماء واحدة إلي الزيت بعد استخلاصه‏,‏ وعدم استخدام الحرارة في عملية الاستخراج‏,‏ مما يحافظ علي خصائصه ومميزاته ورائحته وطعمه‏,‏ ومن ثم قيمته الغذائية‏.‏

في حين أضاف المهندس محمد الخولي رئيس المكتب الفني بالاتحاد المصري لمنتجي الزيتون سرا آخر لتألق هذا المنتج ألا وهو كون أشجار الزيتون المزروعة في مصر تروي بمياه مرتفعة الملوحة‏,‏ وأن نسبة المواد المضادة للأكسدة في هذا الزيت تبلغ معدلات مرتفعة للغاية‏,‏ فضلا عن أن نسبة الدهون الحرة بداخله لا تتعدي‏0,4%,‏ في حين تسمح المواصفات العالمية بنسبة‏0,8%,‏ مشيرا إلي أن نسبة زيت الزيتون المصدر من مصر لا تتعدي‏3500‏ طن سنويا‏,‏ وعلي الرغم من قلة المعروض فإن ارتفاع الجودة أدي إلي اختراق السوق العالمية‏,‏ خاصة السوق اليابانية‏.‏