أفادت تقارير إسرائيلية امس، بأن مسؤولين إسرائيليين أعربوا أخيراً عن خوفهم من تزويد موسكو سورية وإيران أسلحة متطورة، على خلفية بيع إسرائيل أسلحة متطورة وحديثة إلى تبليسي، وذلك بعد اندلاع القتال بين روسيا وجورجيا.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: «ينبغي على إسرائيل إبداء حذر وحساسية بالغة في هذه الأيام، فالروس يبيعون أسلحة كثيرة لإيران وسورية ولا ينبغي توفير الحجة لهم لبيع أسلحة متطورة أكثر».
وأوضح المصدر أن إسرائيل مهتمة بمنع نقل الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات من طراز «إس-300» من روسيا إلى إيران. وقال المصدر: «في اليوم الذي نريد منع صفقة مستقبلية مع إيران يجب أن تكون أيدينا نظيفة». وأوردت «هآرتس» إنه على أثر اندلاع القتال في أوسيتيا الجنوبية أوصت وزارة الخارجية الإسرائيلية بتجميد بيع أسلحة لجورجيا في شكل كامل.
وأشارت الصحيفة الى ان تل أبيب حظرت قبل ستة أشهر بيع أسلحة ومعدات هجومية لجورجيا. وأضافت أن هناك مخاوف في إسرائيل من أن تعتبر روسيا أن من شأن مبيعات الأسلحة هذه أن تشكل خطراً على أمنها، وأن يكون رد الفعل الروسي على شكل تزويد دول عربية وإيران بأسلحة نوعية، من شأنها أن تشكل خطراً على التفوق العسكري الإسرائيلي. وأفادت «هآرتس» بأن نقاشاً دار خلال السنوات الأخيرة بين وزارتي الخارجية والدفاع في إسرائيل حول بيع أسلحة لجورجيا، وحذرت وزارة الخارجية خلال ذلك من مخاطر المس بالعلاقات مع روسيا.
وقبل تسعة أشهر، وفي أعقاب تقديرات في شأن اقتراب حدوث مواجهة بين روسيا وجورجيا، قررت الوزارتان الإسرائيليتان فرض قيود على بيع أسلحة لجورجيا وتزويدها عتاداً دفاعياً فقط، مثل وسائل رؤية ليلية، وطائرات استطلاع من دون طيار ومعدات حراسة وما شابه ذلك.
وكان رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس غلعاد، هو الذي قاد خطوات لتقليص حجم المتاجرة بالأسلحة بين إسرائيل وجورجيا.
وجاءت خطوات غلعاد بعدما أوضح مسؤولون روس لإسرائيل أن تزويد جورجيا بأسلحة هجومية هو «خط أحمر» بالنسبة لروسيا.
وذكّر الروس إسرائيل في هذا السياق بتحفظ الأخيرة عن بيع موسكو أسلحة متطورة من صنعها لكل من إيران وسورية في ضوء مخاوف إسرائيل من وصول هذه الأسلحة إلى أيدي «حزب الله» في لبنان.
وأثارت التفاهمات الروسية الإسرائيلية غضباً في صفوف تجار الأسلحة الإسرائيليين، علما أنها لم تؤد الى إلغاء اتفاقات موقعة لكنها منعت إبرام عدد كبير من العقود الجديدة، فيما عبرت جورجيا من خلال اتصالات مع تجار الأسلحة الإسرائيليين بأنها مهتمة باقتناء المزيد من الأسلحة.
من جهة أخرى، أفادت «هآرتس» أن رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين طلب عقد لقاء عاجل مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، خلال وجودهما في بكين لحضور دورة الألعاب الأولمبية.
واجتمع بوتين وبيريز في وقت كانت تدور معارك بين روسيا وجورجيا، لكن مكتب بيريز ادعى أن الاجتماع لم يتناول هذه الحرب، وإنما بحثا موضوع البرنامج النووي الإيراني.
وأوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مبيعات الأسلحة الإسرائيلية لجورجيا بدأت قبل سبع سنوات وفي أعقاب مبادرة مواطنين جورجيين يهود هاجروا إلى إسرائيل وتحولوا إلى رجال أعمال.
وأضافت الصحيفة أن التعاون العسكري بين إسرائيل وجورجيا تطور بسرعة، خصوصاً على أثر تولي المواطن الإسرائيلي الجورجي الأصل، دافيد كازرشفيلي، وزارة الدفاع الجورجية، بعد عودته إلى موطنه.
وأشارت الصحيفة إلى أبرز صفقات الأسلحة التي أبرمتها الشركات الإسرائيلية مع جورجيا، إذ أدخلت شركة «إلبيت» تحسينات على طائرات مقاتلة من طراز «سوخوي-25»، المعروفة أيضاً باسم «سكوربيون»، وزودت الشركة هذه الطائرات بمقصورة طيار عصرية وأجهزة دفاع ذاتية وتمت ملاءمتها لإطلاق صواريخ وقذائف تتم صناعتها في الدول الغربية.
كذلك باعت إسرائيل جورجيا طائرات صغيرة من دون طيار من طراز «هرمس-450» من صنع «إلبيت» أيضاً.
وتستخدم طائرات «هرمس- 450» لجمع معلومات استخباراتية وبإمكانها البقاء في الجو لعشرين ساعة متواصلة والتحليق بسرعة 170 كيلومتراً في الساعة وأن تحمل أجهزة تصوير واتصالات وتحديد مواقع بواسطة أشعة ليزر زنة 150 كيلوغراماً.
كذلك باعت الصناعات العسكرية الإسرائيلية جورجيا قذائف صاروخية متنقلة من طراز «لينكس»، وهي منظومة صاروخية دقيقة ورخيصة الثمن نسبياً وطويلة المدى. ويتم وضع منصة إطلاق هذه القذائف الصاروخية على شاحنة، وهي قادرة على إطلاق قذائف صاروخية لآماد تتراوح ما بين 45 و150 كيلومتراً.
.http://www.daralhayat.com/arab_news/levant_news/08-2008/Item-20080810-add5a9b6-c0a8-10ed-01bf-ee339d528db8/story.html