كــــــــــريم زين الدين كتب:

ربما اسبب احباط لكن اقول
انا ضد هذه الفكرة من الاساس :
1- المناظرة وجه من اوجه الصراع لذالك
لن يتراجع اي طرف عن رايه لانه سيراه انتقاص من قدره واهانه له امام الاعظاء
بالله عليكم ، اليس من يتناضر فى الاتجاه المعاكس اساتذة ودكاترة وووو...
الم تلاحظون فى ضرف دقيقة يتحول الاستاذ والدكتور الى طفل صغير يسرخ ويشتم
هل هكذا الحظارة ؟
هل رايتم يوما ما احد تراجع عن رايه ؟ اليس هذا هو الجدال بعينه ؟

2- المناضرة بين خبرين كبرين فى مجال ما
وبصراحة ، من خبراء منتدانا وفى اي مجال ؟
لا احد ....ماعدا ابوجو فى قسم الجوي
فكيف بالله عليكم من سيتناضر اثنين هما اصلا لا يعرفان شئ عن ما يتاظرون عليه
او يعرفان قشور او بعض المعلومات المجمعة هنا وهناك
والكارثة ان من يحكم عليهما ...اسوء منهما !!! مهــــــــــــــــزلة

3-اخيرا شرعنا الحنيف نهي عن المناظرة غالبا لانها نوع من الجدال و المراء
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
"لا تمار أخاك ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا..."
وما سمح به فقط للعلماء واذا اظطروا اليه فقط وليس لكل احد

لذلك اسمحولي اقول
كريم لا يناظر ....بل يتعلم لانه لاشئ ، وان اصبح يوما ما شئ ،لا يناظر كذالك لانه الذي يهمه
ايصال الفكرة فقط لاغير .....اكتب موضوع او اعلق على موضوع مرة اثنين ثلاث اوصل الفكرة
اقتنع الطرف الاخر او لم يقتنع .... الله يسهل عليه

هذا رايئ لا الزم به احد
والله اعلم

اقتباس :

وبصراحة ، من خبراء منتدانا وفى اي مجال ؟
لا احد ....ماعدا ابوجو فى قسم الجوي

من قال ذلك ابوجوو ايضا خبير فى مجال البحرية والجميع يعرف ذلك وايضا يوجد محمد علأم ايضا يعرف الكثير
فى البحرية والجوية فكيف تقول ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يوجد خبراء فى كل مجالأت فى المنتدى ++ يوجد ظباط متقاعدين
فى المنتدى وظباط فى الخدمة العسكرية فكيف كل هولأء ليسوا خبراء من هو الخبير فى رائيك

اقتباس :

كريم لا يناظر ....بل يتعلم لانه لاشئ ، وان اصبح يوما ما شئ ،لا يناظر كذالك لانه الذي يهمه
ايصال الفكرة فقط لاغير .....اكتب موضوع او اعلق على موضوع مرة اثنين ثلاث اوصل الفكرة
اقتنع الطرف الاخر او لم يقتنع .... الله يسهل عليه

خطا الهدف من المناظرة هى التعلم من المنظارة والأستفادة منها فى كل العلوم العسكرية والأسلحة المختلفة !!!!!!!!!
فيمكن مقارنة الأسلحة بااسلحة اخرى لكى نعرف نقاط الضعف والقوة فى كل الأسلحة هكذا ماتفعله الجيوش تقارن بين الأسلحة حتى تنتج ماهو افضل من دولة الأخرى واذا كانت دولة لأيوجد اقوى منها او سلأح يقارن بااسلحتها تبدا مقارنة
بين اسلحة الدولة والأسلحة المستقبيلية للدولة كل العالم الأن يناظر فهل كل العالم الأن خطا !!!!!!!!!!!!!!!!!!

اقتباس :

3-اخيرا شرعنا الحنيف نهي عن المناظرة غالبا لانها نوع من الجدال و المراء
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
"لا تمار أخاك ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا..."
وما سمح به فقط للعلماء واذا اظطروا اليه فقط وليس لكل احد

المنتدى الجيش العربى هو منتدى يدرس العلوم العسكرية فالكل هنا يتعلم العلوم العسكرية فى البرية والبحرية والجوية الخ
بقلم الدكتور أبو أمامة نوار بن الشلي
المناظرة الفقهية .. سنة غائبة في علاج التطرف

اقتباس :

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين، وبعد :
فإن التطرف في الفكر والغلو في الرأي ليس حديث النشأة، بل تمتد جذوره إلى صدر الإسلام، وقد سبق للصحابة الكرام رضي الله عنهم مواقف وتجارب في علاجه، وعلى إثرهم سار التابعون بإحسان، وكان من أشهر هذه التجارب محاورة الغالين الخارجين على الخلافة وعقد المناظرات الفقهية معهم لتبيين أي الفريقين أهدى رأيا وأولى بالصواب، وقد تأملت في هذا المنهج فرأيته غائبا عن واقع المسلمين اليوم مع اشتداد الحاجة إليه وكثرة العلماء والفقهاء، وتعدد لمنابع الغلو في أقطار كثيرة من بلاد المسلمين، فأحببت التنبيه والتذكير بسابقة السلف في التناظر والتحاور لحل الخلاف؛ فإن الفكر لا يفله إلا الفكر، والله الموفق للصواب.
والمناظرة : في اللغة من النظر أو من النظر بالبصيرة.
واصطلاحا : هي النظر بالبصيرة من الجانبين في النسبة بين الشيئين إظهارا للصواب
وقد تناظر فقهاء المدارس الفقهية في عصور الإسلام المختلفة، وجعلوا من المناظرة فنا من فنون الفقه، بل إنهم اتخذوها عنوانا للضيافة ورمزا لحفاوة الاستقبال، إذ كانوا يبادرون القادم بالسؤال على سبيل استخراج الحجاج وشحذ الفكر لا على سبيل اعتقاد الرأي ونصرة المذهب
وقد ارتبطت المناظرة بالجدل الفقهي في مبناه ومعناه، حتى غدا
التمييز بينهما عسيرا،
فالجدل في اللغة : المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة.مأخوذ من (جدلت الحبل إذا فتلته وأحكمت فتله؛ فإن كل واحد من المتجادلين يحاول أن يفتل صاحبه ويجدله بقوة وإحكام على رأيه الذي يراه. فإذا اشتد اعتداد أحد المتخالفين أو كليهما بما هو عليه من قول أو رأي أو موقف، وحاول الدفاع عنه، وإقناع الآخرين به أو حملهم عليه سميت تلك المحاولة بالجدل
وأما الجدل الفقهي : فهو علم يقوم على مقابلة الأدلة لإظهار أرجح الأقوال الفقهية.
ولعله لأجل هذا الارتباط في المعنى أوضح ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ تحت باب ما يكره فيه المناظرة والجدال والمراء : أن «الآثار كلها في هذا الباب المروية عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما وردت في النهي عن الجدال والمراء في القرآن...وأما الفقه فأجمعوا على الجدال فيه والتناظر لأنه علم يحتاج فيه إلى رد الفروع على الأصول للحاجة إلى ذلك، وليس الاعتقادات كذلك، لأن الله عز وجل لا يوصف عند الجماعة ـ أهل السنة ـ إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم....»
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : «..وقد كان العلماء من الصحابة والتابعين ومَن بعدهم إذا تنازعوا في الأمر اتبعوا أمر الله تعالى في قوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا﴾ [النساء ك59].وكانوا يتناظرون في المسألة مناظرة مشاورة ومناصحة وربما اختلف قولهم في المسألة العلمية والعملية، مع بقاء الألفة والعصمة وأخوة الدين...ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة »
وللمناظرة الفقهية أهداف وغايات يتوجه إليها المتناظران فهي كما يقول الإمام المزني ـ رحمه الله ـ :«لا تعدو المناظرة إحدى ثلاث: إما تثبيت لما يديه، أو انتقال من خطأ كان عليه، أو ارتياب فلا يقدم من الدين على شك. قال: وكيف ينكر المناظرة من لم ينظر فيما به يردها؟. قال : وحق المناظرة أن يراد بها الله عز وجل، وأن يقبل منها ما يتبين»
ومع تطاول العهد وتغير أخلاق الفقهاء في التناظر احتيج إلى إرساء معالم هذا الفن بوضع القواعد والضوابط: « ..فإنه لما كان باب المناظرة في الرد والقبول منه، وكل واحد من المتناظرين في الاستدلال والجواب يرسل عنانه في الاحتجاج، ومنه ما يكون صوابا؛ ومنه ما يكون خطأ، فاحتاج الأئمة إلى أن يضعوا آدابا وأحكاما، يقف المتناظران عند حدودها في الرد والقبول، وكيف يكون حال المستدل والمجيب؟ وحيث يسوغ له أن يكون مستدلا، وكيف يكون مخصوصا منقطعا، ومحل اعتراضه أو معارضته، وأين يجب عليه السكوت ولخصمه الكلام والاستدلال؟ ولذلك قيل فيه: إنه معرفة بالقواعد من الحدود والآداب في الاستدلال، التي يتوصل بها إلى حفظ رأي وهدمه ـ كان ذلك الرأي في الفقه أو غيره ـ »
والمقصود بآداب المناظرة: هي قواعد السلوك التي ينبغي مراعاتها في مجالس المناظرة: وهي تفرض تحديد المسألة تحديدا دقيقا، وكذلك تحديد الإجابة المقدمة عنها، وهي تلزم الخصمين أن يمتنعا عن الحديث معا في نفس الوقت، وألا يقاطع أحدهما الآخر مادام رأي أي منهما لم ينته تقديمه، ومادام عرض الأفكار لم يصل إلى غايته المنطقية، كما تلزمهما بألا يوجه أحدهما سؤالا إلى خصمه قبل أن تكتمل مناقشة السؤال الأول، وكذلك نجد أن التلطف والرقة مما ينبغي التزامهما، فالذي يبدأ المناقشة يجب أن يلتفت إلى خصمه، وهو ملزم أن ينصت إليه بكل انتباه، دون أن يلتفت إلى أي شخص آخر، ثم إنه ينبغي أن يستخدم الأساليب الحسنة، وأن يحترز من السخرية بآراء الخصم، أو لومه، أو أن ينسب إليه بالمغالطة رأيا لم يقله، رغبة في أن يحمله مسؤولية أفكار لم يبدها
كما أن المناقشة لا يمكن أن تنعقد إلا بين خصمين متساويين، لأن الطرف الأدنى يقف تلقائيا موقف شخص يلتمس تعليما، أو يكتفي بطرح أسئلة، فمن اللازم أن يتمتعا بنفس شروط الأمان والصحة، وألا تكون بهما عاهة أو علة طارئة، كأن يجد أحدهما نفسه مشلولا بسبب خوف أو استحياء أو أي انفعال كان، على حين يبدو الآخر مالكا كل قواه والواقع أن أي إنسان يمكن أن يستغل صلته بأمير أو صاحب جاه، فيتصرف في عجرفة ويصدر عن مزاج غضوب عنيف، حيث يضع الخصم في مركز لا يساعده على إعداد أدلته وعلى معاينة المواضع الملتبسة في المناقشة وعلى ربط كل مسألة بحالتها المناسبة
وقد وضّح الإمام أبو حامد الغزالي هذه الشروط والآداب فقال رحمه الله: « يطلب من العلماء عند بحث مسألة أمور:
- أن تكون المناظرة في المسائل التي يكثر حدوثها، وتكون واقعة أو قريبة الوقوع كما كان يفعل كبار الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ والإمام مالك بن أنس ـ رحمه الله ـ.
- أن تكون المناظرة في خلوة، لأنها أجمع للفهم، وأقرب لصفاء الذهن، ولأن في حضور الجمع الكثير ما يحرك دواعي الرياء والحرص على الغلبة، بالحق أو بالباطل.
- أن يكون كل طرف من طرفي المناظرة في طلب الحق كناشد ضالة، لا يفرق بين أن تظهر الضالة على يده أو على يد من يعاونه، فهو يرى في رفيقه معينا وساعدا في الوصول للحق لا خصما، فلذلك يشكره إذا نبهه لموضع الخطأ، وأظهر له الحق، كما لو سلك طريقا خطأ في طلب ضالته، فنبهه صاحبه إلى أن ضالته سلكت الطريق الآخر فإنه يسر به ويشكره..ثم قال: ..واعلم أن المناظرة لقصد الغلبة والتظاهر بالعلم والفضل والتشدق عند الناس وقصد المباهاة هي: منشأ جميع الأخلاق المذمومة عند الله، المحمودة عند عدو الله إبليس, ونسبتها للفواحش من الكبر والعجب والحسد وحب الجاه
وغير ذلك كنسب شرب الخمر للفواحش الظاهرة من الزنا، والقتل والسرقة
إننا ننقل هذه الآداب والقواعد والشروط تذكيرا وتثبيتا ..ولنبين أن الدعوة لإحياء
هذا اللون من الفقه في عصرنا لعلاج شطط الفكر وفكر الشطط ..هي دعوة
موضوعية تقوم على الإنصاف وحرية التعبير، وتمكّن كل طرف من إبداء رأيه
والمنافحة عنه، مما يجعلها في مأمن من الانحراف والمتاجرات السياسية بشرط أن
يكون الإخلاص في طلب الحق مهوى أفئدة وعقول المتناظرين.
ولعله قد وقر في خلدك صحة هذا المنهج المحكوم بالضوابط والقواعد،
وكأني بك تسأل عن صحة كونه سنة متبعة في علاج الغلو؟ فاقرأ معي هذه
النماذج وتأمل وقع الكلمة وأنها كانت في البدء قبل السيف وقبل إعلان الحرب
عثمان رضي الله عنه يناظر منافحا عن تصرفاته :
جاء في تاريخ المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام : أن الخارجين على عثمان رضي الله عنه «قالوا لعثمان: ننقم عليك أنك جعلت الحروف حرفا واحدا. قال: جاءني حذيفة فقال: ما كنت صانعا إذا قيل قراءة فلان وقراءة فلان كما اختلف أهل الكتاب ؟ فإن يكن صوابا فمن الله، وإن يكن خطأً فمن حذيفة. قالوا: وننقم عليك أنك حميت الحمى. قال: جاءتني قريش فقالوا: إنه ليس من العرب قوم إلا لهم حمى يرعون فيه عرباء، فنفلت ذلك لهم، فإن رضيتم فأقروا، وإن كرهتم فغيروا ـ أو فلا تقروا ـ قالوا: وننقم عليك أنك استعملت سفهاء أقاربك.
قال: فليقم أهل كل مصر فليسألوني صاحبهم الذي يحبون فأستعمله عليهم، وأعزل عنهم الذي يكرهون. فقال أهل البصرة: رضينا بعبد الله بن عامر فأقره علينا.
وقال أهل الكوفة: اعزل عنا سعيدا - أو قال الوليد، شك أبو محصن - واستعمل علينا أبا موسى الأشعري، ففعل. وقال أهل الشام: رضينا بمعاوية فأقره علينا. وقال أهل مصر: اعزل عنا ابن أبي سرح، واستعمل علينا عمرو بن العاص. ففعل، فما جاءوا بشيء إلا خرج عنه»
ابن عباس رضي الله عنه يناظر الخوارج :
قال عبد الله بن المبارك : حدثنا عكرمة بن عمار ثنا سماك الحنفي قال: سمعت ابن عباس يقول: قال علي: لا تقاتلوهم حتى يخرجوا ، فإنهم سيخرجون ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة فإني أريد أن أدخل عليهم فأسمع من كلامهم وأكلمهم ، فقال علي: أخشى عليك منهم ، قال: وكنت رجلا حسن الخلق لا أوذي أحدا ، قال : فلبست أحسن ما يكون من اليمنية وترجلت ثم دخلت عليهم وهم قائلون ، فقالوا لي : ما هذا اللباس ؟ فتلوت عليهم القرآن : ﴿ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ﴾ . ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس أحسن ما يكون من اليمنية ، فقالوا لا بأس ، فما جاء بك ؟ فقلت : أتيتكم من عند صاحبي ، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وختنه ، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بالوحي منكم ، وعليهم نزل القرآن ، أبلغكم عنهم وأبلغهم عنكم ، فما الذي نقمتم ؟ فقال بعضهم : إن قريشا قوم خصمون ، قال الله - عز وجل - : ﴿ بل هم قوم خصمون ﴾ . فقال بعضهم : كلموه ، فانتحى لي رجلان منهم أو ثلاثة ، فقالوا : إن شئت تكلمت وإن شئت تكلمنا ، فقلت: بل تكلموا ، فقالوا : ثلاث نقمناهن عليه ، جعل الحكم إلى الرجال وقال الله : ﴿ إن الحكم إلا لله ﴾، فقلت : قد جعل الله الحكم من أمره إلى الرجال في ربع درهم في الأرنب وفي المرأة وزوجها: ﴿ فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها﴾، أفخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم ، قالوا : وأخرى محا نفسه أن يكون أمير المؤمنين ، فإن لم يكن أمير المؤمنين فأمير الكافرين هو؟ ، فقلت لهم : أرأيتم إن قرأت من كتاب الله عليكم وجئتكم به من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أترجعون ؟ قالوا : نعم ، قلت : قد سمعتم أو أراه قد بلغكم ، أنه لما كان يوم الحديبية جاء سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي : اكتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : لو نعلم أنك رسول الله لم نقاتلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : " امح يا علي " أفخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم ، قال : وأما قولكم قتل ولم يسب ولم يغنم أفتسبون أمكم وتستحلون منها ما تستحلون من غيرها ؟ فإن قلتم نعم فقد كفرتم بكتاب الله وخرجتم من الإسلام ، فأنتم بين ضلالتين ، وكلما جئتهم بشيء من ذلك أقول : أفخرجت منها : فيقولون : نعم ، قال : فرجع منهم ألفان وبقي ستة آلاف .
عمر بن عبد العزيز ـ رحمه لله ـ يناظر الخوارج :
روى ابن عبد البر بسنده إلى محمد بن سليم أحد بني ربيعة بن حنظلة بن عدي قال :
بعثني وعون بن عبد الله عمر بن عبد العزيز على خوارج خرجت بالجزيرة؛ فذكر الخبر في مناظرة عمر للخوارج وفيه : « قالوا : خالفت أهل بيتك وسميتهم الظلمة، فإما أن يكونوا على الحق أو يكونوا على الباطل؟، فإن زعمت أنك على الحق وهم على الباطل فالعنهم وتبر أ منهم، فإن فعلت فنحن معك وأنت منا، وإن لم تفعل فلست منا ولسنا منك.
فقال عمر : إني قد علمت أنكم لن تتركوا الأهل والعشائر وتعرضتم القتل والقتال إلا وأنتم ترون أنكم مصيبون ولكنكم أخطأتم وضللتم وتركتم الحق، أخبروني عن الدين أواحد أو اثنان؟ قالوا : لا بل واحد، قال : فليسعكم في دينكم شيء يعجز عني؟ قالوا : لا .قال : أخبروني عن أبي بكر وعمر ما حالهما عندكم؟ قالوا : أفضل أسلافنا أبو بكر وعمر، قال : ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي ارتدت العرب فقاتلهم أبو بكر فقتل الرجال وسبى الذرية والنساء’ قالوا : بلى، قال عمر بن عبد العزيز : فلما توفي أبو بكر قام عمر رد النساء والذراري على عشائرهم، قالوا : بلى، قال عمر : فهل تبرأ عمر من أبي بكر ولعنه بخلافه إياه؟ قالوا : لا، قال : فتتولونهما على اختلاف سيرتهما؟ قالوا : نعم، قال عمر : فما تقولون في بلال بن مرداس ؟ قالوا : من خير أسلافنا بلال بن مرداس، قال : أفلستم قد علمتم أنه لم يزل كافا عن الدماء والأموال وقد لطخ أصحابه أيديهم في الدماء والأموال فهل تبرأت إحدى الطائفتين من الأخرى أو لعنت إحداهما الأخرى؟ قالوا : لا، قال : فتتولونهما جميعا على اختلاف سيرتهما؟ قالوا : نعم، قال عمر : فأخبروني عن عبد الله بن وهب الراسبي حين خرج من البصرة هو وأصحابه يريدون أصحابكم بالكوفة فمروا بعبد الله بن خباب فقتلوه وبقروا بطن جاريته ثم عدوا على قوم من بني قطيعة فقتلوا الرجال وأخذوا الأموال وغلوا الأطفال في المراجل وتأولوا قول الله ﴿إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا﴾ ثم قدموا على أصحابهم من أهل الكوفة وهم كافون عن الفروج والدماء والأموال، فهل تبرأت إحدى الطائفتين من الأخرى أو لعنت إحداهما الأخرى؟ قالوا : لا، قال عمر : فتتولونهما على اختلاف سيرتهما؟ قالوا : نعم، قال عمر : فهؤلاء الذين اختلفوا بينهم في السيرة والأحكام لم يتبرأ بعضهم من بعض على اختلاف سيرتهم ووسعهم ووسعكم ذلك ، ولا يسعني حين خالفت أهل بيتي في الأحكام والسيرة حتى ألعنهم وأتبرأ منهم؟ أخبروني عن اللعن أفرض على العباد؟ قالوا : نعم، قال عمر لأحدهما : متى عهدك بلعن فرعون؟ قال : ما لي بذلك عهد منذ زمان، قال عمر : هذا رأس من رؤوس الكفر ليس لك عهد بلعنه منذ زمان، وأنا لا يسعني ألعن من خالفتهم من أهل بيتي! وذكر تمام الخبر»
إن نماذج المناظرات هذه تعلمنا أن محاربة التطرف الفكري لا تكون بالسلاح دائما، وأن مهمة العلماء لا تنتهي بسل سيف السلطة والجيش على الخارجين، و أن الذمة لا تبرأ ببيان معنى الواجب وأوقات الواجبات حتى يضيف إلى ذلك القيام بواجب الوقت.
وفقنا الله لما يحب ويرضى وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.