التقرير الاستخباري الامريكي .. هزة أرضية
وضرب لخطط الداعين الى ضرب ايران
رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود
اولمرت تفاجأ من تقرير جهاز الاستخبارات الامريكية والوكالات الامنية الذي
نشر قبل ايام قليلة فقط بعد عودته من لقاء انابوليس في الولايات المتحدة،
تفاصيل هذا التقرير الاستخباري علمت بها اسرائيل قبل ساعات قليلة من نشره
في وسائل الاعلام الامريكية ، ونشر التقرير شكل ضربة لمساعي بعض الجهات
داخل الادارة الامريكية وللمساعي الاسرائيلية، فهذه الجهات في كل من تل
أبيب وواشنطن معنية في ابقاء التوتر بين امريكا والعالم الغربي من جهة
وبين ايران من جهة اخرى.
مصادر في وزارة الدفاع
الاسرائيلية ومكتب رئيس الحكومة وصفت التقرير الامريكي بالهزة الارضية
التي سوف تتسبب في انهيار ما تم بناؤه حتى الآن من سياسة العزل والعقاب
الممارسة ضد ايران، ولكل الخططك والانشطة المشتركة لدوائر التخطيط
والاستخبارات في الجانبين الاسرائيلي والأمريكي. كما يشكل هذا التقرير
ضربة مؤلمة لكل الجهات التي تسعى منذ زمن لمنع اية محاولات لفتح حوار بين
طهران وواشنطن.
رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي خصص
جزءا اساسيا من زيارته للولايات المتحدة على هامش لقاء انابوليس للمسألة
الايرانية، عرض على بوش تصورات ورؤى استراتيجية اسرائيلية تتحدث عن
المخاطر التي تواجه اسرائيل في المستقبل، وحسب بعض الجهات والشخصيات التي
رافقت اولمرت في زيارته فان الرئيس بوش اكد لرئيس الوزراء الاسرائيلي بأن
الولايات المتحدة لن توافق على بقاء اسرائيل رهينة لمغامرات غير محسوبة
ومتسرعة قد تقوم بها ايران ولهذا فان التحدي الذي سيواجهه بوش في الفترة
المتبقية من ولايته هو توفير المظلة الأمنية والعسكرية والسياسية لاسرائيل
في مواجهة اية اخطار، كما أكد الرئيس الأمريكي لرئيس الوزراء انه يناقش مع
الاجهزة المختلفة في الولايات المتحدة امكانية وفرص استخدام الخيار
العسكري ضد ايران في حال لم تنجح المساعي الدبلوماسية.
رئيس الوزراء الاسرائيلي اكد
لمستشاريه بعد عودته من الولايات المتحدة بانه مقتنع بأن هناك اصرارا
ورغبة لدى الرئيس بوش في انهاء الازمة العالقة مع النظام في طهران، وحل
الأمور بشكل يحفظ أمن اسرائيل وحلفاء واشنطن في المنطقة، ولهذا هو يتوقع
هزات أرضية اقليمية تعيد ترتيب بعض الاوراق المبعثرة في هذه المنطقة،
والتي ساهم الانشغال الامريكي في العراق وافغانستان في تبعثرها، وبعض
المستشارين الامنيين العسكريين والامنيين لرئيس الوزراء الاسرائيلي حذروه
من التفاؤل الزائد واكدوا به بأن الأشهر التي تسبق الانتخابات الامريكية
الرئاسية تكون فيها القرارات مصبوغة بصبغة حزبية سياسية داخلية، بمعنى أن
جميع الاحتمالات مفتوحة ، وأن بوش قد يرى بأن هناك ضرورة لاتخاذ قرارات
ذات طابع سياسي سلمي والتراجع عن الشوائب التي علقت بصورة الادارة
الامريكية الحالية من تسرع وتفضيل للحلول العسكرية على الحلول السياسية،
لكن، تفاؤل اولمرت بلقائه بالرئيس الامريكي دفعه الى تجاهل جميع النصائح
والمبالغة في توقع الامور المستحيلة من ادارة بوش.
التقرير الاستخباري الامريكي
الاخير بشأن ايران يفقد اولمرت احد اهم خيوط النجاة لمستقبل الائتلاف
الوزاري، وبدون الموضوع الايراني لن يكون هناك سبب لوجود وزارة افيغدور
ليبرمان (الشؤون الاستراتيجية) . كما ان رغبة اولمرت في ان يكون العام
القادم عام تحقيق الانتصارات على ايران التي ستسجل على اسمه، اصبح اليوم
بدون فائدة، وبات وحيدا في مواجهة المفاوضات حول الحل الدائم مع
الفلسطينيين ، ولم يعد أمامه الا عقد المزيد من اللقاءات مع الرئيس
الفلسطيني. ا