ولـمصر في قلب الزمان رسالة ***مكتوبة يصغي لها الأحياء.
من مصر تبدأ قصة في طيها *** تروي الحوادث والعلا سيناء.
ولـمصر آيات الوفاء ندية *** أبنـــــاؤها الأصداء والأنـــــداء
هي مصر إن أنشدتها متشوقاً *** طرب الزمان وغنت الورقاء
ما مصر إلا الفجر والدمع السخي *** وإنها سر المحبة حاؤها
والباء
فقالوا تعرف الاشياء بمميزاتها ومن مميزات التاريخ المصري انك تلهث من شدة ما تقراءه من أحداث ينسجها ابطالها
واولادها التي سطر كل واحد منهم سطرا يميزه عن الآخرين .
ومن بين تلك الصفحات يطل علينا بطلا ظلمه الكثيرون ولكنه رضي بما قسمه الله له ومضي وحيدا تاركاً خلفه تجربته الفريدة
التي ان كتب الله لها النجاح في وقتها لكانت مصر الان غير ما هي عليه الان
ومن العجيب ان من كان علي خصومة معه هو رجل ايضا من العلامات الفارقة في تاريخ مصر
فاختلفوا اصاب من اصاب واخطا من اخطا
انه اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية في العصر الحديث
وهنا اتناول سيرته العسكرية بعيدا عن بحر السياسة فلكل مقام مقال
مولـــــده(19 فبراير 1901 - 28 أغسطس 1984)
ولد محمد نجيب بالسودان بساقية أبو العلا بالخرطوم، لأب
مصري وأم
سودانيةوالده تخرج من الكلية الحربية وشارك في حملات استرجاع السودان 1898
توفي والده عندما بلغ محمد نجيب 13 عاما تاركا وراءه أسرة مكونة من عشرة أفراد، فأحس بالمسؤولية مبكرا
تعليمــــهحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة في الكتاب
التحق بكلية الغوردون عام 1913 في السودان
يقول محمد نجيب في مذكراته: «
كنت طالبا في السنة الثانية بالكلية 1914 وجاء المستر سمبسون، مدرس اللغة الإنجليزية، ليملي علينا قطعة إملاء جاء فيها: أن مصر يحكمها البريطانيون، فلم يعجبني ذلك. وتوقفت عن الكتابة. ونهضت واقفا وقلت له: لا يا سيدي مصر تحتلها بريطانيا فقط ولكنها مستقلة داخليا وتابعة لتركيا، فثار المدرس الإنجليزي وغضب وأصر علي أن أذهب أمامه إلي مكتبه وأمر بجلدي عشر جلدات علي ظهري واستسلمت للعقوبة المؤلمة دون أن أتحرك أو أفتح فمي»
اللغات التي يجيدهاكان يجيد اللغات
الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والعبريةمحمد نجيب الضابطالتحق بالكلية الحربية في مصر في أبريل عام 1917 وتخرج فيها في 23 يناير 1918
التحق بذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده ليبدأ حياته كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة
مع قيام
ثورة 1919 أصر علي المشاركة فيها علي الرغم من مخالفة ذلك لقواعد الجيش، فيسافر إلي القاهرة ويجلس علي سلالم بيت الأمة حاملا علم مصر وبجواره مجموعة من الضباط الصغار
انتقل إلى سلاح الفرسان في شندي
حصل على شهادة الكفاءة، ودخل مدرسة البوليس لمدة شهرين، واحتك بمختلف فئات الشعب المصري، وتخرج وخدم في أقسام عابدين، مصر القديمة، بولاق، حلوان.
عاد مرة أخرى إلى السودان عام 1922 مع الفرقة 13 السودانية وخدم في واو وفي بحر الغزال، ثم انتقل إلى وحدة مدافع الماكينة في ملكال.
انتقل بعد ذلك إلى الحرس الملكي بالقاهرة في 28 أبريل 1923، ثم انتقل إلى الفرقة الثامنة بالمعادي بسبب تأييده للمناضلين السودانيين. حصل على شهادة الباكلوريا عام 1923، والتحق بكلية الحقوق، ورقي إلى رتبة ملازم أول عام 1924
اول ضابط مصري يحصل علي ليسانس الحقوق عام 1927
&
ودبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929
اول درس سياسي لمحمد نجيب من مصطفي باشا النحاسعام 1929 أصدر
الملك فؤاد قراره بحل البرلمان لأن أغلبية أعضائه كانوا من حزب الوفد الذي كان دائم الاصطدام بالملك فتخفى في ملابس خادم نوبي، وقفز فوق سطح منزل
مصطفى النحاس، وعرض عليه تدخل الجيش لإجبار الملك على احترام رأي الشعب، لكن النحاس قال له:
أنأ أفضل أن يكون الجيش بعيدا عن السياسة، وأن
تكون الأمة هي مصدر السلطات، كان درسا هاما تعلم من خلاله الكثير حول ضرورة
فصل السلطات واحترام الحياة النيابية الديمقراطية، وهو الدرس الذي أراد تطبيقه بعد ذلك عام 1954.
رقي إلى رتبة
اليوزباشي (نقيب) في ديسمبر 1931، ونقل إلى السلاح الحدود عام 1934، ثم انتقل إلى العريش. كان ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936
رقي لرتبة الصاغ (
رائد) في 6 مايو 1938، و
رفض في ذلك العام القيام بتدريبات عسكرية مشتركة مع الإنجليز في مرسى مطروح.عقب حادث 4 فبراير 1942 وهو الحادث الذي حاصرت خلاله الدبابات البريطانية قصر الملك فاروق لإجباره على إعادة مصطفى النحاس إلى رئاسة الوزراء أو أن يتنازل عن العرش. غضب محمد نجيب وكان وقتها برتبة صاغ (رائد) وذهب إلى حد تقديم استقالته احتجاجا وغضبا لانه لم يتمكن من حماية ملكه الذي أقسم له يمين الولاء، وقد شكر المسؤولون في قصر عابدين مشاعره ورفضوا تسلم استقالته.
رقي إلى رتبة
القائمقام (
عقيد) في يونيو 1944، وفي تلك السنة عين حاكما إقليميا لسيناء
في عام 1947 كان مسؤولا عن مدافع الماكينه في العريش، ورقي لرتبة
الأميرالاي (
عميد) عام 1948.
حرب فلسطين عام 1948رغم رتبته الكبيرة فقد كان على رأس صفوف قواته فيها، وجرح 3 مرات وعمل قائدا لللواء الأول، ثم اللواء الثاني فالثالث فالرابع
تعتبر معركة التبه (86) في دير البلح من أهم المعارك التي اشترك فيها في فلسطين وعددها (21) معركة، حيث أصيب إصابة بالغة كادت أن تودي بحياته.
معركة التبة 86تقع التبة 86 على بعد 2 كيلومتر شرقي طريق الأسفلت الرئيسي بين غزة ورفح وتتحكم في ملتقى الطرق والمدقات الفرعية المفضية إلى الطريق الرئيسى وترتفع إلى ما يقرب من 27 مترًا.
وفوجئ الجيش المصري بهجوم اليهود على التبة مساء يوم 22 ديسمبر مدعومًا بقصف عنيف استطاعوا على أثره اقتحام التبة والسيطرة عليها، وأتموا احتلالها مع فجر 23 ديسمبر،
وكان نجاحهم في احتلال هذا الموقع يعني عزل حامية غزة وتمثيل مأساة الفالوجا مرة أخرى.وحاول الجيش استرداد التبة في نفس اليوم فبدأت في السادسة صباحًا يوم 23/12/48 معركة تولى قيادتها في البداية اللواء محمد نجيب
(والذي سرعان ما أُصيب) لانه كان في مقدمة القوات فتقدمت سريتان من الكتيبة الثالثة مشاة تعاونهما الدبابات ثم تقدمت السرية الرابعة من الكتيبة السابعة مشاة لتطويق التبة من الشمال، واستمر تراشق النيران حتى الساعة العاشرة دون جدوى.
اتصل الأميرالاي محمود رأفت قائد القوات المصرية بقطاع دير البلح بالمجاهد كامل الشريف قائد معسكر الإخوان بالبريج، وطلب منه التوجه إلى قيادة القطاع فورًا ومعه ما يمكن حشده من مقاتلي الإخوان
وفي الثانية بعد الظهر بدأ الإخوان المسلمون في اقتحام التبة، وكان تسليحهم مكونًا من المدافع الرشاشة والقنابل
اليدوية بالإضافة إلى مدفعي هاون من عيار 81 ميللي وكان نجاح الإخوان المسلمين في اقتحام التبة هو الذي مهد لنجاح الهجوم المضاد الرئيسي الذي قام به الجيش.
ثم بدأ الجيش هجومه في الثالثة بعد الظهر بالسرية الثالثة من الكتيبة السابعة مشاة، ونجح الهجوم في اقتحام التبة وأخذ العدو في التراجع .
وبلغ قتلى اليهود في هذه المعركة الذين تركت جثثهم ملقاة على التبة أو في الخور 500 قتيلإصابة العميد محمد نجيب في معركة التبةأصيب في هذه الحرب 7 مرات لم يسجل منها سوي ثلاثة إصابات خطيرة، وكان أخطرها الإصابة الثالثة والأخيرة في معركة «التبه 86 في ديسمبر 1948،
حيث أصيب برصاصات
أثناء محاولته إنقاذ أحد جنوده عندما تعطلت دباباته، وكانت إصابة نجيب شديدة حيث إستقرت الرصاصات علي بعد عدة سنتيمترات من
قلبه، وحينما اختبأ خلف شجرة وجد الدم يتفجر من صدره، وكتب وصيه لأولاده قال فيها «
تذكروا يا أبنائي أن أبيكم مات بشرف.وكانت رغبته الأخيرة أن ينتقم من الهزيمة في فلسطين ويجاهد لوحدة وادي النيل»
وعندما تم نقله إلي المستشفى
إعتقد الأطباء أنه
إستشهد، ودخل اليوزباشي
صلاح الدين شريف لإلقاء نظرة
الوادع علي جسده فنزع الغطاء
وسقطت دمعة علي وجه محمد نجيب وتحققت المعجزة
فقد تحركت عيناه فجأة فأدرك الأطباء أنه لا يزال علي قيد الحياة وأسرعوا
بإسعافهوقتها حصل علي نجمة فؤاد العسكرية الأولي تقديرا لشجاعته في هذه المعركة
فقد كان أول ضابط مصري يقود ما يربو علي الفيلق بمفرده.المصدر
ذاكرة مصر المعاصرة