أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : العمر : 35المهنة : طالب المزاج : محلل التسجيل : 12/03/2008عدد المساهمات : 1519معدل النشاط : 562التقييم : 18الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: حرب القوقاز .. دروسٌ في التوقيت الإثنين 18 أغسطس 2008 - 14:54
/08/2008
علي الظفيري ـ الجزيرة توك
لم يتصور الرئيس الجورجي ميخائيل سكاشفيلي أنه سينتظر كل هذا الوقت حتي يري طائرة كوندوليزا رايس تحط في مطار تبليسي، توهم الرئيس الشاب قليل الخبرة أنها ستكون أمامه في الميدان !، وتصور أن القوات الأمريكية وخلفها القوات الأطلسية ستعيد له تسخينفاليا المتمردة علي حكمه ومنها إلي أبخازيا وأجاريا !، لكن ذلك لم يحدث، وما حدث هو العكس تماما، اكتفت الولايات المتحدة بدور المتفرج علي ما يجري والتعبير عن استيائها من رد الفعل الروسي غير المتكافئ، وهو توصيف أقل ما يقال أنه ناعم جدا في دعم حليفهم الرئيسي في جورجيا وطفلهم المدلل سكاشفيلي . الأكثر إيلاما بالنسبة للرئيس الجورجي أن رايس جاءت له بعدما قضي الأمر حسب الطريقة الروسية حاملة ورقة وقف إطلاق النار كتبها بوتين في موسكو وسلمها للرئيس الفرنسي ..
لينقلها بدوره إلي الأمريكيين الذين جاؤوا بها إلي تبليسي ليوقعها سكاشفيلي والحسرة تملأ قلبه، في مشهد كتب الروس نصه بامتياز وتركوا للآخرين إخراجه بالطريقة التي يريدون، كالمؤتمر الصحفي الذي ظهرت به رايس إلي جانب سكاشفيلي بعد التوقيع تاركة له تقديم صورته للعالم علي أنه المظلوم والمُعتدي علي بلاده، وللناتو الذي عارض بعض أركانه انضمام جورجيا في آخر اجتماع لهم برومانيا علي أنه الحليف المخذول بقصد تحميلهم وزر ما تعرضت له بلاده .
الحرب الخاطفة التي أشعلتها جورجيا في القوقاز وحسمتها روسيا بسرعة كبيرة تثير أسئلة كثيرة، وهي أسئلة من العيار الثقيل التي يتوقف عليها مصير العالم، البعض يستعجل طرح قضايا كبيرة كالنظام الأحادي القطبي وتفرد الولايات المتحدة علي الساحة العالمية، البعض الآخر وخاصة في عالمنا العربي والشرق الأوسط يمنّي النفس بعودة روسيا كلاعب في السياسة الدولية مُصوِّرا ما جري تراجعا للقوة الأمريكية والغربية مقابل تفوق روسي عسكري وسياسي، وهذا ما لا ينطبق في نظري علي ما جري هناك لعدة أسباب، التغييرات الكبري في موازين القوي تحتاج إلي سلسلة طويلة تنتظم فيها أحداث وصراعات شبيهة بما جري في أوسيتيا وجورجيا كي تؤسس لدرجة من التحول في تلك الموازين، ومخطئ من يصور الولايات المتحدة كطرف مهزوم في تلك الحرب باعتبار أن روسيا استطاعت التحرك عسكريا دون قيود وأنها فرضت شروطها فيما يتعلق بوقف إطلاق النار خاصة ما يتعلق بمستقبل أوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين، وربما فيما بعد بإسقاط سكاشفيلي من الحكم بعد فشله بإدارة الصراع وإيقاعه خسائر معنوية في المعسكر المنتمي إليه، صحيح أن الولايات المتحدة مكبلة عسكريا في العراق وأفغانستان، وإدارتها السياسية مقيدة داخليا بسبب قرب انتهاء ولايتها وخوضها مغامرات عسكرية كبري لا تؤهلها لخوض نزاع آخر وكبير مع روسيا، إلا أن ذلك يمكن قراءته بطريقة معكوسة، فهي إن سمحت لروسيا بتسجيل نقطة لصالحها في الصراع القوقازي، سيكون ذلك مقابل نقاط أخري تسجلها ضد الروس أهمها السير قدما بالدرع الصاروخية وتوقيع الاتفاقية مع وارسو معقل الحلف الشيوعي ورمز الامبراطورية العسكرية السوفيتية، إضافة إلي أن الصراع حسم علي ما يبدو انضمام كل من جورجيا وأوكرانيا إلي الحلف الأطلسي بعد ممانعة ألمانية وفرنسية يبدو أنها ستتراجع قياسا لنتائج ما جري، وهو استكمال لمشروع توقيع سبعة دول شيوعية سابقة هي بلغاريا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا في آخر عملية توسيع للحلف في 2004، وتجسيد للمادة العاشرة من معاهدة واشنطن التي تنص علي أن "أبواب الحلف مفتوحة أمام أي ديمقراطية ترغب في الانضمام إليه وتتوافر فيها المعايير المطلوبة" .
ولا نغفل أن أمريكا بهذا التوسع الأطلسي أصبحت قاب قوسين أو أدني من منابع الطاقة في المحيط الروسي، وهو عنصر القوة الوحيد الذي ورثته روسيا عن الإمبراطورية السوفيتية وبه تحمي قوتها العسكرية وتنميها .
وبهذا يمكن القول إن الإجابات المتعلقة بتلك الأسئلة الكبري لم تظهر بعد وبحاجة لزمن من الصراع كي يمكن القول بنضوجها، وما يمكن إثارته من أسئلة في الوقت الحالي هي الاستفهامات المتعلقة بالتوقيت وهو العنصر الرئيسي في هذا النزاع، فلا يمكن أن نتصور أبدا أن الرئيس الجورجي أقدم علي خوض تلك المغامرة دون معرفة الولايات المتحدة ودون إيعاز منها، أو أنه لم يتوقع ردة الفعل الروسية تجاه ما أقدم عليه !، كما لا يمكن تصور الولايات المتحدة تسمح بهذه الخطوة من قبل سكاشفيلي دون أن تضع في حسبانها جملة من المكاسب تتحقق في الحالتين، مكاسب في حالة نجاح جورجيا بما كانت تسعي إليه ومكاسب أخري في حال هزيمتها وتعرضها لما تعرضت له علي يد روسيا، وهذه المكاسب المتعددة والافتراضية نوردها علي النحو التالي :
استحقاق انتخابي رئاسي قادم اعتاد الأمريكيون فيه علي التصويت لمن يتصورون فيه القدرة علي إدارة الصراع، وحرب القوقاز تشعل الصراع الأكبر مع روسيا بعد أن استنفدت الحرب علي الإرهاب فاعليتها وفقدت قدرتها علي التوظيف الداخلي، ونتذكر هنا الانتقادات الموجهة لأوباما بضعف قدراته في السياسة الخارجية إضافة لقلة خبرته العسكرية، ونتذكر أن جورج بوش الابن استطاع النجاح في الوصول إلي مقعد الرئاسة بتخويف الأمريكيين من الإرهاب والتلويح بضعف منافسه في هذا المجال، وأوباما قد لا يكون الشخص المناسب لإدارة الصراعات الأقل فما بالك بصراع مع روسيا !، وهذه اتهامات تلقاها المرشح الديمقراطي من هيلاري كلينتون والديمقراطيين ولن يكون الأمر أسهل مع ماكين والمحافظين الجدد !؟، ملف إيران النووي والتسريع بحسم واضح وربما عسكري يلائم الإدارة الأمريكية الحالية قبل رحيلها ويلبي الإلحاح الإسرائيلي المتزايد (والتفصيلات في العلاقة الجورجية الإسرائيلية كثيرة )، هو الآخر قد يكون مكسبا للإدارة الأمريكية وربما الظروف مواتية الآن للدفع بهذا الملف إلي الواجهة من جديد، فروسيا لا يمكن أن تكرر عنادها وتظهر صلابتها في ملفين حساسين للغرب، وقد يكون قليل من التنازل الروسي ردا إيجابيا علي اللين والتساهل الذي أظهرته الولايات المتحدة في الحرب الجورجية، أضف ذلك إلي إقناع الأعضاء الآخرين في الناتو بأهمية توسعه ولو عارضت روسيا ذلك.
إيجازا يمكن القول إن الدروس والعبر كثيرة من هذه الحرب، ولإن كان التوقيت عاملا رئيسيا في استيعابها وفهم منطلقاتها، وستكشف الأشهر القادمة مدي ما سيتحقق من مكاسب جراء اختيار توقيتها، وهل سيكون لصالح الروس عبر توظيف نصرهم العسكري في مزيد من الحضور والثقة علي الساحة الدولية، أو للأمريكيين في الرد المعاكس لنتائجها، فإن الدرس الأكبر ما تعلمه جورج سكاشفيلي ويحتاج البعض الآخر لتعلمه واستيعابه أيضا، وهو أن الارتماء في الحضن الأمريكي لا يشكل غطاء أمنيا يُحتمي به خاصة إذا كانت الجائزة المنتظرة أثمن وأكبر.
موضوع: رد: حرب القوقاز .. دروسٌ في التوقيت الجمعة 29 أغسطس 2008 - 13:31
تحليل صواب و منطقي والعبرة مما حدث هو أن لا نثق و لا نعتمد على وعود الاخرين خصوصا اذا تعلق الامر بالأمن القومي, لكنك لم تتطرق الى دور اسرائيل في المعادلة , فاليد اليهودية متورطة في هذه الحرب
موضوع: رد: حرب القوقاز .. دروسٌ في التوقيت الجمعة 29 أغسطس 2008 - 18:52
اعتقد ان الموضوع اكبر من هذا حيث ان هناك تسأل يطرح نفسه.
اين بدايه الصراع؟ هل فى جورجيا بايعاز من حلف الناتو او من الولايات المتحده لالهاء روسيا عن الدرع الصاروخى؟ ام من موسكو التى ادارت لعبه ذكاء و ادت الى استفزاز الرئيس الجورجى؟ لو كان فعلا لعبه ذكاء من روسيا فقد ادرتها باحكام منقطع النظير لفرض سيطرتها على القوقاز مره اخرى و فعل ما لم يحدث منذ اكثر من نصف قرن الا و هو تغيير حدود دوله بالقوه مثلما فعلت المانيا النازيه . و هو يطرح تسأول اخر لماذا ؟ حيث ان روسيا الان ليست دوله عظمى مع احترامى الكبير لقوتها و لكن يمكن ان تصنف كدوله اقليميه كبيره و ذات سيطره على المنطقه ولكن ليست دوله عظمى . الاتحاد السوفيتى كان دوله عظمى و كان يسطتيع اداره حرب مع حلف الناتو و لكن ليس روسيا صحيح ان 60% من الطاقه الاوربيه من روسيا و لكن لا تسطتيع روسيا ان تلعب بتلك الورقه حيث من شأن ذلك ان يضعف اسقرارها الاقتصادى بشده . اذن هناك ابعاد اخرى للعبه . الولايات المتحده لا تستطيع الان الاستغناء عن روسيا لما توفره لها من ممرات امنه لعبور الامدادات اللوجستيه الى افغنستان و ايضا حلقه وصل للبرنامج النووى الايرانى. ثم توقيت التوقيع مع بولندا على الدرع الصاروخى و اختيار بولندا لم يكن عشوائيا حيث هى كانت رمز القوه الشيوعيه فى زمن الاتحاد السوفيتى . اذن ارجح ان الولايات المتحده و حلف الناتوا استغلوا تلهف جورجيا لىنضمام الى الحلف فى خلق منطقه نزاع تشغل الدب الروسى عن بولندا ريسما يتسنى لهم ترتيب الاوضاع فيها لحسابهم. ولكن غاب عن ذهنهم البيدق الاخر فى اللعبه الا و هو اوكرنيا الا و هى تعتبر خاصره الغرب الضعيفه حيث لمحت الخارجيه الروسيه باحتمال الغاء معاهده الصداقه مع اوكرنيا و هو ما ازعج الغرب فعلا حيث بامكان روسيا اجتياحها بسهوله فتتم السيطره على البحر الاسود و منابع الطاقه و خطوطها و هو ما يضع الغرب فى ورطه فعليه.