[color=blue][b]بدون مقدمات :
التاريخ يقول ان الدول التى تدخل فى حروب طويلة او كثيرة فانها تتقدم صناعيا و اقتصاديا...
الامبراطوريات فى لحظات التكوين و التوسع تكون فى اوج قوتها بحروبها الكثيرة المتلاحقة...
و عندما تبلغ اقصى اتساع لها و تكف عن الحرب او تتراخى فيها لانها تشبعت بالانتصارات فانها تبدأ فى الانهيار و لو بعد فترة...
و حديثا كل الدول التى اشتركت فى الحرب العالمية الاولى و الثانية بلا استثناء سواء المنتصرة او المهزومة ظهرت بعد فترة كدول متقدمة صناعيا و اقتصاديا...و كان هناك دافع قوى لصناعة السلاح و التقدم فيه و هو قاطرة الصناعات...و كم من اسلحة تم تصنيعها و استخدامها اثناء تلك الحروب...ثم هذا الحس الوطنى... الحرب دائما مفتاح دوران عجلة التقدم ...فان دارت فانها تكتسب قوة دفع ذاتية بعد ذلك لانها تدخل فى صراعات التنافس.... ( الدافع يتغير )...
ثم دائما الامم لا تتقدم الا بوجود حافز قوى اجبارى...فهدف التقدم وحده يكون اختياريا..اما الحرب فه حافز اجبارى...هدف قومى يوحد الشعب خلفه... و المتابع لاستراتيجيات الدول يرى بوضوح ان امريكا بعد انهيار الاتحاد السوفييتى اخذت تبحث عن عدو آخر ..و قيل انه وجدت العدو البديل هو الاسلام و المسلمين...!!!!!!!!!! ترى لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟...الصمت و السكون يهدم الامم...انظروا الى حال اسرائيل التى دائما فى حروب و صراعات كيف حال الصناعة فيها و كيف تستغل ذلك لجلب المزيد و صناعة المزيد و اليقظة المستمرة و التدريبات العملية المتكررة فى حروبها الصغيرة...تجرب فيها الاسلحة و ترفع بها المستوى...
و فى مصر ايام محمد على وضح ذلك...
و ايام عبدالناصر لما دخلنا صراعات كثيرة و ممتدة و كان الشعور الوطنى المتأجج...
و لنتذكر اكتوبر و روح اكتوبر و سمو الحس الوطنى و اخلاق الحرب و الرجال... روح اكتوبر التى لم نستغلها لتكون مفتاح دوران العجلة...
ثم اعقبها فترة السلام المزعوم و التى كانت سببا فى تراجع الحس الوطنى...ثم ثلاثين سنة فى عهد مبارك و نحن ساكنون هامدون... فليقارن من شاء بين اخلاقيات الشباب و الرجال فى حقبة حروبنا حتى لما كنا مهزومين فى 67 و فى اكتوبر حتى معاهدة السلام الى ان جائت المعاهدة و ما اعقبها من ثلاثين سنة... فساد فى كل شئ.. من قمة الهرم الى منتهى القاعدة....
تغير الناس و الرجال و الشباب... تغيرت اهتماماتهم.... و كلنا امل الآن فى عهد جديد...
...................................................................................
فى زيارة للمتحف الحربى بالقلعة منذ زمن و بجوار متعلقات الجندى الشهيد أسد سيناء كتب احد الزوار :
لم استطع حبس دموعى و انا انظر لمتعلقاتك...
لقد تقاسمت راتبك ال 6 جنيهات مع اسرتك و ذهبت لتحارب...
محفظتك بها جنيه و ربع هى كل الميراث الذى تركته لأهلك و رحت لتموت...
..........................................................................
ستظل الحرب مصنع الرجال و الابطال و محرك التاريخ...
( اذا تبايعتم بالعينة -السلف- و اخذتم اذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لن ينزعه عنكم حتى ترجعوا الى دينكم )...صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم...
يعجبنى قول الشاعر الجاهلى قيس بن الخطيم عن الايجابية و عدم التراخى :
اذا انت لم تنفع ف ضر فاءنما..يـُرجى الفتى كيما يضر و ينفعا...