لما شاع الفساد و الاضطرابات فى مدينة البصرة على عهد معاوية بن ابى سفيان و فشل الولاة فى استتباب الامن أرسل لهم القائد الحازم زياد بن ابيه الذى اول ما دخلها قام فيهم خطيبا و قال خطبته المشهورة فى التاريخ بالخطبة البتراء لانه لم يبدأها بقول بسم الله الرحمن الرحيم...
و جاء فيها : انى أرى رؤوسا اينعت و حان وقت قطافها..و انى ارى الدماء تسيل من تحت العمائم ..
- و انى ارى ان آخر هذا الزمن لا يصلح الا بما صلح به أوله .. لين فى غير ضعف و شدة فى غير عنف..
- و انى اقسم بالله لآخذن الولى بالمولى و المقيم بالظاعن و المقبل بالمدبر و الصحيح بالسقيم.. حتى يلقى الرجل اخاه فيقوا أنجُ سعد فقد هلك سعيد..
- من احرق احرقناه..و من نقب بيتا نقبنا عن قلبه..و من نبش قبرا دفناه فيه حيا..
- حرامٌ على َّ الطعام و الشراب حتى اسويها بالأرض هدما و احراقا.. أو تستقيم لى قناتكم..
- أيها الناس، إنا أصبحنا لكم ساسة، وعنكم ذادة، نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا، ونذود عنكم بفيء الله الذي خولنا، فلنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا، ولكم علينا العدل فيما ولينا، فاستوجبوا عدلنا وفيئنا بمناصحتكم لنا، واعلموا أني مهما قصرت عنه فلن أقصر عن ثلاث : لست محتجبا عن طالب حاجة منكم ولو أتاني طارقا بليل، ولا حابسا عطاء ولا رزقا عن إبانه، ولا مجمرا لكم بعثا، فادعوا الله بالصلاح لأئمتكم؛ فإنهم ساستكم المؤدبون لكم، وكهفكم الذي إليه تأوون، ومتى يصلحوا تصلحوا، ولا تشربوا قلوبكم بغضهم، فيشتد لذلك غيظكم، ويطول له حزنكم، ولا تدركوا له حاجتكم مع أنه لو استجيب لكم فيهم لكان شرا لكم.
أسأل الله أن يعين كلا على كل، وإذا رأيتموني أنفذ فيكم الأمر فأنفذوه على أذلاله، وايم الله إن لي فيكم لصرعى (قتلى) كثيرة فليحذر كل امرئ منكم أن يكون من صرعاي.
.......................
و ماهى الا فترة قصيرة حتى استتب الامن فى البصرة....
و لقد كان الخلفاء اشداء فى الحق فاستقامت لهم الامور...
و التاريخ الحديث يحدثنا عن محمد على بانى النهضة الحديثة فى مصر و كيف بدأ حكمه بالحزم الشديد فى مذبحة القلعة..
ثم جمال عبدالناصر و حزمه فى ازمة مارس 1954..بغض النظر عن الخلاف حولها..
و انور السادات و ما فعله بمراكز القوى...
الحزم و الحسم هو ما تحتاجه البلاد فى ظل هذه الفوضى تحت عباءة الديموقراطية الهزيلة التى تخرج لنا من تحتها الافاعى لتقود الهمج و القطعان الضالة لحرب استنزاف و انهاك لكل قوى مصر
و المطالب الفئوية و الاضرابات المستفذة... و آخرها اضراب الاطباء !!! مهنة الرحمة... و ايم الله كان الاولى ان يصدر قرار باغلاق العيادة الخاصة لكل طبيب يذهب للاضراب...ام انك تضرب عن العمل فى المستشفى الحكومى ملجأ الفقراء لتبتز الاموال فى عيادتك الخاصة ايها ال... ... و عمال النقل من اين نأتى لكم بأموال ايها الاغبياء فى هذه الظروف و هذا الحال الذى تساهمون بغبائكم فى زيادة سوءه و ترديه؟!!! انهم ينساقون وراء الايادى الخفية المشبوهة بدعوى الديموقراطية... فلتذهب ديموقراطيتكم الى الجحيم...
و هذا الذى يحدث فى سيناء و غيرها...
نحن فى حرب استنزاااااااااااااااااااااااف .... و من لا يرى ذلك فهو غبى يحتاج لاعادة صياغة لفكره و نظره...
الحزم و الشدة مع العدل...
لو ان بعضا من الذين يسرقون السولار المدعوم او الدقيق و غير ذلك قد حوكموا فى ميدان عام و بحزم لما سولت لكل فاسد نفسه ليفسد....
ثم يقال لا نريد اجراءات استثنائية !!!!... مصر يا سادة فى ظروف استثناااائية تحتاج لحزم حتى لو كانت ىاجراءات استثنائية... اما هذا الضعف الذى يتجرأ فيه الكلاب علينا فهذا مرفووووووض...
قانون الطوارئ لبعض الوقت و ليس لكل الوقت...الحزم و ليس الظلم...هذا هو المطلوب الآن..
الديكتاتور.. العادل.. سماه جمال الدين الافغانى ( المستبد المستنير )...
رجل قوى حازم يحكم قبضته على الامور و يسوق الناس للحق و الخير طوعا و كرها..
ديكتاتور ظالم لا ... عادل ضعيف لا ...
ديكتاتور (مستبد برأيه فى الحق و الخير)...عادل...
انهم دائما صناع التاريخ...
حتى الديكتاتور الظالم احيانا له منافع من الاستقرار و الامن... اسألوا الاخوة فى العراق عن صدام و عن الآن..ايهما افضل..
اين منى رجل قوى له بعضا من حزم عمر و رحمة الصديق و عبقرية خالد و دهاء عمرو .....